وقبل أيام وجهت إسرائيل تحذيرا إلى لبنان، قائلة إنه "سيتحمل مسؤولية أي محاولة للمس بسكان إسرائيل"، وذلك بعد محاولات لاختراق الحدود وانتشار دعوات للمشاركة في تظاهرات هناك، فيما وضع الجيش اللبناني حواجز لمنع اختراق الحدود".
واستبعد مراقبون قيام إسرائيل بأي عمليات عسكرية على لبنان، في ظل استمرار القتال في قطاع غزة، وخوفها من فتح جبهة جديدة من الصراع مع "حزب الله".
إسرائيل ولبنان
وكانت وسائل إعلام لبنانية، قد تحدثت أول أمس السبت، عن تعزيزات عسكرية إسرائيلية على الحدود مع لبنان، ترقبا للدعوات والمسيرات الداعمة لفلسطين، في البلدات الحدودية.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، الجمعة، قيام دبابات إسرائيلية بإطلاق نيران تحذيرية استهدفت مجموعات دخلت من لبنان باتجاه الأراضي الإسرائيلية.
تهدئة لبنانية
اعتبر الناشط المدني اللبناني أسامة وهبي، أن التحذيرات الإسرائيلية ليست بجديدة، وأن التوتر القائم على الحدود اللبنانية لا يتخطى التعاطف الشعبي اللبناني مع الشعب الفلسطيني في الداخل، وبالتالي ليس هناك ما يؤشر أو يدلل على أن جبهة الجنوب على وشك أن تفتح مجددًا.
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، "كان هناك منذ أيام إطلاق 3 صواريخ من الداخل اللبناني باتجاه فلسطين المحتلة، وسرعان ما تحرك الجيش اللبناني واتخذ الإجراءات لعدم تكرار هذا الحادث، وكان لافتا أيضا نفي حزب الله علاقته بهذا الأمر، وهذا يعني أن "حزب الله" غير معني بفتح جبهة الجنوب، إنما يعمل من أجل أن تبقى الأمور مستقرة، وهناك تعميم تم توزيعه على المخيمات والقوى الفلسطينية الموجودة في لبنان بأن حزب الله يطلب منهم عدم فعل أي أمر قد يؤدي إلى التصعيد العسكري في جنوب لبنان".
أما بشأن تصريحات الراعي، والكلام لا يزال على لسان وهبي، فإنه يتحدث في نفس السياق الذي أطلقه على شكل مبادرة تطالب بحياد لبنان وتحييده عن كل صراعات المنطقة وهذه التصريحات تأتي في هذا السياق، لأن وضع لبنان الاقتصادي والسياسي كارثي، وهناك أزمة صحية ومالية واقتصادية كبيرة، ولبنان غارق في جميع أنواع الأزمات ولا ينقصه إلا أن يغرق في حرب مع العدو الإسرائيلي تصعب الأمور وقد تأخذ البلاد إلى مكان أصعب مما هي فيه الآن.
مخاوف إسرائيلية
بدوره استبعد المحلل السياسي اللبناني، ميخائيل عوض، "أي احتمال لدخول إسرائيل في حرب أو عدوان على لبنان، في ظل انشغالها بحربها على قطاع غزة، لا سيما وأن النزاع الآن بدأ يميل بقوة لصالح القضية الفلسطينية عمليًا وميدانيًا، وكذلك في الرأي العام العالمي، ووسائل الإعلام ووسائل التواصل الإعلامي، حيث أعادت الحرب صياغة القضية الفلسطينية على عكس ما سعت له إسرائيل منذ 70 عامًا وحتى اليوم".
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، "إسرائيل الآن هي التي تتخوف وتتحسب من أن يبادر "حزب الله" بأي هجوم عليها، وفتح جبهة ثانية لإشغال الإسرائيليين عن ضرباتهم في القطاع، وذلك بعد أن فشلت إسرائيل في تحقيق أي أهداف أو مكاسب في حربها القائمة على القطاع سوى هدم منازل المدنيين".
وأكد أن "في الوقت الذي ستقوم فيه إسرائيل بالتحرش عسكريًا بلنان، ستمطر المقاومة إسرائيل بآلاف الصواريخ يوميًا، ومن مدايات وقدرات تدميرية تختلف كليًا عن الصواريخ في غزة، بسب البعد الغرافي والمكاني، والتواصل المستمر مع سوريا".
وعن تصريحات البطريرك الراعي الأخيرة، أكد أنها "لاقت استنكارًا لبنانيًا واسعًا، وفي مختلف الساحات، لأنها تأتي في وقت غير مناسب وبصيغة استفزازية، مشيرًا أنها تأتي في سياق مبادرات الراعي التي لم تلق أي تجاوبًا إلى الآن، لا سيما المتعلقة بحياد لبنان، وتنازل الرئيس عون لتشكيل الحكومة وكذلك عقد مؤتمر دولي، مطالبًا رجال الدين بالابتعاد عن السياسية لعدم تحميل اللبنانيين عواقب ما يثيروه من خلافات وأحاديث".
وقال الجيش الإسرائيلي: إن "ثلاثة صواريخ أُطلقت من لبنان صوب شمالي إسرائيل، الخميس الماضي، لكنها سقطت في البحر المتوسط دون وقوع أضرار أو سقوط مصابين".
وشدد البطريرك بشارة الراعي على ضرورة ضبط الحدود ومنع استخدام لبنان منصة لإطلاق الصواريخ وتعريضه لحروب جديدة.