كيف خدع المارشال تيتو أمريكا

تفيد معلومات يمكن العثور عليها على شبكة الإنترنت أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية نفذت، في خريف 1953، عملية سرية لتهريب مقاتلة روسية من طراز "ياك-23" من أوروبا إلى الولايات المتحدة.
Sputnik

ورغبت الولايات المتحدة في الحصول على هذه الطائرة لكي تتعرف على إمكانياتها وقدراتها.

ووفق المعلومات نفسها، فإن وكالة الاستخبارات المركزية تمكنت من تنفيذ العملية السرية التي حملت اسم "ألفا" لتصل طائرة "ياك-23" مفككة على متن طائرة النقل من يوغسلافيا إلى قاعدة رايت باترسون الجوية في ولاية أوغايو الأمريكية، حيث تم تجميعها لتقوم بـ8 رحلات جوية تجريبية حتى 25 أكتوبر/تشرين الأول 1953، عندما أعيدت في الخفاء إلى البلد الذي تم تهريبها منه.

الصفقة السرية

ولا تذكر هذه المعلومات حقيقة عملية تهريب طائرة "ياك-23" إلى أمريكا. وكشفتها مجلة "التاريخ العسكري" الروسية، مشيرة إلى أن إحضار الطائرة إلى أمريكا تم بموجب الصفقة السرية بين قادة جمهورية يوغسلافيا الاتحادية والولايات المتحدة الأمريكية وهي صفقة خدع الزعيم اليوغسلافي المارشال يوسيب بروز تيتو من خلالها أمريكا.

يجدر بالذكر أن روسيا لم تقم حينئذ بتوريد الأسلحة والمعدات العسكرية ليوغسلافيا. وحصلت القوات الجوية اليوغسلافية على مقاتلة "ياك-23" من رومانيا أو بالأحرى من الطيار الروماني ميخاي دياكوان الذي قام، في 24 يونيو/حزيران 1953، بتهريب نفسه وطائرته "ياك-23" إلى البلد المجاور لبلاده. وأقبل الطيارون اليوغسلافيون على فحص الطائرة المهربة ليخلصوا إلى استنتاج أنها ليست الطائرة التي يمكنها أن تعزز القوات الجوية اليوغسلافية. وقرر الزعيم اليوغسلافي عندئذ أن يبرم "صفقة" مع الولايات المتحدة لمبادلة الطائرة المهربة من رومانيا بالعديد من الطائرات الحربية الأمريكية.

ومن أجل الحصول على الطائرة المهربة إلى يوغسلافيا وطيارها وافق الأمريكيون على تحقيق ما يريده  الزعيم اليوغسلافي من خلال توقيع صفقة توريد طائرات من طراز "تي-33" و"إف-84" و"إف-86" ليوغسلافيا. وعندما تعرفوا عن كثب على ما حصلوا عليه من الزعيم اليوغسلافي أدركوا أن المارشال تيتو خدعهم.

ياك-23

ولم تهتم روسيا بمصير الطائرة المهربة لاسيما وأن مقاتلات "ياك-23" أنهت خدمتها في صفوف القوات الجوية الروسية في عام 1953. وحلت محلها مقاتلات "ميغ-25" التي تفوقت على "ياك-23" من ناحية التسليح والسرعة والمدى. وافتقرت مقاتلة "ياك-23" إلى الكابينة المحكمة السد ولهذا لم يمكنها أن تصعد إلى ارتفاع يتجاوز 12 ألف متر. ولم تكن مزودة بمحطة الرادار.
ولم تطل مدة خدمة مقاتلات "ياك-23" في صفوف القوات الجوية الروسية. فقد بدأت في عام 1949 وانتهت في عام 1953.

مناقشة