ما هي البورصة؟ وكيف تستثمر في سوق الأسهم

ما هي البورصة؟ أصبح الاستثمار في البورصة واسواق الأسهم أمرًا سهلاً للغاية ، وهذا هو السبب في أن الكثير من الناس لديهم فضول لمعرفة ما هي البورصة كيفية الاستثمار.
Sputnik

جمع الملياردير الأمريكي وارن بافت الذي يعد أحد أغنى الأغنياء في العالم، وواحدا من أنجح المستثمرين على مر التاريخ، في جمع ثروة طائلة عن طريق استثماره في البورصة منذ سن صغيرة.

لكنه ليس وحده في هذا الأمر، فقيمة ثروات أثرياء أمثال جيف بيزوس مؤسس "أمازون"، وإيلون ماسك مؤسس "تسلا"، وبيل غيتس مؤسس "مايكروسوفت" تعاظمت كثيرا بفضل نصيبهم من أسهم هذه الشركات في البورصة.

تعرف على أكبر 10 بورصات في العالم من حيث القيمة السوقية

في الحقيقة، هي ليست مغارة سحرية لجمع الكنوز كما يتوهم البعض، أو صالة كبيرة للمقامرة تكافئ أصحاب الحظ، ولكنها بمثابة ملتقى تجاري كبير ومعبر عن اتجاهات القطاعات الاقتصادية، وقد تحقق عائدا مجديا للمثابرين وأصحاب الخطط المحكمة.

ما هي البورصة؟

البورصة هي مصطلح عام ولا يخص أسهم الشركات فقط، حيث أن هناك بورصات للسلع الأساسية مثل النفط والذهب والمعادن وأخرى للسندات أو المشتقات المالية، وغيرها من الأصول.

اختصارا، البورصة هي السوق الذي يتم من خلال بيع وشراء (عملية التداول) الأصل مثل أسهم الشركات أو عقود النفط. وتتمثل الوظيفة الأساسية للبورصة في ضمان تداول عادل ومنظم ونشر فعال لمعلومات الأسعار.

وبالتالي فإن البورصات توفر للشركات والحكومات والمجموعات الأخرى والأفراد منصة لبيع وشراء الأوراق المالية مع جمهور المستثمرين، وفقا لتعريف موسوعة المعلومات المالية والاقتصادية "إنفستوبيديا".

عندما يستخدم لفظ "بورصة" مجردا من أي إضافة أخرى مثل "بورصة الذهب" أو "بورصة النحاس"، فعادة ما يكون المقصود بورصة الأسهم، حيث تعد هذه هي البورصة الأكثر أهمية. يطلق عليها أيضا اسم سوق الأسهم.

ما المقصود بالأسهم والمؤشرات؟

الأسهم المطروحة من قبل شركة في البورصة، هي حصة ملكية متاحة للتداول العام، ويسمح ذلك بتحديد قيمة السهم والقيمة الإجمالية للشركة عن طريق العرض والطلب والتوقعات من قبل المستثمرين والمحللين.

أكبر بورصة في العالم العربي "تداول" السعودية توجه دعوة اقتصادية هامة

على سبيل المثال؛ الشركة "س" قيمتها 100 ألف دولار، مقسمة على 100 سهم بواقع ألف دولار لكل منها، بفرض أن هذه الشركة تحقق أرباحا جيدة ومن المتوقع أن تستثمر المزيد من الأموال للتوسع، فهذا يعني أن آفاقها رائعة، وسيدفع المستثمرين لمحاولة شراء السهم.

بما أن السهم هنا يخضع لقوى العرض والطلب والتوقعات المستقبلية، فإن قيمة السهم سترتفع (ليس من المنطقي أن يتخلى المساهمون الحاليون عن حصتهم في شركة جيدة بسهولة)، ولو مثلا بلغت هذه القيمة 1100 دولار للسهم، فهذا يعني أن القيمة الإجمالية للشركة ستزيد إلى 110 آلاف دولار.

في مثل هذه الحالة قد يكون من المربح للمستثمر القديم الذي اشترى السهم مقابل ألف دولار أو أقل، أن يبيعه حيازته (عدد الأسهم الذي يمتلكه)، في عملية تسمى بـ"جني الأرباح"، حيث يبيع المستثمر الأصل بعد ارتفاع سعره فوق مستوى الشراء للاستفادة من الفارق.

أما بالنسبة لمؤشرات، فهي عبارة عن مقياس يحسب متوسط قيمة أسهم الشركات المدرجة في البورصة، وتكون له قيمة رقمية (100 على سبيل المثال) تصعد وتهبط وفقا للتغيرات في أسعار الأسهم التي يتضمنها.

مثلا، لو أن المؤشر "ألفا" يضم 10 أسهم، زادت قيمة 7 منها بواقع دولار لكل سهم، وانخفضت منها 3 آخرين بنفس القيمة، فهذا يعني أن المؤشر أضاف 4 دولارات. مع الأخذ في الاعتبار أن المؤشرات لا تقيم بشكل رئيسي بقيمة مالية وإنما افتراضية بالنقاط.

والفائدة من هذه المؤشرات هي أن تعكس صورة عامة عن السوق ككل أو ربما قطاع معين من الشركات يتشارك في بعض السمات، مثل مؤشر يضم أكبر الشركات في البلاد، أو آخر يضم الشركات الصناعية، أو آخر يتكون أغلبه من شركات التكنولوجيا، وهكذا.

نبذة تاريخية عن البورصة

تأسست أول بورصة أسهم في العالم، عام 1602، في العاصمة الهولندية "أمستردام"، وكانت مجرد شركة احتاجت لتمويل جديد فقررت بيع جزء منها في صورة بضعة أسهم (كصك ملكية في الشركة) بشكل عام، وحينها لاحظ المسؤولون أنهم بحاجة لمبنى ليعمل كمركز مالي لتداول هذه الأسهم.

فرنسي يتفوق على جيف بيزوس ويصبح أغنى شخص في العالم لمدة يوم

وفي القرن التاسع عشر، مورست ضغوط شديدة لاستبدالها ببورصة أسهم جديدة، والتي بدأ بناؤها عام 1896، وتشكلت من أربع بورصات في آن واحد؛ للأسهم والسلع والذرة وتجارة الشحن، بحسب تقرير لـ"بوابة أرقام المالية".

كانت عملية التداول شديدة الصعوبة قبل التكنولوجيا، واعتمدت البورصة على أدوات بدائية مثل التلسكوب لمراقبة السفن وتقدير زمن وصولها، واستفادت كثيرا من جهاز التليغراف في إرسال الرسائل بطريقة "مورس"، كما اعتمد بعض المستثمرين على الصبية في نقل أسعار الأسهم.

ما هي أهمية البورصة للدولة والفرد؟

بما أن مؤشرات البورصة تعطي نبذة عامة عن التوقعات والأداء الخاص بقطاعات اقتصادية واسعة في بلد ما، فبالتالي يعبر سوق الأسهم ككل عن آفاق الاقتصاد وتوقعات المستثمرين.

على سبيل المثال، يرتفع سوق الأسهم وينخفض بناء على قرارات الحكومة بشأن الإنفاق والضرائب، وكذلك قرارات البنوك المركزية بشأن أسعار الفائدة وتوفير السيولة، لأن المستثمرين يأخذون في الحسبان تأثيرات هذه الإجراءات على الأنشطة التجارية.

أيضا، يقيم المستثمرون بشكل استباقي آفاق الاقتصاد والقرارات المتوقعة لصانعي السياسات، ويحددون اتجاهاتهم الاستثمارية وفقا لهذا التقييم، ولعل ذلك ما جعل البورصات تشتهر باسم "مرآة الاقتصاد" حيث تعكس ما يحدث به والمتوقع له في أسعار الأسهم وقيم المؤشرات.

وبالنسبة للفرد، تمثل البورصة فرصة جيدة للاستثمار بحرية وشفافية، حيث تخضع الشركات التي تطرح أسهمها في البورصة لقواعد مالية إضافية تلزمها بالانضباط والكشف عن البيانات المالية والتغيرات الجوهرية، وتمنح المساهمين حق التصويت على القرارات المصيرية.

فيما تشكل فرصة للشركات من أجل زيادة رأس المال، ما يسمح لها بتنمية أعمالها وتوسيع عملياتها وخلق فرص عمل في الاقتصاد. هذا الاستثمار هو المحرك الرئيسي للتجارة الاقتصادية والنمو والازدهار.

أشهر البورصات العالمية والعربية

أحد أهم أكبر وأشهر أسواق الأسهم في العالم، هو السوق الأمريكي، حيث أنها الأكبر من حيث القيمة السوقية، ولأنها على جانب آخر تعبر عن أكبر اقتصاد في العالم (الولايات المتحدة) والذي يؤثر بدوره بشكل كبير في الاقتصاد العالمي.

وفقا لتحليل نشرته صحيفة "الاقتصادية"، العام الماضي، فإن أكبر بورصات العالم، وذلك قبل الوباء (حتى فبراير/ شباط 2020) جاء كالآتي:

  • بورصة نيويورك (15.54 تريليون دولار)
  • بورصة ناسداك (12.46 تريليون دولار)
  • بورصة طوكيو (5.37 تريليون دولار)
  • بورصة شنغهاي (4.93 تريليون دولار)
  • بورصة هونغ كونغ (4.63 تريليون دولار)

وبحسب صحيفة "العين"، فإن أكبر البورصات العربية كانت (حتى فبراير 2021):

  • البورصة السعودية (2.43 تريليون دولار)
  • بورصة أبو ظبي (220 مليار دولار)
  • بورصة الكويت (109.2 مليار دولار)
  • بورصة دبي (48.73 مليار دولار)
  • بورصة مصر (44.43 مليار دولار)

نصائح لمن يرغب دخول البورصة

ما هي البورصة؟ وكيف تستثمر في سوق الأسهم

رغم فوائد الاستثمار في سوق الأسهم، فإنه ليس من السهولة في شيء، ويحتاج إلى استشارات وتحليلات وخطة دقيقة وصبر وحس للمغامرة، إذ ينطوي الأمر على مخاطر ومخاطر التداول كثيرة، بحسب موقع "ذا بلانس" للتقرير المالية والاقتصادية.

الجانب السلبي الأكثر أهمية هو أنه يمكن خسارة فيمة الاستثمار بالكامل إذا انخفض سعر السهم إلى صفر. أما إذا أفلست الشركة، فيتم سداد مستحقات وقيمة ملكية مستثمري أسهمها أخيرا. لهذا السبب.

عندما تنخفض أسعار سوق الأسهم بنسبة أقل من 10%، يُعرف ذلك باسم تصحيح سوق الأسهم، وعندما تنخفض الأسعار أكثر في يوم واحد، يُعرف ذلك بانهيار سوق الأسهم، ويمكن أن يؤدي الانهيار إلى ركود الاقتصاد، ويظهر التاريخ أن هذا يحدث بشكل متكرر على مر السنين.

نصائح عامة لمن يريد الاستثمار

  • الأسرع والأقل تكلفة هو شراء الأسهم عبر الإنترنت، وسطاء الخصم أو سطاء البورصة على الإنترنت لا يفرضون أي رسوم على تداول الأسهم، فقط رسوم صغيرة لبعض المشتريات الأخرى مثل الصناديق المشتركة (أحد منتجات الاستثمار في البورصة).
  • ظهر جيل جديد من الوسطاء المعتمدين على التطبيقات الإلكترونية في بعض الدول بما في ذلك "روبين هود"، وهذا هو استثمار على طريقة "افعل ذلك بنفسك"، لكن الخدمات المجانية بهذه المنصات لا تقدم أي توجيه احترافي أو فردي.
  • يتم الاستثمار في البورصة من خلال شركة سمسرة مرخصة (وسيط مالي) والتي تقوم بفتح حساب للشخص واستخراج كود موحد له بالبورصة لبدء عمليات التداول وتنفيذ توجيهاته.
  • إذا كان بحاجة إلى مزيد من الإرشادات بسعر معقول، فعليه الانضمام إلى ناد استثماري، وهو مجموعة من الأشخاص الذين يبحثون ويستثمرون معا.
  • الوسيط الذي يقدم خدمات متكاملة سيكلف أكثر ولكنه يستحق الثمن. سوف يقدم التوصيات احترافية بناء على أهداف المستثمر وملف تعريف المخاطر والميزانية.
  • تقدم البنوك الاستثمارية الكبيرة خدمات التخطيط المالي بالإضافة إلى تنفيذ الصفقات.
  • بدلا من شراء أسهم بعينها، يمكنك الاستثمار في واحد أو أكثر من صناديق المؤشرات أو الصناديق المشتركة، والتي يختارها العديد من المستثمرين الصغار من أجل الوصول إلى مجموعة متنوعة من الاستثمارات التي يختارها المحترفون.

اسئلة شائعة عن البورصة والاستثمار

ما هي البورصة وكيف تعمل؟

البورصة هي عبارة عن منصة تداول حيث يدخل المشترون والبائعون في معاملات، يمكن أن تشمل أنواعًا مختلفة من الأوراق المالية، بالإضافة إلى بعض السلع. الأطراف في التبادل لا تتفاعل بشكل مباشر، ولكن بمساعدة وسطاء. هؤلاء هم السماسرة والبنوك وكذلك شركات الاستثمار المختلفة.

ما هو الحد الأدنى للمبلغ الذي يمكنك استثماره في سوق الأسهم؟

إذا تحدثنا عن الأموال للاستثمار في سوق الأوراق المالية، فمن المهم جدًا بالنسبة لك أن تعرف أنه لا يوجد حد للاستثمار في سوق الأوراق المالية. يمكنك استثمار الأموال من 10 دولارات إلى ملايين الدولارات.

 

مناقشة