عرقلة انتخابات فلسطين أم تغطية لأزمة حكومة نتنياهو.. لماذا تكثف إسرائيل هجماتها على قطاع غزة؟

رغم التنديد الفلسطيني، يستمر القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، في خطوة وصفها البعض بمغامرة سياسية تندرج ضمن أزمة تشكيل نتنياهو لحكومة إسرائيلية جديدة، فيما يرى البعض أنها محاولة لعرقلة الانتخابات الفلسطينية المقبلة.
Sputnik

 

ولليوم الثاني، شن الطيران الحربي، بعد منتصف الليل عدة غارات على مناطق متفرقة في القطاع، حيث قصف عدة مواقع تتبع للفصائل الفلسطينية المسلحة.

لجنة الانتخابات في فلسطين تتوقع اعتماد حوالي 50 ألف مراقب

وقال مراسل "سبوتنيك" في القطاع إن " الطائرات الحربية الإسرائيلية أطلقت بعد منتصف الليلة، سبعة صواريخ على الأقل، على موقع "أبو عطايا" التابع للفصائل الفلسطينية المسلحة في منطقة تل السلطان، غرب مدينة رفح، حيث اندلعت النيران في الموقع جراء القصف الإسرائيلي".

قصف مستمر

وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية موقع "بدر" التابع للفصائل الفلسطينية المسلحة جنوب غرب مدينة غزة، وكذلك موقع "الحشاشين" الواقع بين مدينتي رفح وخانيونس جنوب القطاع". كما استهدف القصف الإسرائيلي أيضا، أرضا زراعية شرق مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة.

وأكد شهود عيان أنه تم نقل إصابتين، إحداهما طفلة، من مكان الاستهداف الأخير برفح، في حين لم تبلغ وزارة الصحة في القطاع، حتى اللحظة، عن سقوط ضحايا في صفوف الفلسطينيين جراء الاستهداف الصاروخي الإسرائيلي للقطاع.

وفي سياق متصل، قالت مواقع صحفية تابعة للإعلام العبري إن الجيش الإسرائيلي بدأ بإطلاق النار على قطاع غزة، ردا على إطلاق صاروخ في وقت سابق اليوم على الأراضي الإسرائيلية.

وسقطت قذيفة صاروخية واحدة أطلقت من قطاع غزة، في وقت سابق، مساء اليوم السبت، في منطقة "أشكول" الحدودية المحاذية للقطاع، فيما دوّت صافرات الإنذار في المستوطنات القريبة من المناطق الشمالية والشرقية للقطاع.

وفي حين دوت صافرات الإنذار لليوم الثاني على التوالي، في محيط قطاع غزة، وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، افيخاي ادرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي:"بعد شهر من عدم إطلاق الصواريخ، انطلق الإنذار باللون الأحمر في قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي. حتى الآن، تم تحديد عملية إطلاق واحدة من قطاع غزة عندما سقط الصاروخ في منطقة مفتوحة في مجلس إشكول الإقليمي".

 

 

عرقلة الانتخابات

الدكتورة حكمت المصري، الباحثة السياسية الفلسطينية المقيمية في قطاع غزة، قالت إن "أكثر من اثنين مليون فلسطيني في قطاع غزة يتابعون الأوضاع الأمنية الصعبة خصوصا في ظل استمرار القصف الإسرائيلى بطائرات إف16 على أهالى القطاع ليلا مع الاستمرار في التحليق المكثف للطائرات الحربية الإسرائيلية ليل نهار في سماء القطاع".

وبحسب حديثها لـ "سبوتنيك"، يأتى هذا الهجوم الإسرائيلى بعد زعم الاحتلال سقوط صواريخ المقاومة على بعض المناطق المفتوحة بالأراضي المحتلة في ظل تنصل الاحتلال من تنفيذ التزاماته بتخفيف الحصار على قطاع غزة خصوصا بعد تدخل العديد من الأطراف العربية والدولية لتطبيق سياسة الهدوء مقابل تخفيف الحصار وعدم التعرض للمقدسات الإسلامية في القدس.

واعتبرت الباحثة الفلسطينية أن الهجوم الإسرائيلى متعمد لجر المقاومة الفلسطينية إلى الرد ومن ثم أخد ذلك كحجة لإلغاء الانتخابات خصوصا في ظل اقتراب موعدها حيث ستعقد في مايو المقبل.

التصعيد يتزامن مع المناشدات الفلسطينية والعربية لإجراء الانتخابات الفلسطينية في مدينة القدس ويرفض الاحتلال الإسرائيلى حتى اللحظة الموافقة على ذلك بدون سبب واضح ما دفع رئيس لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية حنا ناصر لتجديد دعوته للأمم المتحدة إلى لعب دور في منع تدخل سلطات الاحتلال الإسرائيلي في العملية الانتخابية والعمل على ضمان مشاركة المقدسيين في الانتخابات الفلسطينية، وفقا لحكمت المصري.

 

 

عدوان مستمر

في السياق ذاته يختلف المحلل السياسي الفلسطيني المقيم في قطاع غزة مصطفى الصواف، مع حديث حكمت المصري بشأن ربط العدوان الإسرائيلي على غزة بمحاولة عرقلة الانتخابات المقبلة، عازيًا الأمر إلى الأزمة التي يعيشها الكيان الإسرائيلي بعد الانتخابات.

لجنة الانتخابات في فلسطين تتوقع اعتماد حوالي 50 ألف مراقب

وفي حديثه لـ "سبوتنيك"، أكد أن إرهاب الاحتلال مستمر ولن يتوقف بحق كل ما هو فلسطيني، قتل ومصادرة أراضي واعتداءات على المقدسات والإنسان وقصف على غزة بحجة أو بدون.

واعتبر أن الهجمات المستمرة، محاولة من قبل نتنياهو لدفع كتل اليمين للتحالف معه حيث يعيش أزمة حقيقة ويرغب في إرسال رسالة للأحزاب المترددة أن إسرائيل في خطر، وعليهم إنهاء تشكيل الحكومة.

واستطرد: "وفي هذه الحالة لا يجد أضعف من غزة لتوصيل رسالته وهذا التصعيد والقصف لا يختلف عن غيره، فهو إما في أراضي زراعية يعتقد الاحتلال أنها تشكل خطرا على كيانه ويدعي أنها مشغل للتصنيع أو مواقع أو منصات الرصد على الخط الفاصل بين قطاع غزة وفلسطين المحتلة".

ولم تستجب الحكومة الإسرائيلية إلى الآن لمطالب مشاركة أهالي القدس بالانتخابات، إلا أن السلطة الفلسطينية لا تزال تحشد المجتمع الدولي للضغط على تل أبيب من أجل القبول.

في الوقت نفسه فشل بنيامين نتنياهو الذي كلفه الرئيس الإسرائيلي بتشكيل الحكومة، في الوصول إلى عدد مقاعد الكنيست الـ 61 المطلوبة لتشكيل حكومة يمينية، فيما لم تنجح مفاوضاته مع بينت أو ساعار إلى الآن.

 

مناقشة