موزمبيق... إحدى الناجيات من قبضة مسلحي الشباب تروي قصة احتجازها لأكثر من شهر

يشن المتشددون الإسلاميون المعروفون باسم جماعة الشباب (تختلف عن التنظيم الآخر المعروف في الصومال المولي للقاعدة) في مقاطعة كابو ديلغادو شمال موزمبيق هجمات في ذلك الجزء من البلاد منذ عام 2017. 
Sputnik

كابو ديلغادو - سبوتنيك. وكان الهجوم الأول في موسيمبوا دا برايا خلال ذلك العام، فيما شن الأخير في بالما، التي أصبحت عرضة للهجمات، مما ترك ذلك الجزء من البلاد في أزمة إنسانية.

تقع بالما بالقرب من مشروع غاز كبير تديره شركة الطاقة الفرنسية العملاقة توتال بقيمة 60 مليار دولار، وكان تنظيم داعش يعيق استئناف العمليات هناك بسبب خضوع تلك المنطقة لسيطرته.

مقتل 20 من مسلحي حركة الشباب وسط الصومال

"بلا حول ولا قوة"

سوزانا، هكذا وحسب تعرف نفسها، وهي ممرضة اعتقلها داعش في بالما الشهر الماضي، تحدثت إلى "سبوتنيك"، قائلة إن الإرهابيين في موسيمبوا دا برايا اعتبروا ذلك المكان كبيتهم.

تقول سوزانا إنه عندما تم أسرها تم نقلها إلى موسيمبوا: "بالتأكيد، حتى ذلك الحين في مدينة موسيمبوا، أولئك الذين يعيشون هناك مثلهم تماما، لا أحد يختلف عنهم. بالتأكيد، هناك الكثير والكثير"، مشيرة إلى أنها احتجزت من قبل المتمردين لمدة 32 يوما وتم إطلاق سراحها مؤخرا.

وتضيف: "نعم، أسرونا وبقينا هناك لمدة شهر. لم أتواصل مع أحد بعد، والدتي في الميدان ولا يمكنني التحدث معها، على الرغم من أنني أحاول الاتصال بها ولكن هذا ليس ممكنا بعد".

وشاركت سوزانا "سبوتنيك" بعضا من معاناتها: "هنا حيث أكون، أنا بلا حول ولا قوة، ليست لدي ملابس أو صندل أو أية نقود على الأقل لدفع تكاليف المواصلات".

لم تكن وحدها!

وسوزانا هي من بين 10 نساء تم احتجازهن من أجل الحصول على فدية، تم الإفراج عن ثمانية، من هؤلاء، منهن سوزانا، وبقيت اثنتان. 

تحكي أنها كانت مع صديقتها الوحيدة لوردس، "نحن معا وهي مريضة، إنها مصابة بالملاريا"، مضيف إن صديقتها لم تبلغ عائلتها بوضعها بعد، لكن شرطيا محليا قال إنه سيحاول الاتصال بأسرتها.

مقتل 8 من مسلحي حركة "الشباب" بضربات جوية أمريكية في الصومال

لكنها تنفي تعرضها لسوء المعاملة من قبل المتمردين: "لا أستطيع أن أكذب، أعتقد أنهم طيبون، لم ينتهكونا، لقد أطعمونا بشكل طبيعي. كنا نواجههم يوميا

كان لدى جميع النازحين من بالما انطباع بأن سوزانا وآخرين قتلوا بالرصاص.

وتضيف: "نعم، ألقوا القبض علينا وبقينا هناك لمدة 32 يوما مع حركة الشباب، ثم أطلق سراحنا الأسبوع الماضي، ونزلنا من بوندانهار في نانغادي، وهناك استقللنا وسائل النقل العام. لذلك، ثم صرنا أيدي سلطات الشرطة، وفي تلك الأثناء يجري استجوابنا حول الأحداث كلها وكيف تمكنا من الوصول إلى هنا في مويدا".

تقول سوزانا عن لحظة سيطرة المسلحين على بالما، "سمعت إطلاق النار واضطررت إلى الفرار على الفور. مكثت يومين في الأدغال وفي اليوم الثالث تم أسرنا في الأدغال؛ ثم جرى نقلنا إلى موسيمبوا دي برايا، ومنها إلى نيسا دو روفوما".

وتضيف سوزانا لـ"سبوتنيك" إن من بين النساء العشر الذين تحدثت عنهم، تم إطلاق سراح 8 فقط دون شروط مسبقة، بينما طلب المسلحون فدية لاثنتين، ماريانا ومونيكا".

أفريكوم تعلن مقتل 10 من مسلحي "حركة الشباب" الصومالية بغارة جوية

عندما دمر المتمردون بالما!

تحكي سوزانا أنه عندما دمر المتمردون بالما، سرقوا السيارات لاستخدامها.

وتضيف: "لقد تمكنوا من أخذ السيارات هناك في بالما، سيارات الشركات، وهم يقودون سياراتهم عن طيب خاطر. يمشون في الليل، لا يستخدمون الطريق الرئيسي. يمشون في الغابة وعلى ممرات داخل الغابة. لم يهينونا أبدا، لكنهم قالوا دائما "سنذهب إلى زيمبابوي"، وسنذهب إلى بيمبا، وسنقتل الناس هناك. وقالت سوزانا "كان هذا النوع من التهديدات مستمرا.

أوضحت سوزانا لـ"سبوتنيك" أنها ستساعد السلطات في إظهار تحركات المسلحين. ولكنها اشترطت أن تتم تلك المساعدة عن طريق الجو لأنها لا تزال تشعر بالرعب.

وتقول:

"أنا أعرف بالفعل نقاط العبور وطرقها بشكل أفضل الآن، لكن إذا طلبوا مني الذهاب إلى هناك سيرا على الأقدام فلن أقبل ذلك، وأخشى أن أقتل، ولكن إذا استخدمنا طائرة، فهذا يعني أنني في وضع يمكنني من الإشارة إليهم من الجو. سأريكم من نقاط البداية إلى المنازل التي كنا نقيم فيها. هم مرتاحون للغاية هناك ويعيشون بسلام، وهم أحرار، وينامون بسلام في المنازل وفي الأدغال في أثناء النهار والليل، فهي ملكهم عمليا".

وتضيف، "إنهم يركبون الدراجات النارية ويقودون السيارات التي تم أخذها من بالما ويتحركون حتى الفجر، لكن خلال النهار ينام الجميع خوفا من طائرات الهليكوبتر".

وزادت في مقاطعة كابو ديلغادو منذ أكتوبر / تشرين الأول 2017، بشكل مطرد، الهجمات التي تشنها جماعة الشباب المسلحة، والتي يقول محللون إنها تتغذى على السخط السياسي والديني والاقتصادي المحلي. وغالبا ما يتعرض النساء والأطفال لخطر الاختطاف. ولدى المسلحين القدرة على الاستيلاء على المدن، مما يؤدي إلى نزوح العديد من سكان مقاطعة كابو ديلغادو.

مناقشة