موسكو - سبوتنيك. قال السفير القطري في مقابلة خاصة مع وكالة "سبوتنيك": "تحققت في السنوات الأخيرة إنجازات مهمة في التعاون بين البلدين في كافة المجالات. وتنتظرنا مهمات مشتركة كبيرة في توسيع وتعميق التعاون من خلال الفعاليات الكبرى كالمنتدى الاقتصادي الدولي في سان بطرسبورغ من 2-5 يونيو 2021 ، حيث سيشارك سمو أمير دولة قطر، وستكون قطر دولة ضيف في المنتدى، وهناك تعاون في مجالات عديدة منها التحضير للفعالية الرياضية الكبرى، بطولة كأس العالم بكرة القدم 2022 في قطر".
كما أثنى الشيخ أحمد بن ناصر آل ثاني، في حديثه لوكالة "سبوتنيك" على تنوع العلاقات بين البلدين وأهمها في مجالي الطاقة والاستثمار، مشددا على وجود خطة عمل واسعة لتوطيد هذا التعاون ستُبحث قريبا في اجتماع اللجنة الحكومية القطرية الروسية المشتركة.
وقال السفير: "هناك علاقات تعاون متنوعة بين دولة قطر وروسيا الاتحادية ويأتي في مقدمتها الاستثمارات في قطاع النفط والغاز الروسي وفي مجال البناء والخدمات. ولدينا اللجنة الحكومية المشتركة التي ستعقد اجتماعها الخامس قريبا وضعت برنامجا موسعا للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني للسنوات القادمة. وهناك آفاق واعدة للتعاون في مجالات مختلفة، وخاصة منها الاقتصادية والتجارية".
يشار إلى أن مركز التعاون القطري الروسي كان قد صرح في وقت سابق، بأن قطر ستشارك في منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي في عام 2021 كـ "دولة ضيف" بوفد كبير يضم نحو 500 شخص.
وكان مستشار الرئيس الروسي، أنطون كوبياكوف، قد بحث مع سفير قطر، الشيخ أحمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني في موسكو مؤخرا تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بين روسيا وقطر. وعقد اجتماع لممثلي الدولتين تحضيرا لمنتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي.
وأضاف أحمد بن ناصر، لوكالة "سبوتنيك"، أن:
"النتيجة الأهم" لزيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأخيرة إلى الدوحة، هي في تأكيد الزيارة والمحادثات التي شهدتها على "المستوى المتقدم الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين، والنية المشتركة لتطويرها في جميع المجالات"، مشددا على وجود "اتصالات تجري لاستكشاف فرص جديدة تخدم هدف تعزيز التعاون".
وأشار إلى أنه "في المجال الثقافي والإنساني، هناك جهود تُبذل. وقمنا مؤخرا بافتتاح مركز قطر للغة العربية في موسكو، إدراكا منا لأهمية اللغة بصفتها عامل تواصل ثقافي إنساني بين البلدين".
وكان سفير دولة قطر قد افتتح في الرابع من الشهر الجاري "مركز قطر للغة العربية" في موسكو، وقال حينها لوكالة "سبوتنيك" أن "اللغة جسر رئيسي ومهم للتواصل بين مختلف القطاعات من دولة قطر وروسيا الاتحادية، واعتبر أن توسيع إمكانية تعلم اللغة العربية للراغبين في روسيا الاتحادية، واحدة من الركائز المهمة في تعزيز العلاقات بين روسيا ودولة قطرن ودول المنطقة ككل" .
وأكد السفير أحمد بن ناصر آل ثاني، أنه وبصفته سفيرا لدولة قطر لدى روسيا، سيعمل بكل ما يستطيع "على توثيق العلاقات بين البلدين، على جميع المستويات، وفي شتى المجالات".
وعن التعاون في المجال الدفاعي والتقني العسكري، شدد سفير قطر على أنه "جزء من التعاون بين البلدين بشكل عام، وهناك اتصالات بين العسكريين من البلدين هذه أمور ضمن اختصاصاتهم. هناك اتفاقيات ثنائية تنظم التعاون في هذا المجال وهي تنفذ بالتنسيق المشترك بين الجهات المختصة بما يلبي مصالحنا ويخدم تطوير العلاقات الثنائية".
تشهد العلاقات الروسية القطرية تحسنا ملحوظا في السنوات الأخيرة، تبدي فيها رغبة الدوحة تعزيز استثماراتها الخارجية في في روسيا التي ترى فيها كثيرا من الفوائد الاقتصادية ويساهم في تعزيز العلاقات بين البلدين، فقد قام صندوق قطر للاستثمار، بإيداع 500 مليون دولار بعوائد استثمارية في مصرف "في تي بي" الروسي المملوك للدولة، وتعد قطر مساهما رئيسيا في شركة "روسنفط" الروسية العملاقة للطاقة، وقد استقبل الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد، بمكتبه بقصر البحر في نهاية آذار مارس، الرئيس التنفيذي للشركة وبحث معه سبل تعزيز العلاقات والتعاون بين الطرفين.
وتمتلك قطر أيضا 25 % من مشغل مطار بولكوفا في سان بطرسبورغ، كما تملك حصة مماثلة في مطار فنوكوفو بالعاصمة الروسية موسكو، يالإضافة لاستثمارات في تجارة التجزئة، وتقدر قيمة استثمارات قطر المختلفة في روسيا بأكثر من 2.5 مليار دولار، مع توقعات بارتفاع حجمها نظرا لاهتمام القطريين المتزايد.