في زواريب مدينة صيدا الأثرية، يقع حمام الشيخ الذي شيّد في القرن السادس عشر، والذي لا يزال يستقبل رواده على الطريقة التقليدية، في بهو الحمام نافورة وحولها دكة للجلوس والاسترخاء قبل الاستحمام وبعده، ومن البهو باب يقود إلى غرفة تغيير الملابس ومنها نحو الغرف السبع للاستحمام، التي لا تزال تتميز بالرخام الناري القديم، الذي يغطي خزانا كبير للماء توقد تحته النار لتسخين الماء وبعث البخار الذي يعبق في الأجواء.
يقول محمود سليم، مالك حمام الشيخ، إن " هذا الحمام شيد في عهد الدولة العثمانية قبل خمسمائة عام، وهو لا يزال يعمل حتى اليوم على النظام التقليدي القديم، من بلاط النار إلى التكييس والتدليك، ومن ثم جلسة ما بعد الحمام من نرجيلة وطعام وغيره".
ويضيف أن "الحمام التقليدي يختلف عن الحمام العادي من ناحية عملية التكييس، التي تزيل الجلد الميت المتكون نتيجة عوامل الطقس من الصيف إلى الشتاء".
وعن زوار الحمام يقول محمود إن "رواده هم من أبناء المدينة وكل لبنان كالجنوب وبيروت، أما السياح فيقصدون الحمام لالتقاط الصور التذكارية فقط".
ويختم بأنه "يتمنى أن يعمل الحمام على مدار السنة كما حمامات سوريا، التي لا تهدأ، فحمام الشيخ يغلق أبوابه في فصل الصيف، لأن الناس تفضل الذهاب واللجوء للبحر هربا من الحرارة".