ليست بشأن سد النهضة.. أزمة جديدة في ملف العلاقات السودانية الإثيوبية

تلوح في الأفق أزمة جديدة في ملف العلاقات السودانية الإثيوبية، ليست بسبب الخلاف حول سد النهضة أو التوتر الحدودي بين البلدين.
Sputnik

وطلب السودان سحب الجنود الإثيوبيين من القوات الأممية بأبيي، وهو ما يأتي تعبيرا عن تصاعد التوتر بين البلدين، على خلفية التوترات الحدودية وكذلك الخلافات حول سد النهضة، خاصة بعد فشل مفاوضات الكونغو الحالية.

العمق الاستراتيجي

وكانت وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق المهدي، قد ذكرت، أنه "ليس من المعقول وجود قوات إثيوبية في العمق الاستراتيجي السوداني في وقت تحشد فيه القوات الإثيوبية على حدود بلادنا الشرقية".

"من يفكر بذلك فهذا جنون"... إثيوبيا تصعد أزمة "سد النهضة" مع مصر والسودان

وأكدت المهدي أن بلادها طالبت الأمم المتحدة بتبديل الجنود الإثيوبيين الموجودين ببعثة "اليونسفا" في منطقة أبيي السودانية بجنود آخرين"، بينما شددت في الوقت نفسه على أن "توتر العلاقات مع إثيوبيا لن يمس اللاجئين الإثيوبيين في السودان الذين سيجدون الترحاب والمعاملة الكريمة دائما".

عواقب محتملة

ونقلت وكالة "سكاي نيوز عربية"، مساء اليوم الأربعاء، عن المحلل السياسي السوداني كمال كرار، تلك الخطوة السودانية، التي يصفها "الطبيعية" في ضوء التطورات الأخيرة وجملة التوترات بين الخرطوم وأديس أبابا، قائلا:

إنه من الطبيعي في ظل التوتر الحالي حول سد النهضة أن يتحسب السودان للعواقب المحتملة.. وبالتالي فطلب سحب البعثة العسكرية طبيعي باعتبارها الآن قوات تتبع نظاما معاديا للسودان.

ويستطرد: "لكن ومن جانب آخر، فيبدو أن الخلاف حول ملء السد وعدم الاتفاق قد يقود لتصعيد عسكري من جانب مصر والسودان، وهذا يفسره الطلب السوداني بشأن البعثة الأثيوبية بأبيي".

قوات الأمم المتحدة

وتتصاعد حدة المواجهات بين الجانبين، السوداني والإثيوبي، لاسيما منذ شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إذ تخوض القوات المسلحة في السودان، على الحدود الشرقية للبلاد، مواجهات متفرقة مع مليشيات وقوات إثيوبية، وذلك بعد قرار القيادة السودانية بإعادة الانفتاح على الأراضي السودانية التي تحتلها تلك الميليشيات منذ نحو 26 عاما.

ولفت الباحث السياسي السوداني، طلال إسماعيل، إلى أن "طلب بلاده إبعاد الجنود الإثيوبيين التابعين لقوات الأمم المتحدة في أبيي هو إشارة إلى توتر العلاقة بين السودان وإثيوبيا، دبلوماسيا وسياسيا، بينما كانت علاقتهما متميزة في وقت سابق"، وأن ذلك "مؤشر غير جيد بالنسبة لإثيوبيا، بسبب جهة تدهور العلاقة مع السودان؛ لأن الأخيرة دولة جارة لإثيوبيا ولديهما مصالح مشتركة".

إعلام: "شد وجذب" بين مصر وإثيوبيا في مفاوضات سد النهضة

وأوضح خبير الشؤون الأفريقية المصري، عطية عيسوي، أن "الطلب السوداني يرجع إلى تفاقم حدة الأزمة، لجهة النزاع الحدودي بين البلدين.. ويمثل ذلك القرار محاولة من قبل الحكومة السودانية للتعبير عن استيائها من تصرفات الحكومة الأثيوبية فيما يتعلق بالنزاع الحدودي وحتى ملف سد النهضة".

خطوة سودانية

وأفاد عيسوي بأن تلك الخطوة السودانية تعبر عن "عدم الثقة في الجنود الأثيوبيين المتواجدين ضمن البعثة الأممية "يونسفا"، حتى لا ينقلوا أسرارا عسكرية إلى حكومتهم على سبيل المثال، وبالتالي جاء طلب إبعادهم، وهو طلب شرعي وفق القوانين الدولية المنظمة، وعلى قيادة القوات الأممية تبديلهم بآخرين".

ويعتقد أن "التوتر بين البلدين سيمتد إلى فترة طويلة، لا سيما لعناد الحكومة الأثيوبية فيما يتعلق بالنزاع الحدودي.. وكذلك الخلافات حول سد النهضة، وإصرار حكومتي السودان ومصر على مطالبهما الخاصة بشأن ضرورة التوصل لاتفاق ملزم، بموازاة إصرار أثيوبيا على موقفها.. جميع هذه القضايا تتداخل مع بعضها البعض وتفاقم التوتر بين الخرطوم وأديس أبابا".

ويذكر أن الاجتماعات الأخيرة من مفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا، والتي انعقدت طيلة أيام في الكونغو الديمقراطية، قد فشلت في التوصل إلى اتفاق بين الدول الثلاث.

مناقشة