استئناف اجتماعات فيينا حول "الاتفاق النووي الإيراني"... المحادثات تبدو عند المنعطف الأخير

استؤنفت اليوم الثلاثاء، في العاصمة النمساوية فيينا، محادثات الاتفاق النووي الإيراني بين مجموعة "4+1" (روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا وألمانيا)، من جهة، والولايات المتحدة من جهة أخرى، والتي تأمل الأطراف أن تفضي إلى نتائج بناءة، تسهم في عودة كل الأطراف إلى الاتفاق.
Sputnik

جولة ثالثة تراها إيران "من منطلق قوة"

القاهرة- سبوتنيك. نقلت الوفود المشاركة نتائج الجولة الثانية من المحادثات إلى قيادات بلادها، لاتخاذ قرارات حول ما تم التباحث حوله، خاصة الوثيقة المشتركة بشأن العودة إلى الاتفاق النووي، حسبما أوردت وكالة "إسنا" الطلابية الإيرانية.

وأشار الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أمس الاثنين، إلى تطورات ملموسة خلال اجتماعات فيينا بين أطراف الاتفاق النووي، لافتا إلى أن جميع الأطراف دعت إلى رفع العقوبات الأميركية الأحادية عن طهران.

وقال روحاني، خلال كلمة متلفزة، "نجري المفاوضات النووية من منطلق قوة، وهناك تطورات ملموسة في اجتماعات فيينا".

المشاركون في اجتماع فيينا يتفقون على تسريع جهود عودة أمريكا وإيران للاتفاق النووي

مفاوضات فيينا على المحك

اعتبر الخبير الاستراتيجي والدبلوماسي الإيراني السابق، أمير موسوي، في حديث إلى وكالة "سبوتنيك"، أن "مفاوضات فيينا على المحك الآن، حيث أن كل طرف أعطى رده النهائي".

وقال موسوي: "يعودون (الأطراف) إلى اللقاء، يوم الخميس القادم، مرة أخرى، وأعتقد أن اللقاء سوف يكون شبه نهائي، لأن كل النقاط وضعت على الحروف، خلال الاجتماعات السابقة".

وأضاف: "الأمريكي يرغب بالعودة إلى الاتفاق النووي، لذا نرى لهجته مع الجانب الصهيوني (يقصد إسرئيل) مختلفة، حيث هناك نوع من العتب، بعد التصعيدات والتهور الذي يقوم به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المنطقة".

واعتبر موسوي، أن "الأميركي" يرغب بالعودة إلى الاتفاق النووي، لأن نظرته أبعد، وكلما تأخر بالعودة، ورفضت إيران العودة إلى التزاماتها، فإن "البرنامج النووي الإيراني" يتطور أكثر، ووصلت الأمور إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 %.

جون كيري يرد على تسجيل منسوب لظريف حول غارات إسرائيلية ضد أهداف إيرانية في سوريا

ورأى أن واشنطن، ومن خلال الأوروبيين، تحاول إقناع طهران بـ "خفض سقف" مطالبها، "لكن على ما يبدو الموقف صامد في إيران"، باعتبار أن المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، أكد على ضرورة رفع جميع العقوبات والتحقق من ذلك.

غموض المفاوضات

من جهته، اعتبر أستاذ العلوم السياسية الإيراني، صادق زيبا، في لقاء مع "سبوتنيك"، أن "أجواء المفاوضات "غامضة تماما"، وأن أميركا على الأغلب سوف تعود في النهاية إلى الاتفاق النووي، وترفع كامل العقوبات عن إيران، من دون وعود إيرانية بتحديد النظام العسكري والدفاعي، وسياستها الخارجية في المنطقة".

وقال: "الأميركيون يقومون باختيار جزء من العقوبات غير المهمة وغير المؤثرة، ويقومون بتعليقها لعدة أشهر، وليس إلغاءها، حيث أن إلغاء العقوبات أمر مهم للغاية من الجانب القانوني، وفي الكثير من الأماكن يجب على الكونغرس الأميركي تأييد رفع العقوبات".

طهران: سنحاسب من سرب تسجيلات ظريف بشأن سليماني

وأكد أن "التعليق" ليس بالأمر المهم، حيث يستطيع الأميركيون تعليق العقوبات، وبعد عدة أشهر يقوم الرئيس الأميركي أن يعيد فرضها على إيران.

مفاوضات استنزاف الوقت

اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الإيراني، مهدي شكيبايي، أن "ما تطرحه واشنطن في هذه المباحثات، هو "استنزاف للوقت ليس أكثر"، وأن الشرط الذي طرحته طهران، وهو عودة أميركا إلى الاتفاق النووي ورفع جميع العقوبات، دون شك لن تقبل به الولايات المتحدة".

وقال: "الولايات المتحدة الأميركية تسعى وراء اتفاق نووي ثاني وثالث. أي اتفاق نووي صاروخي، واتفاق نووي للمنطقة".

وأضاف شكيبايي: "عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي سوف تكون مؤقتة، وعند عودتهم إلى الاتفاق النووي يضعون الجمهورية الإسلامية تحت ضغوط أخرى، وهي الملف الصاروخي، والقدرات الإيرانية في المنطقة، وإذا رفضت، فإنهم سيقولون، إنها لا تريد التفاوض".

إيران تهدد بالانسحاب... ما مستقبل مفاوضات فيينا بشأن الاتفاق النووي؟

وتابع شكيبايي: "الأمريكيون يسعون من خلال مباحثات فيينا، إلى ما فعلوه في عام 2015، حيث سعوا وقتها إلى ضبط الجمهورية الإسلامية، والآن يسعون إلى حد قدراتها، من خلال عودتهم إلى الاتفاق النووي".

ويعتقد شكيبايي، أن "واشنطن سوف ترفع بعض العقوبات، وتعود إلى الاتفاق النووي، لكن ليس الاتفاق الذي وقع عام 2015، حيث يسعون إلى إدخال إيران في مسار جديد من المباحثات، لإظهار أنها "دولة غير ملتزمة"، أمام العالم".

وتستضيف العاصمة النمساوية، منذ مطلع الشهر الجاري، اجتماعات اللجنة المشتركة حول خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني، من أجل تحقيق عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، ورفع العقوبات الأمريكية عن إيران، والاستعادة الكاملة للاتفاق النووي.

مناقشة