إيران تهدد بالانسحاب... ما مستقبل مفاوضات فيينا بشأن الاتفاق النووي؟

في الوقت الذي أعلن فيه الاتحاد الأوروبي استئناف المفاوضات النووية في فيينا، هددت إيران بالانسحاب من المفاوضات القائمة، في حال اتجهت الجلسات إلى إهدار الوقت.
Sputnik

وأكد مساعد وزير الخارجية الإيراني وكبير المفاوضين في مفاوضات فيينا عباس عراقجي، أن بلاده لن تسمح بإطالة أمد المفاوضات بين أطراف الاتفاق النووي في العاصمة النمساوية، وأنها ستنسحب منها إذا اتجهت المفاوضات نحو إهدار الوقت.

روحاني يعلق على مفاوضات فيينا بشأن العودة إلى الاتفاق النووي
وقال الاتحاد الأوروبي، اليوم الاثنين، إن المحادثات الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني في فيينا ستستأنف غدا الثلاثاء برئاسة المدير السياسي للاتحاد الأوروبي إنريكي مورا.

انسحاب إيران

وقال عراقجي، بعد اجتماعه مع لجنة الأمن القومي في البرلمان: "لن نسمح بإطالة أمد المفاوضات في فيينا وسننسحب منها إذا اتجهت نحو إهدار الوقت"، وذلك حسب وكالة "خانة ملت" الإيرانية.

وتابع: "طهران رفضت رسميا مقترح رفع العقوبات عنها بشكل تدريجي وخطوة بخطوة ولم يعد هذا الموضوع مطروحا في فيينا".

وذكر الاتحاد الأوروبي في بيان نشرته "رويترز" أن "المشاركون سيواصلون مناقشاتهم لبحث إمكانية عودة الولايات المتحدة (للاتفاق) وكيفية ضمان التنفيذ الكامل والفعال له.

وقالت وكالة "إرنا" الإيرانية للأنباء: "ستعقد اللجنة المشتركة للاتفاق النووي اجتماعها من جديد، في فيينا غدا الثلاثاء، بمشاركة الوفد الإيراني المفاوض ومثلين عن دول (4 + 1) إلى جانب مندوب الاتحاد الأوروبي في النمسا.

ويرأس الفريق الإيراني في هذا الاجتماع، مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية، عباس عراقجي، الذي غادر إلى فيينا، اليوم الاثنين.

مكاسب إيرانية

اعتبر رامي الخليفة العلي، الباحث في الفلسفة السياسية بجامعة باريس، أن إيران غير جادة بالتخلي عن المفاوضات، حيث تعاني من العقوبات القصوى التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ولا بديل أمام طهران إلا المفاوضات من أجل رفع هذه العقوبات.

نائب وزير الخارجية الإيراني ينفي التوصل إلى "اتفاق مؤقت" خلال مفاوضات فيينا
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فإن إيران دائما في جولات المفاوضات الدولية، سواء الخاصة بموضوع الملف النووي، أو أي موضوعات أخرى تصل إلى حافة الهاوية، ثم تعلن الانسحاب قبل أن تتراجع عن بعض مواقفها، من أجل حصد أكبر المكاسب المطلوبة.

ويرى العلي أن تهديدات إيران بالانسحاب من مفاوضات فيينا القائمة، ما هي إلا أداة للضغط، وليست للتعبير عن جدية أو الموقف الحقيقي لطهران، متوقعا أن تستمر في المفاوضات القائمة بعد الوصول إلى أكبر قدر من المكاسب الممكنة.

حلول مرحلية

وفي السياق ذاته، أكد محمد غروي، المحلل السياسي الإيراني أنه من المبكر التكهن بنتائج هذه الاجتماعات، في ظل المسافة البعيدة بين الطرفين، فحتى الآن لم تستطع أمريكا التحدث مع إيران بشكل مباشر، ويتم فقط عبر الوسطاء، ولا تزال الفجوة كبيرة بينهما.

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فإن إيران تصر على إزالة كامل العقوبات، في حين تستثمر أمريكا في العقوبات، وتحاول شراء أكبر وقت ممكن، حيث تريد طهران رفع كامل العقوبات، بينما تصر واشنطن على رفع بعضها، والتي تتعلق بالملف النووي، بينما هناك عقوبات أخرى مشابهة، في مجالات أخرى، تصر طهران على إزالتها، مثل الملف الصاروخي والتواجد في المنطقة وغيرها من الملفات.

أوليانوف: تفاؤل حذر بشأن مفاوضات فيينا حول النووي الإيراني
ويرى غروي أن أمريكا تراوغ، وتريد إطالة وقت التفاوض من أجل التفاوض، فيما تؤكد إيران منذ البداية أنها ترفض أي استنزاف للوقت، مضيفا: "هذه المفاوضات رغم الأجواء الإيجابية التي تنقلها الأطراف المشاركة، لا يمكن أن تصل إلى حل كامل، لأن أمريكا تستخدم سلاح العقوبات للضغط على إيران، ولو قامت برفعها كاملة، لن يكون لديها أي أوراق، خاصة أن هناك الكثير من الملفات التي ترغب واشنطن في مناقشتها مع طهران.

وتوقع المحلل الإيراني أن تستخدم أمريكا للحظة الأخيرة سلاح العقوبات، وأنها لن تتنازل عنها، وفي حال وصلت المفاوضات الحالية إلى حلول ستكون مرحلية وليست على الأمد البعيد، حيث هناك ثقة مفقودة بين الطرفين.

يذكر أن المشاركين خلال الجولة الأخيرة من اجتماعات اللجنة المشتركة للاتفاق النووي، اتفقوا في 20 أبريل/ نيسان، على تشكيل فريق خبراء ثالث إلى جانب فريقي إلغاء الحظر والنووي، تكون مسؤوليته متابعة الإجراءات العملية لرفع الحظر ومن ثم عودة أمريكا إلى الاتفاق النووي.

مندوب روسيا في فيينا: لا نرفض مواصلة المفاوضات حول معاهدة الصواريخ
واجتمعت إيران وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا في فيينا للاتفاق على الخطوات اللازمة لإحياء الاتفاق الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 2018.

ويوجد وفد أمريكي في موقع منفصل في فيينا مما يتيح لممثلي القوى الخمس التنقل بين الجانبين لأن إيران رفضت المحادثات المباشرة.

وفي الجولتين السابقتين، قالت الأطراف الأوروبية في الاتفاق إنها شهدت تقدما لكن ثمة حاجة إلى مزيد من العمل.

وتستضيف العاصمة النمساوية منذ مطلع الشهر الجاري اجتماعات اللجنة المشتركة حول خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني من أجل تحقيق عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، ورفع العقوبات الأمريكية، والاستعادة الكاملة للاتفاق النووي لخطة العمل الشاملة المشتركة.

إيران تهدد بالانسحاب... ما مستقبل مفاوضات فيينا بشأن الاتفاق النووي؟
مناقشة