اتخذت الحياة قرارها، وكالت طعنة أخرى في الروح السورية، فأفقدت السوريين صوتاً لطالما أطرب مسامعهم وطيّب جراحهم وصبّرهم على ما ألمّ بهم.
الطيبة صاحبة "يا طيوب"، تودع اليوم العالم عن عمر ناهز الرابعة والخمسين، وفي رصيدها 14 ألبوما، قدمتها على مدار أكثر من خمس وعشرين سنة، أولها "يا قاتلي بالهجر"، إضافة إلى تقديم أغاني العديد من المسلسلات والأفلام السورية والعربية.
عبد الحليم الحريري، رئيس فرع نقابة الفنانين في حلب، وصف رحيل الفنانة بسيليس بالخسارة الفاجعة للفن العربي والسوري والحلبي، وقال في حديثه لـ "سبوتنيك": "السيدة ميادة بسيليس نمط خاص من الغناء والرقي والإنسانية، لطالما أسعدت قلوبنا في دنيانا، نتمنى لها السعادة في حياتها الأبدية".
حازت الراحلة بسيليس على الجائزة الذهبية لأفضل أغنية عربية 1999 عن أغنية "كذبك حلو" وتولت غناء شارات مسلسلات عدة مثل "أبناء القهر"، كما حصدت عبر مسيرتها الفنية عددا من الجوائز المحلية والعربية منها "الأورنينا" الذهبية ثلاث مرات، والجائزة الأولى في مهرجان الموسيقى العربية في الدار البيضاء، والجائزة الذهبية لأفضل أغنية مصورة، والذهبية في مهرجان القاهرة وغيرها.
مغنية "كذبك حلو" زفت اليوم في نعش أبيض على أنغام الزغاريد، بعد عشر سنوات أمضتها في صراع مرض السرطان الذي ختم رحلتها في الحياة كما أغنيتها "ما في شي مستاهل، ما في شي حرزان".
المطرب السوري صفوان العابد، تمنى في تصريح لـ "سبوتنيك"، الرحمة لروح الفنانة التي اعتبرها حالة فنية خاصة، وتقدم بأحر التعازي لزوجها الموسيقار سمير كويفاتي، مؤكداً أن الراحلة قبل أن تكون فنانة هي إنسانة وربة منزل ومحبة لعائلتها وللجميع، وتابع: "اليوم أغاني ميادة بسيليس في قلوب وعقول الناس".
لم تحتمل السيدة ميادة بسيليس أن تصعد فوق الخمسين خمس درجات، فكانت الدرجة الرابعة هي الأخيرة، لم تكن لترغب بموت أكثر هدوءاً، ودعت مدينتها وعائلتها بسلام بعد أن اتخذت الحياة قرارها وقالت "وداعاً ميادة بسيليس".