ووفقا للإعلان، تشارك 6 فرق في الدوري الإنجليزي الممتاز - ليفربول ومانشستر يونايتد وأرسنال وتشيلسي ومانشستر سيتي وتوتنهام - إلى جانب ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد ويوفنتوس وإنتر ميلان وميلان.
الأندية، التي يعاني معظمها من الديون وفواتير الأجور الكبيرة، والتي تضررت بشدة من الوباء، ستستفيد ماليا، مع توقعات بأنها ستشارك في أرباح بالمليارات، بحسب تقرير لوكالة "فرانس برس".
لكن رد الفعل الأولي من سلطات كرة القدم والمشجعين والنقاد وحتى السياسيين كان غاضبًا، مع تهديدات بحظر الأندية المشاركة من المسابقات المحلية والأوروبية والعالمية.
وقالت رابطة أنصار تشيلسي: "لقد عانى أعضاؤنا وأنصار كرة القدم في جميع أنحاء العالم من الخيانة المطلقة. هذا أمر لا يغتفر هذا يكفي".
وأضافت الرابطة أن الأندية المؤسسة وافقت على إنشاء "مسابقة جديدة في منتصف الأسبوع"، لتبدأ "في أقرب وقت ممكن عمليا"، لكنهم سيستمرون في اللعب في بطولاتهم المحلية.
وأشار البيان إلى أنه سيتم الإعلان عن ثلاثة أندية أخرى، مع ضمان مشاركة الأعضاء المؤسسين الخمسة عشر كل عام. ستتوفر خمسة أماكن أخرى "بناءً على الإنجازات التي تحققت في الموسم السابق".
وستشترك الأندية المؤسسة في 3.5 مليار يورو للاستثمار في البنية التحتية وللتعويض عن تكاليف الوباء، ومن المتوقع أن تتلقى 10 مليارات يورو أخرى في شكل "مدفوعات تضامن" على مدى فترة الالتزام الأولي، وهو عائد أكثر بكثير مما هو متاح في دوري الأبطال .
الأندية في مأزق
قال ديفيد بيرنشتاين، رئيس الاتحاد الإنجليزي السابق ومانشستر سيتي السابق، لـ"بي بي سي": "أعتقد أن هناك شيئين يلعبان هنا: أحدهما الجشع والآخر اليأس".
وتابع: "أعتقد أنهم في وضع يائس. أحد الأشياء التي لم يفعلوها خلال الوباء هو فرض نوع من التحكم في الأجور. لقد وضعوا أنفسهم في مأزق قليلا".
لكن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) وسلطات كرة القدم الإنجليزية والإسبانية والإيطالية حذرت الأندية من التعرض للمنع من المشاركة في المسابقات الوطنية ودوري أبطال أوروبا. وجاء في بيان مشترك: "سنبقى متحدين في جهودنا لوقف هذا المشروع الساخر".
كما قال الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إن لاعبي الأندية المشاركة "قد يحرمون من فرصة تمثيل منتخباتهم الوطنية".
فيما كان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أقل صرامة معربا عن "عدم موافقته" ودعا جميع الأطراف إلى "الدخول في حوار هادئ وبناء ومتوازن".
قارن رئيس الدوري الإسباني خافيير تيباس، أندية دوري السوبر الأوروبي بالسكارى الذين يغادرون الحانة في الساعة 5:00 صباحًا في غياب عن الوعي، ونعتهم بالأنانية وعدم التضامن.
ووصف جاري نيفيل كابتن مانشستر يونايتد السابق المشروع بأنه "عار مطلق"، ودعا إلى " استعادة القوة من الأندية التي تتصدر الدوري وهذا يشمل فريقي".
الساسة يدخلون على خط الأزمة
من جانبه قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن الأندية "يجب أن تستجيب لمشجعيها ومجتمع كرة القدم الأوسع قبل اتخاذ أي خطوات أخرى".
وأضاف أنه سيفعل كل ما في وسعه لضمان عدم المضي قدما في إنشاء "دوري السوبر"، كما هو مخطط له.
وتابع: "سننظر في كل ما يمكننا القيام به مع سلطات كرة القدم للتأكد من أن هذا لن يتم بالطريقة التي يتم اقتراحه بها حاليا. لا أعتقد أنها أخبار جيدة للجماهير، ولا أعتقد أنها أخبار جيدة لكرة القدم في هذا البلد".
رغم عدم وجود فريق فرنسي من بين الأندية الأولى في البطولة المعنلة حتى الآن، قال الرئيس إيمانويل ماكرون إن الخطط تهدد "مبدأ التضامن والجدارة الرياضية".
وانتقدت وزيرة الرياضة في الحكومة الفرنسية، روكسانا ماراسينيو، الانفصال المقترح ووصفته بأنه "نادٍ لكبار الشخصيات لغزو العالم، لكنه غزو عالمي قائم فقط على التسويق والمبيعات، وليس الرياضة".
ضربة استباقية
توقيت الإعلان عن البطولة استبق كشف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم المقرر عن إصلاحات دوري أبطال أوروبا يوم الاثنين، مع التوسع إلى 36 فريقا وزيادة في عدد المباريات.
وقالت رابطة الأندية الأوروبية إنها "تعارض بشدة" دوري السوبر الجديد، فيما أصدر الدوري الإنجليزي، الأغنى في أوروبا، بيانا غاضبا.
وجاء في البيان: "يمكن لعشاق أي ناد في إنجلترا وفي جميع أنحاء أوروبا أن يحلموا حاليا بأن فريقهم قد يصعد إلى القمة ويلعب ضد الأفضل. نعتقد أن مفهوم الدوري الأوروبي الممتاز من شأنه أن يقضي على هذا الحلم".
تعثر الكبار
ألمح أرسنال، الذي يحتل المركز التاسع في الدوري الإنجليزي الممتاز، أي أنه لا يزال بعيدا عن مراكز التأهل للبطولات الأوروبية، إلى العقبات التي تنتظره، قائلا: "هناك الكثير مما يجب فعله لإحياء المنافسة".
كما حذر يوفنتوس من أنه "لا يمكنه ضمان إطلاق المشروع بنجاح". ويواجه يوفنتوس معركة لانهاء دوري الدرجة الأولى الإيطالي هذا الموسم بين الأربعة الكبار، فيما لم يلعب ميلان بطل أوروبا سبع مرات في دوري أبطال أوروبا منذ عام 2014.
قال رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز، الذي أعلن عنه كأول رئيس للبطولة، إن الانفصال يعكس رغبات الأندية الكبرى، مضيفا: "كرة القدم هي الرياضة العالمية الوحيدة في العالم التي تضم أكثر من 4 مليارات مشجع ومسؤوليتنا كأندية كبيرة هي الاستجابة لرغباتهم".
فيما قال جويل جليزر، الرئيس المشارك لمانشستر يونايتد، والذي سيكون نائبا لرئيس دوري السوبر، إنه "سيفتح فصلا جديدا لكرة القدم الأوروبية".