على هذه الأرض التي شهدت بطولات خطها التاريخ، وتحت سماء زينتها أضواء النصر، احتضنت القلعة أبناء المدينة التي لطالما عدوها رمزا لهم، ليقولوا كلمتهم: "بشار الأسد رئيساً للجمهورية العربية السورية"، وعلى وقع أغاني تراث مدينتهم العريقة، أنشدوا حتى ساعات الفجر الأولى، ليؤكدوا أن تجمع الفرح هذا هو انتصار لسوريا بإنجاز الاستحقاق الدستوري، وإنجاز لمدينتهم التي خيمت عليها سنوات من الخوف والموت والإرهاب.
بالنسبة للحلبيين على وجه الخصوص، فالانتخابات الرئاسية في بلادهم هي نهاية لحقبة الإرهاب الذي طال كل مصنع وورشة في العاصمة الاقتصادية للبلاد، خلال سنوات الحرب الطويلة على بلادهم.
صغاراً وكباراً، أجمع المشاركون في الاحتفالات التي جالت شوارع المدينة، وأمام قلعتها، أن مرحلة ما بعد الانتخابات هي مرحلة استقرار سياسي وازدهار اقتصادي سيغير ملامح البلاد نحو الأفضل، موقنين أن سوريا مقبلة على مرحلة جديدة من النهوض والتطور، وأن الشعب السوري هو وحده من يملك قراره ويحدد مصيره ومستقبله.
وشاركت حلب بالاستحقاق الرئاسي من خلال 1245 مركزاً انتخابياً في المدينة وريفها، مكتسبة أهمية استثنائية هذا العام بعد أن منعت الحرب بوابل قذائفها المستمرة أهالي عاصمة سوريا الاقتصادية من المشاركة في العام 2014.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد فاز بولاية رابعة بعد إعلان حصوله على 95.1 من أصوات الناخبين المشاركين في الانتخابات الرئاسية، فيما قال رئيس مجلس الشعب السوري، حمودة الصباغ، إن نسبة المشاركة في التصويت بلغت 78.6 في المئة.