وأثارت هذه الخطوة غضبا في العاصمة الصينية بكين، التي تعتبر تايوان الديمقراطية التي تتمتع بالحكم الذاتي أرضا خاصة بها، وتعمل على إبقاء الجزيرة معزولة دبلوماسيا، بحسب وكالة "فرانس برس".
"تلقينا طلبات من دول ومناطق مختلفة لتوفير اللقاحات، وفي هذه المرحلة انتهينا من ترتيب الطلب المقدم من تايوان، وسنوفر مجانا 1.24 مليون جرعة من لقاحات "أسترا زينيكا" التي تم إنتاجها في اليابان".
من جانبها، رحبت وزارة الخارجية التايوانية بهذه الخطوة، وأكدت بشكل واضح أن تايبيه وطوكيو "تشتركان في القيم العالمية للحرية والديمقراطية".
وأكد وزير الصحة التايواني، تشين شيه تشونغ، في وقت لاحق، وصول اللقاحات من اليابان.
وقال تشونغ: "هذه هي أكبر دفعة من اللقاحات تلقيناها، وأعتقد أنها ستكون مفيدة للغاية للوقاية الشاملة من الوباء".
واتهمت بكين الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم في تايوان "بوضع التلاعب السياسي فوق حياة الناس" من خلال رفض اللقاحات الصينية، بحسب وكالة أنباء "شينخوا" التابعة للصين.
واتهمت رئيسة تايوان، تساي إنغ ون، الصين "بالتدخل" في جهود تأمين جرعات "فايزر"، التي توزعها شركة أدوية مقرها شنغهاي في منطقة الصين الكبرى.
وقالت تساي في تصريحات متلفزة إن حكومتها ستواصل التفاوض مع الدول لضمان إمدادات كافية وثابتة من اللقاحات.
وصرحت: "نحن لسنا وحدنا، فكل الحكومات تقاتل من أجل الحصول على اللقاحات، نظرا للوضع الدولي الصعب للغاية في تايوان، لا يزال من الممكن أن تكون هناك متغيرات قبل تحميل اللقاحات على متن طائرة".
وصعدت بكين ضغوطها العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية على تايبيه، منذ أن تولت تساي إنغ ون منصبها قبل 5 سنوات، إذ ترفض الاعتراف بموقفها بأن الجزيرة جزء من "صين واحدة".
وتايوان مغلقة حاليا من قبل الصين من منظمة الصحة العالمية.
يأتي تبرع اليابان بأكثر من مليون جرعة من لقاح "كورونا" في الوقت الذي تكافح فيه تايوان موجة مفاجئة من الحالات، بعد أن حصلت على واحدة من أفضل الاستجابات الوبائية في العالم.
وقفز عدد الإصابات بـ(كوفيد-19) في الأسابيع الأخيرة إلى أكثر من 10 آلاف، مع 187 حالة وفاة.
وتريد تايوان إطلاق لقاحات جماعية في الأشهر القليلة المقبلة، من خلال إنشاء آلاف محطات التطعيم المجتمعية لإدارة مليون حقنة أسبوعيا، لكنها تكافح لتأمين جرعات كافية.
وتمتلك تايوان التي يبلغ عدد سكانها 23.5 مليون نسمة صفقات طلب مسبق لحوالي 30 مليون جرعة من لقاح "كورونا"، لكنها تلقت فقط 726600 جرعة من "أسترا زينيكا" و150 ألف جرعة من "موديرنا"، قبل تلقيها التبرع الياباني.
يشار إلى أنه تم تضمين تايوان أيضا في الخطط التي حددتها أمريكا الأسبوع الحالي لتوزيع 80 مليون جرعة على مستوى العالم.