وناشدت الوزارة المواطنين تفهم هذا الواقع والتعاون معها من خلال ترشيد الاستهلاك. وقالت إن الواقع المائي حرج هذا الصيف، لاسيما وأن موسم الأمطار لم يسجل سوى كميات متواضعة لم تتجاوز 60%.
أزمة صيفية
وأشارت وزارة المياه والرأي الأردنية إلى أن مخزون السدود من المياه يقل عن العام الماضي بنحو 80 مليون متر مكعب وبالأخص في السدود المستخدمة لغايات الشرب مثل سد الوحدة وسد الموجب.
ودعا الناطق الإعلامي باسم الوزارة، عمر سلامة، المواطنين إلى استخدم المياه التي تصل للمنازل في الاستخدام المنزلي فقط.
وحذر من استخدامها في أمور أخرى مثل ري الحدائق أو غسيل السيارات أو شطف الأرصفة والمحافظة على هذه المياه وتخزينها.
مياه الزراعة والتحلية
الدكتور إلياس سلامة، خبير المياه في المركز الوطني للبحث والتطوير، وأستاذ علوم المياه في الجامعة الأردنية، اعتبر أن الاستعمالات المنزلية للمواطن الأردني في الوقت الحاضر، تمثل الحد الأدنى المقبول لمستوى المعيشة في الأردن، وتقليل هذه الحصة تعني معاناة المواطنين صحيًا، من سلامة الغذاء ونظافة الملابس، حيث ينعكس ذلك الخفض على النظافة العامة، ومستوى المعيشة بشكل عام.
وعن الحلول الحكومية المطلوبة، على المستوى البعيد، يرى سلامة أن الحل المقترح منذ أكثر من 15 عاما، هو تحلية مياه البحر في العقبة، الأردن لا يمتلك من داخل أراضيه كميات مياه كافية لتزويد 10 ملايين نسمة في الأردن بالمياه الصالحة للشرب، وكذلك حاجة القطاع الصناعي، ولا حل سوى التحلية لزيادة كميات المياه.
مشكلة موسمية
في السياق ذاته ترى الدكتورة، غيداء العبداللات، الباحثة الأردنية في مجال المياه والبيئة، أن ترشيد الاستهلاك من قبل المواطنين مطلوب جدًا، لكن في الوقت نفسه أكدت على ضرورة عدم تخفيض حصة الفرد المطلوبة والمعمول بها حاليًا، والتي تبلغ 80 لترًا للفرد، وهي الحد المقبول للمواطن الأردني للحصول على النظافة المطلوبة، خاصة ضمن الظروف الحالية مع انتشار أزمة كورونا.
وفي حديثها لـ "سبوتنيك"، أكدت أن الحلول الحالية والمطلوبة تتمثل في مطالبة الأردن بالحق المائي مع دول الجوار، خاصة إسرائيل، والاعتماد الذاتي بإيجاد مصدر مائي مثل تحلية مياه البحر الأحمر وضخه للمناطق المختلفة.
ورفضت الباحثة الأردنية مقترح شراء المياه الذي ورد في الدراسات السابقة، والتي أشارت إلى أن شراء المياه من إسرائيل أمر مجدي أكثر من تحلية مياه البحر الأحمر.
وذكرت أن ترشيد الاستهلاك للمواطن الأردني موجود وبشكل عالي، وخاصة أن كل المواطنين على دراية كاملة بموعد ضخ المياه، التي لا تزيد عن 48 ساعة في الأسبوع، والكثير من المواطنين يترقبون تعبئة الخزانات، والحصول على الحصة اللازمة من أجل مستوى معيشي صحي، مؤكدة أن هذه الأزمات أصبحت مشكلة سنوية وموسمية مع كل فصل صيف.
وقبل أيام كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست"، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وافق على طلب الأردن تزويده بكمية إضافية من إمدادات المياه الواردة من إسرائيل.
وبحسب الصحيفة، فإن إسرائيل أرجأت في بداية الأمر، أي رد على طلب المملكة شراء ثلاثة ملايين متر مكعب إضافية من المياه، بجانب حصتها السنوية.
وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، قد ذكرت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يستجب لطلب أردني بشأن إمداد الأردن بالمزيد من المياه من إسرائيل إلى المملكة، على خلفية أزمة مياه يعانيها الأردن.
وأشارت الصحيفة إلى أن امتناع نتنياهو عن الاستجابة للطلب الأردني، جاء على الرغم من توصية مختصين في سلطة المياه الإسرائيلية ومن الجهاز الأمني بإعطاء رد إيجابي، واعتبرت أن رد نتنياهو هذا، "يعكس عمق الأزمة بين البلدين، والتي تبدو أيضا أنها تنعكس كخلاف شخصي بين رئيس الحكومة الإسرائيلية وعاهل الأردن الملك عبد الله الثاني".
وقبل أسابيع أدرج تقرير دولي متخصص في قطاع المياه، الأردن من بين الدول التي يتوقع أن تواجه عجزا خطيرا بوضع المياه حتى العام 2025، وسط مخاوف من حرمان نصف سكان العالم من الحصول على وصول موثوق للمياه النظيفة والآمنة.