بٌنيت المدينة المكتشفة من الطوب اللبن، بشكل رجراج وعاش فيها بشكل أساسي العمال في عصر الفراعنة الذين كانوا يعملون في بناء معبد هابو القريب ومقابر الملوك في وادي الملوك، ومثل مدننا الحالية تضم المدينة عدة أجزاء، منها السكني وجزء والإداري وجزء يحتوي صناعات الأطعمة والفخار وغيرها، وعثر بداخلها على هيكل عظمي لم يتم تحليله بعد، ولقى أثرية من الفخار والاكسسوارات والنقوش إضافة إلى سمكة كبيرة ذات قشرة من ذهب.
من أعظم الاكتشافات الأخيرة
في حديث مع وكالة "سبوتنيك" يصف مدير عام آثار البر الغربي بالأقصر فتحي ياسين هذا الكشف بأنه "من أعظم الاكتشافات التي تم العثور عليها"، موضحا "هذه المدينة تضيف الكثير لعلماء الحضارة المصرية القديمة، لأنها مدينة متكاملة من جميع الأجزاء التي تم العثور عليها، جزء سكني وجزء إداري وآخر صناعي".
ويتابع ياسين "كل اللقى الأثرية التي تم العثور عليها في هذا المكان ذات قيمة، لأننا عادة نعثر على مقابر أو معابد لكن لم نعثر المدن، فبالتالي هذه المدينة ستعرفنا على طريقة العمارة وتخطيط المدن وتخطيط المساكن والمنازل والتخطيط العمراني للورش، وما تم العثور عليه في منتهى الأهمية، وكل شيء يؤرخ للملك أمنحتب الثالث".
وحول مصير اللقى الأثرية التي تم العثور عليها، يوضح ياسين أنها ما زالت في المراحل الأولى للبحث العلمي، وما زالت بحاجة إلى ترميم، إذ يقول "هناك قطع فخار لم يتم استكمالها ولم تتم دراستها بعد، لأن هذه أول مراحل البحث أو الكشف، لكن هناك دراسة لكل القطع ومن ثم يتم اختيار المكان الذي ستوضع فيها واختيار أي متحف من المتاحف المصرية".
ولا يتوقع ياسين أن يتم افتتاح المدينة لزيارة السياح قبل ثلاثة أعوام على الأقل، حيث يقول "ما تم الكشف عنه قد لا يكون إلا 30% من هذه المدينة، وهناك أعمال حفائر سوف تتم في المواسم الأثرية الثلاث القادمة (الموسم الأثري يبدأ في سبتمبر وينتهي في مايو من كل عام)".
ويوضح "هذه المدينة لها امتداد من الناحية الغربية ومن الناحية الشمالية لم يتم العمل بهما بعد، وبالتالي خلال المواسم القادمة نتوقع مزيدا من الاكتشافات في هذه الجزئية، قد يكون جزء منها مقابر".
الانتقال من طيبة لتل العمارنة
ويكشف ياسين أنّه جرى العثور على "قرص الشمس في أماكن كثيرة من جدران المدينة وبالتالي هنا قد تكون الديانة بدأت من طيبة وليس مباشرة في تل العمارنة"، موضحا "ستخبرنا هذه المدينة عن الفترة التي قضاها أمنحتب قبل الذهاب إلى تل العمارنة، وأن كانت الدعوة إلى آتون بدأت من هنا".
تقع المدينة المكتشفة بالقرب من عدة مواقع أثرية شهيرة، فهي على بعد أمتار من معبد مدينة هابو وهو معبد جنائزي للملك رمسيس الثالث من الأسرة الفرعونية العشرين، وبالقرب من مقابر دير المدينة، وهي مجموعة متجاورة من المقابر الملونة، جميعها في حالة جيدة من الحفظ، تعود للعمال الذين كانوا يبنون مقابر الملوك في وادي الملوك.
شهادة الحفارين في الموقع
في حديث مع وكالة "سبوتنيك"، يقول سالم قناوي أحد العمال الذين شاركوا في الكشف عن المدينة الجديدة "كل هذه البيوت هي بيوت لعمال الفراعنة الذين كانون يعملون على بناء معبد هابو، وبناء مقابر الملوك في وادي الملوك والملكات"، موضحا "عملنا ثلاثة أشهر ونصف على إبراز هذه الكتلة السكنية، وكل الفخار الموجود حاليا نحن من اكتشفناه".
وبدأت البعثة الأثرية عملها في الموقع في أيلول/ سبتمبر الماضي، وهي بعثة مصرية مشتركة بين المجلس الأعلى للآثار ومركز الدكتور زاهي حواس للمصريات التابع لمكتبة الإسكندرية.
والخميس الماضي، أعلنت البعثة الأثرية المصرية التي يترأسها وزير الآثار الأسبق زاهي حواس، في بيان، عن اكتشاف "المدينة الذهبية" التي كانت مفقودة تحت الرمال في مدينة الأقصر المصرية، ويعود تاريخها إلى 3000 عام.
وقالت البعثة أنها "اكتشفت المدينة المفقودة تحت الرمال والتي كانت تسمى صعود [أو إشراقة] آتون، ويعود تاريخها إلى عهد الملك أمنحتب الثالث، واستمر استخدامها من قبل الملك توت عنخ آمون".
وبحسب البيان، قال حواس إن هذه المدينة "هي أكبر مستوطنة إدارية وصناعية في عصر الإمبراطورية المصرية على الضفة الغربية للأقصر، حيث عثر بالمدينة على منازل يصل ارتفاع بعض جدرانها إلى نحو 3 أمتار ومقسمة إلى شوارع".