المدينة المنتصبة بشموخ تحاكي اليوم ذكرياتها، وها هي تصب اهتمامها على الاستئناف التدريجي لبعض أنشطتها الاقتصادية واستقبال الفعاليات والوفود التجارية المختلفة، أملا باستعادة شيء مما كانت عليه.
معرض حلب الدولي الذي يقام حاليا في المدينة الرياضية بالحمدانية، هو الآخر يحاول استعادة أمجاده السابقة كقبلة لرجال الأعمال الراغبين بالتعرف على منتجات هذه المدينة التي لطالما كانت عاصمة اقتصادية شرقي المتوسط.
الحضور العراقي كان بارزاً في المعرض الذي شهد مشاركة نحو 400 شركة وجهة عارضة محلية وعربية وأجنبية، إذ أمته وفود رفيعة المستوى من اتحاد الغرف التجارية واتحاد المقاولين العراقيين، إلى جانب وفد من وزارة الصناعة والمعادن.
وأكد مندوب وزارة الصناعة والمعادن العراقية، ليث صالح حسين، لـ "سبوتنيك" أن المشاركة العراقية تأتي هذا العام في ظل التعاون المشترك بين جمهورية العراق والشقيقة سوريا، من خلال الصناعات الكهربائية والدوائية والغذائية.
وأضاف: توجد 4 شركات حاضرة في جناح وزارة الصناعة والمعادن العراقية، مع حضور متميز من باقي الشركات.
وقال حسين: "قدمنا دعوة رسمية لوفد سوري من قبل وزير الصناعة العراقي، منهل الخباز، لزيارة العراق وبحث سبل التعاون الاقتصادي المشترك بين البلدين".
كان للهجمات التي ضربت مدينتهم، إلى جانب نهب آلات أكثر من 1000 من مصانعها المصنفة إقليميا وترحيلها إلى دول الجوار، تأثير كبير يعايشه الحلبيون والسوريون حتى اليوم، فمن يتذكر المعارض الضخمة التي كانت تشع في أرجائها قبل الحرب، يلحظ الفارق الكبير لدى مقارنتها مع ما تعرضه النسخة الجديدة من معرض حلب الدولي.
ومع ذلك فالمسؤولون عن تنظيم المعرض، يحدوهم الآمل باستعادة تلك الأيام شيئا فشيئا، على الرغم من الحصار الخانق الذي يضرب القيود المحكمة حول توريد المواد الأولية ومشتقات الطاقة إلى مدنهم الصناعية المحررة حديثا، كما حول مسارات تصدير منتجاتها.
"حضور عربي لافت"، هكذا وصف مدير معرض حلب الدولي، عليّ نظام، أجواء المعرض في أيامه الأولى.
وأشار نظام في حديثه لـ "سبوتنيك"، إلى أن المعرض تشارك فيه 400 شركة من قطاعات مختلفة، من القطاع الهندسي، الكيميائي، إلى الغذائي، وليس انتهاءً بالخدمي.
وعن الدول المشاركة، لفت نظام إلى وجود مشاركات مهمة جداً من عدة دول كجمهورية العراق، الجمهورية الإسلامية الإيرانية، جمهورية الهند، جنوب إفريقيا، ومن الفلبين.
وقال نظام: "حضرت وفود من عدة دول، كان أبرزها الجانب العراقي الذي ضم وفد من اتحاد الغرف التجارية، وفد من اتحاد المقاولين، وفد من وزارة الصناعة والمعادن، وهذا يدل على زيادة الاهتمام والرغبة بتمكين العلاقات الاقتصادية خلال المرحلة القادمة بسوريا".