الكنيسة التي تعرضت لخسائر فادحة جراء الهجمات الإرهابية المتتالية على المنطقة خلال سنوات الحرب، كانت شاهدة على ما تعرضت له مدينة حلب من عدوان وحشي، وهي تعود اليوم لتحتضن أبناءها بعد عمليات الترميم التي امتدت على مدار عامين.
"المسكن والملاذ الوحيد للروح"، هكذا يصف القس الدكتور هاروتيون سليميان، رئيس طائفة الأرمن البروتستانت، الكنيسة، ويتابع في حديثه لـ "سبوتنيك":
"اليوم نشهد إعادة افتتاح الكنيسة التي كانت كالقلعة صامدة خلال سنوات الحرب، هذه الكنيسة التي تعد صرحا حضاريا والمسكن الوحيد للروح، وبترميم الكنيسة تجددت روحنا وتجدد إيماننا وانتماؤنا نحو الله والوطن".
الكنيسة الكائنة في حي التلفون الهوائي بحلب، والتي بنيت عام 1922، تعود من جديد لتستقبل فرقة الكورال التابعة لها التي أدت التراتيل والصلوات، كما قدمت الفرقة النحاسية بعض المعزوفات الموسيقية وسط حشد شعبي كبير معلنة إعادة افتتاح هذا الصرح الديني الكبير.
الكنيسة الحلبية التي أنهكتها الحرب، بلغت نسبة الأضرار فيها نحو 70%، لكنها بقيت قادرة على استقبال أبنائها، وكانت قد شهدت ترميمات جزئية متتالية في كل مرة يتم استهدافها، ليتم أخذ القرار منذ سنتين بإعادة التأهيل الشامل الذي وصل اليوم إلى نسبة 100%. القس الدكتور سليميان أكد أن كنيسة "بيت أيل" لطالما كانت رمزاً من رموز ترسيخ العيش المشترك في سوريا، لا سيما خلال سنوات الحرب، حيث تعاون أبناء الكنيسة من مسيحيين ومسلمين على تقديم خدمات الطبابة والتربية لمن يحتاجها، كما حرصوا على إقامة النشاطات الاجتماعية والثقافية المشتركة.
ولأن بعض الخسارات لا يمكن أن تمضي، تقف كنيسة "بيت آيل" من جديد لتستقبل أبناءها الذين لن يغيب عن ذاكرتهم ما شهدته هذه الكنيسة، سيؤدون صلواتهم، يتمتمون بدعواتهم، وسينهضون - كما الكنيسة - من حرب لا بد أن تنتهي مهما طالت.