ويشارك في المؤتمر خبراء وشركات تعنى بالتحول الرقمي من مصر والإمارات وسلطنة عمُان وتونس والجزائر والعراق والأردن ولبنان والسعودية والكويت واليمن والبحرين وروسيا والنمسا واليونان والهند وسويسرا.
وقد عقدت نسختين سابقتين من المؤتمر في كل من الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية.
وزير الاتصالات: علينا أن نكون جزءاً من التحول الرقمي
وأوضح ممثل راعي الاحتفال وزير الاتصالات والتقانة السوري إياد الخطيب في تصريح لـ"سبوتنيك" أن "الهدف من إقامة المؤتمر هو الخروج برؤية واستراتيجية قابلة للتطبيق ضمن الإمكانات المالية والبشرية الحالية في سوريا" .
وأضاف الوزير الخطيب "الواقع صعب أمام حصار تكنولوجي على سوريا إلى جانب الحصار الاقتصادي الخانق لكن علينا أن نعمل وألا نقف مكتوفي الأيدي، فالعالم متغير ومقبل على التحول الرقمي فإما أن نركب القطار ونكون جزءاً من هذا التحول أو نعود إلى العصور الحجرية القديمة وهذا ليس في قاموسنا السوري، فنحن في سوريا متفائلون بأن المستقبل والقادم أفضل رغم المعاناة والحصار الذي نعاني منه".
وحول الجهود المبذولة لدخول مشغل ثالث لخدمة الاتصالات الخلوية بيّن الوزير الخطيب أن "دخول المشغل الثالث الوطني يشكل أحد برامج العمل لتحسين واقع الشبكة الخلوية لأنها تمثل العامل الأساسي لأي عملية تحول رقمي".
أبو غزالة: المستقبل العربي يبعث على التفاؤل
وصرح الخبير الاقتصادي طلال أبو غزالة لـ"سبوتنيك" بأن هذا المؤتمر مهم بقدر أهمية التحول الرقمي الذي يعني المستقبل وأن كل حديث آخر يصبح مجرد تفاصيل، فلا يستطيع أحد لا دولة ولا فرد ولا شركة أن يتجنب التحول الرقمي فهو أكبر من التجارة الإلكترونية ومن الحكومة الإلكترونية وهو برنامج تغيير لكل ما في هذه الدنيا في الإنسان في الحيوان في الطبيعة في كل شيء وهو حديث المستقبل القادم".
وأضاف غزالة: "أنا سعيد جداً بأن يكون المؤتمر بهذا العنوان وحول هذا الموضوع المهم وسعيد بالمشاركة في أعماله لكننا عربيا ما زلنا متخلفين عن مواكبة عملية التحول الرقمي وإن كانت القضية تتفاوت من دولة إلى دولة.
وفي كلمة له أمام المؤتمر قال أبو غزالة: "ليس هنالك عذر لا لدولة أو وزارة أن تقول بأن ظروفنا صعبة، وليس هنالك في الدنيا ما يمنع أطفالنا في المخيمات من أن يحققوا أعلى نسبة في التحول الرقمي".
وأشار أبو غزالة إلى أن "التحول الرقمي في الوطن العربي مستقبلاً يبعث على التفاؤل، بالرغم من أننا ما زلنا في بداية التحول".
وأردف قائلاً: "ما نتكلم عنه اليوم هو كيف تصنع الأجهزة المطلوبة وأنا أبشركم بأننا في الوطن العربي ولأول مرة أنتجنا منتجات رقمية، تحتوي على صناعة وتصميم وتمويل عربي بالكامل".
سوخوف: خروج سوريا من الحصار
وأوضح مدير المركز الثقافي الروسي نيكولاي سوخوف لـ "سبوتنيك" أن المؤتمر مهم جداً بالنسبة لسوريا باتجاه خروجها من الحصار على المستوى الدولي وذلك في ظل المشاركة العربية والأجنبية الواسعة وسنقوم بنقل نتائج هذا المؤتمر إلى الجهات المهتمة في روسيا".
وأضاف سوخوف: "بالنسبة لروسيا نحن ننظر إلى هذا المؤتمر كنقطة انطلاق للتعاون في مجال التجارة الإلكترونية بين روسيا وسوريا والمنطقة العربية عموماً ونحن نثمن دعم الاتحاد العربي للتجارة الإلكترونية للمبدعين السوريين وللشركات السورية التي تقوم بتنفيذ مشاريع هامة عالمياً".
شحاته: سوريا ليست بمعزل عن أي تحرك عربي
وأشار الأمين العام للاتحاد العربي للتجارة الإلكترونية الدكتور أحمد عبد الفتاح شحاتة في تصريح لـ سبوتنيك إلى أن العالم كله يتبع الكثير من التطبيقات والتدابير الإلكترونية ليس فقط في مجال الاقتصاد ولكن على مستوى الأداء الحكومي للدول كأن تتكلم عن خدمات دفع الفواتير والضرائب واستخراج الوثائق والشمول المالي الذي يعني أن يكون لكل فرد حساب بنكي لكي نضمن ان أداء الجميع أفراداً وشركات مراقب وتحت مظلة الاقتصاد الرسمي للدولة وبذلك تستطيع الدول أن تضع إحصائيات حقيقية فيما يتعلق بالنشاط الاقتصادي وبالمقدرات الاقتصادية داخل كل دولة وإدارة البيانات الكبيرة".
وحول تأثير التحول الرقمي على سوريا قال شحاته: "إذا كنا نتحدث عن أن التحول إلى الاقتصاد الرقمي ليس اختياراً بل هو ضرورة وحتمية فلابد لسورية ان تلحق بهذا لكي لا تكون بمعزل عن جميع المجريات الاقتصادية على مستوى العالم فيما يتعلق بالإجراءات الحكومية والتجارة والتبادل التجاري وإدارة مقدرات الدولة".
وأضاف: "رأينا في إقامة الدورة الثالثة من المؤتمر في سوريا رسالة للعالم بأنها ليست بمعزل عن اي تحرك عربي وهي دائماً في الوجدان العربي طوال الوقت".
هلال: ضغوط خارجية لمنع المشاركة
وأوضح مدير المجموعة العربية للمعارض والمؤتمرات السيد علاء هلال في تصريح خاص لـ سبوتنيك أن "انعقاد المؤتمر شكل تحدياً كبيراً جداً بسبب ما تمر به سوريا من حصار اقتصادي خانق والذي تجسد بأقسى أشكال الحرب على المواطن السوري في الأشهر الأخيرة" مضيفاً أنه "كان مقرراً انعقاد المؤتمر العام الماضي لكنه تأجل بسبب أزمة كورونا وكان هناك تحديات كبيرة تتعلق بعوائق السفر بسبب الجائحة وبسبب الحصار المفروض على سوريا وممارسة ضغوط على كثير من الجهات لمنعها من المشاركة في أعمال المؤتمر لكننا تمكنا مع الاتحاد العربي للتجارة الإلكترونية من النجاح في استقطاب مجموعة كبيرة من الخبرات والتجارب العربية والدولية المهمة".
وتابع هلال: "حققنا نجاحاً كبيراً من خلال اللجنة العلمية التي اشرفت على الجانب العلمي للمؤتمر والتي تضم خبرات سورية وباحثين وأساتذة في مراكز البحث والجامعات السورية، وقد تلقت اللجنة مجموعة من أوراق العمل والأبحاث تمهيداً لعرض عدد منها خلال أعمال المؤتمر وتمكنا بجهود استثنائية من إقامة هذا المؤتمر".
وسيبحث المؤتمر على مدار ثلاثة ايام محاور عديدة حول التحول الرقمي في سوريا والدفع الإلكتروني والتجارة الإلكترونية وأمن المعلومات والتحول نحو الاقتصاد الرقمي إلى جانب العديد من أوراق العمل المقدمة من باحثين سوريين وعرب وأجانب.
ويأتي المؤتمر انطلاقاً من اهتمام وزارة الاتصالات والتقانة السورية ببرنامج التحول الرقمي كونه يشكل داعماً أساسياً للقطاعات الاستراتيجية والحيوية في سوريا ولما له من أثر في رفد الاقتصاد الوطني بفوائد كبيرة، إلى جانب كونه أحد متطلبات العصر الحديث الأساسية لتبسيط الإجراءات وتقديم الخدمات.