موسكو - سبوتنيك. وقال جميح في حوار مع وكالة "سبوتنيك" إنهم ينظرون إلى التاريخ اليمني القديم ما قبل الإسلام نظرة سلبية، في محاولة منهم لإعادة صياغة التاريخ اليمني وفق منطق طائفي.
وشدد على أن: "الحوثيين ينطلقون من منطلقات دينية مذهبية، وينظرون إلى التاريخ اليمني القديم بنظرة سلبية، لأنهم يريدون أن يؤسسوا لتاريخ اليمن منذ اليوم الأول الذي جاء فيه الهادي يحيى بن الحسين إلى صعدة في منتصف القرن الثالث الهجري، هذا هو التاريخ الذي يعتدّون به".
وتابع: "لذلك هم لديهم الآن مصطلحات جديدة، مثل مصطلح الهوية الإيمانية في مقابل الهوية اليمانية، بمعنى أنهم يرون أن الهوية اليمانية الحالية هي هوية غير إيمانية وبالتالي يسعون إلى هندسة هذه الهوية من أجل أن تتفق مع مواصفات الإيمان التي نادى بها حسين الحوثي".
وأضاف جميح: "عندما ينظرون إلى الأعمدة الشامخة في مأرب، إلى سد مأرب العظيم، عندما ينظرون إلى حضارة ظفار عاصمة حمير يتضاءل موروثهم، فهم لم يبنوا أي حضارة في اليمن، ما الذي فعلوه ما الذي بنوه حتى المساجد لم يبنوها بنيت من قبل غيرهم".
وفي إطار حديثه عما تعرضت لها الآثار في اليمن وخاصة المناطق الأثرية، تطرق جميح لما تتعرض له صنعاء القديمة المسجلة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي، من استحداثات تجري " باستخدام المواد الحديثة التي تتنافى مع المادة التاريخية والتراثية التي بنيت منها صنعاء، والتي تعتبر مخالفة لقوانين حماية المواقع الثقافية العالمية".
كما أشار إلى حادثة هدم الحوثيين لمسجد أثري في صنعاء يسمى مسجد النهرين، قائلا إن هدم المسجد واحدة من أهم المخالفات ضد التاريخ والإرث اليمني وإن هذا المسجد "يدخل ضمن حرم صنعاء القديمة التراثية، وبالتالي تحرم قوانين حماية التراث والمعاهدات الدولية التي وقعت عليها اليمن، المساس بالوضع القائم لصنعاء القديمة، كمدينة تاريخية".
ونوه السفير اليمني إلى أنه تم توجيه رسالة إلى منظمة اليونيسكو بهذا الخصوص، مشيرا في نفس الوقت إلى أن "الخطورة الأكبر أن هناك بعض المساجد الأخرى، وهي مساجد تاريخية في زبيد وغيرها، صدر بها تعميم بأن يعاد بناؤها، ولأسباب واهية وفي معظمها أسباب في اتجاه القبلة، أو أنها تاريخية وربما متهاوية وبالتالي تهدم ويعاد بناؤها دون إدراك للأهمية التاريخية لهذا المبنى لأن المبنى ليس مجرد دار عبادة وإنما أصبح له بعد تاريخي، بما أنه قد مر عليه مئات السنين، فهو يحمل دين وتاريخ كذلك".
وعن دور منظمة اليونيسكو في اليمن، أشار جميح في حديثه، إلى أن المنظمة تجاوبت بعد تعرض بعض المباني للضرر في صنعاء القديمة جراء الأمطار في العام الماضي، قائلا إنه " كان هناك برنامج دعم الحالات الطارئة في اليونيسكو، وصرفت بعض المبالغ عن طريق مكتب المنظمة في الدوحة، وتم ترميم بعض المباني داخل صنعاء القديمة".
واختتم حديثه بالإشارة إلى أن "برنامج الاتحاد الأوروبي، قام بترميم بعض المباني في صنعاء القديمة وفي شبام حضرموت وفي زبيد التاريخية؛ وكان من المفترض أن يكون له حضور في عدن لكن للأسف الشديد، نتيجة الأوضاع الأمنية لم تستطيع اليونيسكو تنفيذ هذا المشروع ولا زالت الأمور مؤجلة، وإذا تحسنت الأوضاع يمكن البدء في بعض الآثار التاريخية التي تحتاج إعادة ترميم وصيانة في عدن".