وقال محاسنة، في تصريح لوكالة "سبوتنيك" تعليقاً على ما تداولته تقارير إسرائيلية حول رفض رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو المصادقة على طلب أردني إمداده بالمياه، "حدوث أزمة في المياه بالأردن هذا العام أمر وارد في أي وقت نتيجة الجفاف، وبخاصة خلال فصل الصيف، لكن نحن نتحدث عن موقف سياسي من جانب نتنياهو".
وتابع موضحا "في مقدمة هذه الأسباب، موسم الجفاف وزيادة عدد اللاجئين، فلا يجب أن ننسى أن الأردن يستضيف حوالي مليون لاجئ، علاوة على إدارة المياه. نحن لا ندير مياهنا بصورة جيدة فنحن نستهلك حوالي 60 بالمئة منها للزراعة، علاوة على أن السدود غير ممتلئة للحد المطلوب".
واعتبر محاسنة أنه لا توجد إمكانية لحدوث أزمة مياه بين الأردن وإسرائيل، وأن المشكلة، برأيه، تعود لرغبة نتنياهو في أن يكون محور اهتمام بعدما خسر الانتخابات (انتخابات الكنيست)".
وأضاف "نعم هناك بوادر أزمة مياه في الأردن. لأنه كان هناك موسم جفاف هذا العام، والوضع يستوجب أن نطلب مياها من إسرائيل".
واستطرد محاسنة شارحا وضع المياه في المملكة، بالقول "يحصل الأردن على معظم مياهه من نهر اليرموك، وهذا العام بدلاً من أن نحصل على حوالي 400 مليون متر مكعب من المياه، فلا أظن أننا حصلنا على 10 أو 15 بالمئة من هذه الملايين الأربعمئة من النهر".
وأضاف "الفيضانات التي تأتي في أشهر الشتاء نتيجة الأمطار، ولدينا سد تحويلي اسمه سد العدسية يقوم بتحويل المياه إلى طبريا أو من المفترض أن نخزنها في سد اليرموك أو سد الوحدة، الذي بيننا وبين سوريا، ما دون سد الوحدة نقوم بتخزينه في طبريا. هذا العام لم نستطع أن نخزن، إذ لا توجد مياه لا في سد الوحدة لأن المياه لم تكن كافية ولا أن نخزن الحصة المعتادة، حتى الآن، في طبريا".
ويشير "كما وردت في الأخبار نحن طلبنا 8 ملايين متر مكعب من المياه زيادة، من الجانب الإسرائيلي، وهذا أمر معتاد إذ هم يبيعون هذه المياه من شركات تجري تحلية في الغور الشمالي عندهم وتبيعها للمزارعين، وعندهم مزارع أسماك تقوم بشراء هذه المياه بكثرة".
وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، قد ذكرت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يستجب لطلب أردني بشأن إمدادات المياه من إسرائيل إلى المملكة، على خلفية أزمة مياه يعانيها الأردن.
وأشارت الصحيفة إلى أن امتناع نتنياهو عن الاستجابة للطلب الأردني، جاء على الرغم من توصية مختصين في سلطة المياه الإسرائيلية ومن الجهاز الأمني بإعطاء رد إيجابي، واعتبرت أن رد نتنياهو هذا، "يعكس عمق الأزمة بين البلدين، والتي تبدو أيضا أنها تنعكس كخلاف شخصي بين رئيس الحكومة الإسرائيلية وعاهل الأردن الملك عبد الله الثاني".
وتفاقمت الأزمة بين إسرائيل والأردن خلال الأسابيع الأخيرة، إثر خلاف على الترتيبات الأمنية لزيارة كان مخطط لها لولي العهد الأردني الحسين بن عبد الله إلى الحرم القدسي، وعلى خلفية عدم موافقة الأردن على طلب منح التصريح بعبور طائرة تقل نتنياهو للتوجه إلى الإمارات، ما أدى إلى إرجاء الزيارة.