"تقاطع خطوط" فريد وغريب، لكنه ساحر، شكل وجوه مجموعة من نجوم العالم العربي، في لوحات أقل ما يمكن أن توصف به هو بـ"القادمة من عالم آخر".
خطوط متشابكة تنطق بـ"صرخة"
ريشة سحرية ويد موهوبة منحت الفنان السوري، حسام قنديل، قدرات فريدة ومتنوعة، لم تقتصر فقط على تشكل اللوحات الفريدة من خلال تقاطع الخطوط، بل تشكيل أبعاد أخرى أقرب إلى الخيال.
استطاع قنديل تشكيل بعد آخر جديد، من خلال جعل الخطوط المتشابكة عشوائيا تتقاطع في النهاية وتنتج تحفا فنية لعمالقة الفن العربي، مثل الفنانة المصرية الراحلة أم كلثوم، والفنان المصري الراحل، عبد الحليم حافظ، والأيقونة فيروز، والنجم المصري عادل إمام، والنجم السوري جورج وسوف، بالإضافة إلى مجموعة من نجوم الفن العربي، كباسم ياخور، وأيمن زيدان والقائمة تطول وتطول.
الخطوط المتشابكة أنتجت أيضا مجموعة لوحات فنية مميزة جسدت أفعلا وإيحاءات بشرية مثل الصراخ والحزن والأمل والفرح وغيرها، من اللوحات التي يشاركها الفنان على صفحته في "فيسبوك"، ولقيت ترحيبا واسعا من المتابعين.
ثلاثية أبعاد تخطت حدود الواقع
تخطت هذه الموهبة الحدود "الطبيعية" للرسام التقليدي، لتصل إلى تنفيذ الصور الفنية بأبعاد مختلفة كبعد "3D".
ويكاد العصفور البلوري الذي شاركه الفنان على صفحته "ينطق" بالرغم من أنه مجرد ورقة نقشت بقلم حبر، إلا أن النتيجة تتخطى حدود "المعقول".
ويقول قنديل، في تصريحات أدلى بها لوكالة "سبوتنيك" حول بدايته الفنية المبكرة: "بدأت في عمر الخمس سنوات وبفضل دعم الأهل ومتابعتهم لي استطعت أن أحافظ على هذه الهواية حتى السادسة عشرة وبمتابعة التدريب والممارسة والاطلاع على الفن الذي يقدمه أبرز الرسامين العالميين استطعت تطوير أسلوبي وتقديم الأفضل".
تحد مع النفس
ويتابع قنديل متحدثا عن اتخاذه أسلوب الرسم الثلاثي الأبعاد: "بطبعي أحب التفاصيل ووجدت في هذا الفن شغفي المنشود حيث تصوير الواقع كما هو والغوص بتفاصيل الشيء لكي يبدو حقيقيا للوهلة الأولى".
ويتحدث قنديل عن سبب اختياره الأعمال الفنية الصعبة، ويقول: "لا يوجد سبب محدد لاختيار مواضيع الـ"3d " أحب أن أرسم كل شيء تقريبا وخصوصا المواضيع ذات التفاصيل الكثيرة لأني اراها كتحد بيني و بين نفسي".
وعن تفضيله بعض الأعمال، يقول قنديل: "كل أعمالي لها وقع خاص لكنني أفضل أعمال الكريستال وبعض الرسومات الحديثة كالفيل والقرآن". ويتابع: "رسمت كل شيء تقريبا متعلق بالبورتريه و تعابير الوجه و مشاعر الإنسان نعم قد لاقت إقبالا كبيرا ومبهرا وكانت نقلة نوعية لي في فترة صغيرة حيث كانت مجرد تجربة مؤقتة لكنني صدمت بالتفاعل الكبير على رسم الحبر".
وعن طموحاته ومشاريعه المستقبلية، يقول قنديل: "لا شيء واضح أمامي. إلا أنني أطمح لإقامة معرض عالمي".
وحول تفاعل الجمهور مع رسوماته على وسائل التواصل الاجتماعي، يقول قنديل: "لم أقم بأي ترويج للصفحة أو أي شيء آخر. العمل الناجح سريع الانتشار وهذا يعود لمتابعي صفحتي ودعمهم الدائم".
وحول بعض المواقف الطريفة التي واجهته بسبب زيادة عدد متابعيه، قال الفنان السوري: "الجميع يعتقد أنني من أصحاب الملايين الذي يعيش بترف ورفاهية في مدن أوروبا". ويتابع: "أنا من مواليد السويداء عام 1983 ودرست كلية الفنون الجميلة لكنني لم أتخرج منها للأسف، لكن فكرة الاحتراف باقية وأطبقها منذ سنوات فأنا محترف ومتفرغ كامل لعملي وأعطيه كل الوقت والجهد اللازم".