ورغم سعي غالبية الدول إلى امتلاك نظام دفاعي قوي ضد أي هجوم من الجو سواء بالطائرات أو بالصواريخ، فإن تكتيكات "الهجوم الكاسح" بأعداد هائلة من الطائرات أو الصواريخ يمكنها اختراق أي نظام دفاعي مهما كانت قوته.
وتواصل إسرائيل من حين إلى آخر تدعيم أنظمتها الدفاعية بوسائل وأسلحة جديدة تمكنها من امتلاك نظام دفاع جوي متعدد الطبقات يمكنها من اعتراض أي نوع الصواريخ بداية من الصواريخ قصيرة المدى التي يستخدمها "حزب الله" اللبناني وحركة "حماس" الفلسطينية، حتى الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى، التي تمتلكها دول مثل إيران.
وتعتمد إسرائيل في التصدي للصواريخ قصيرة المدى، على منظومة "القبة الحديدية"، بينما تستخدم صواريخ "باتريوت" في اعتراض الصواريخ متوسطة المدى في نطاق محدد.
وخلال السنوات الأخيرة بدأت إسرائيل التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية لتدريب قواتها على استخدام نظام الدفاع الصاروخي الأكثر تطورا في الجيش الأمريكي وهو منظومة "ثاد" الصاروخية، الخاصة باعتراض الصواريخ المعادية في طبقات الجو العليا.
إسرائيل تدرب جنودها على استخدام صواريخ "ثاد"
في 4 مارس/ آذار 2019، أعلن الجيش الأمريكي نشر نظام الدفاع الصاروخي "ثاد" في إسرائيل وقال الجيش الإسرائيلي إن تلك الصواريخ تم نشرها في إحدى القواعد العسكرية بصحراء النقب ضمن مناورات عسكرية أمريكية إسرائيلية يشارك فيها أكثر من 200 جندي، من قوات الدفاع الجوي والعمليات وشعبة التخطيط، بحسب موقع "ديبكا" الإسرائيلي.
وقال موقع "أرمد كنترول أسوسييشن" الأمريكي إن النشر المحدود لصواريخ "ثاد" الأمريكية في إسرائيل استمر لمدة شهر وكان الهدف منه التأكيد على التزام الولايات المتحدة الأمريكية بأمن إسرائيل الإقليمي.
وتقول شركة "لوكهيد مارتين" الأمريكية، المصنعة لتلك الصواريخ، إن منظومة صواريخ "ثاد" يمكنها اعتراض الصواريخ الهجومية داخل الغلاف الجوي للأرض وخارجه، ويمكنها اعتراض صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى.
الدرع الصاروخي
وتعتمد نظرية عملها على تحقيق إصابة مباشرة بالهدف المعادي وتدميره، وهو ما يطلق عليه نظرية "هيت تو كيل" (الاصطدام المباشر مع الهدف رأس برأس).
وتشبه هذه النظرية إصابة رصاصة برصاصة أخرى بعد إطلاقها، وهو ما يتطلب دقة عالية في التوجيه.
ويمكن للمنظومة الأمريكية أن تعمل مع أنواع أخرى من منظومات الدفاع الجوي البري والبحرية، كما يمكنها التكامل مع وسائل الدفاع الجوي الطائرة، بحسب "لوكهيد مارتين"، التي أشارت إلى أنه يمكن نشر تلك الصواريخ لحماية المدن والمنشآت الحيوية ضد الهجمات الصاروخية المعادية.
وتتميز تلك الصواريخ بأنه يمكن حشدها في أي مكان حول العالم، لأنها منصات إطلاقها مصممة للعمل على مركبات عسكرية، وهي تتكون من 4 مكونات أساسية، هي منصات الإطلاق، والصواريخ، ومراكز القيادة والسيطرة، ومحطة الرادار الأرضي"، بحسب موقع "ميسيل ثريد" الأمريكي.
ويمكن لمنظومة "ثاد" أن تتصدى للصواريخ التكتيكية و الباليستية في مدى 200 كلم، بحسب موقع "ميسيل ثريد"، بينما يصل أقصى مدى لها إلى 1000 كلم، بحسب موقع "أرمي تكنولوجي".
"ثاد" و"باتريوت"
وتكون صواريخ "ثاد" مسؤولة عن تدمير الأهداف على ارتفاعات عالية ومسافات بعيدة، وتكون مسؤولة عن الطبقات العليا من الجو، وتعمل مع منظومات باتريوت الصاروخية، المصممة لتدمير الصواريخ المعادية على ارتفاعات منخفضة ومسافات قريبة، ضمن ما يطلق عليه "الدرع الصاروخي".
وتستخدم الصواريخ الأمريكية نظام توجيه يعمل بالأشعة تحت الحمراء، التي يمكنها رصد الهدف ومتابعته بصورة تسمح لها بتحديد أدق نقطة للاصطدام معه، وتتميز منظومة "ثاد" بإمكانية ربطها بنظام الإنذار المبكر التابع لقيادة الجيش الأمريكي.
وتضم كل بطارية صواريخ من هذا النوع، 9 منصات، يحمل كل منها 8 صواريخ، يرافقها مركبتي قيادة وسيطرة، إضافة إلى رادار أرضي.