وعلى وقع سنابك الخيل، ومن قلب قيظ النار، تروي المسرحية (قصة سوريا) التي تجسدت فيها بطولات وانتصارات السوريين من جديد، فانتصب المسرح الكبير، حيث يعيد التاريخ نفسه مرة أخرى، الخير بوجه الشر، والمنتصر على الدوام صاحب الحق والأرض.
فتحت شعار "أرضُ الشمس تُشرقُ بوجودكم" نظمت مبادرات سورية شعبية المسرحيةِ التاريخيةِ الميدانيةِ الكبرى "أرض الشمس" في مدينة السيدة زينب بريف دمشق، وذلك بمشاركة 200 فنان لتقديم عرض مسرحي يعتبر الأول من نوعه في البلاد.
العمل الفني يروي بطولات وانتصارات الشعب السوري عبر التاريخ، ضِمن مُحاكاةٍ واقعيةٍ للأحداث، ومؤثراتٍ بصريةٍ جذابة، تستخدم لأول مرة في سوريا، وهو من إخراج حسين بزرا وإنتاج علي إسماعيلي، وتم إنتاجه وعرضه بالمشاركة مع مؤسسة المسرح والموسيقى السورية.
فتحي نظام، أحد منظمي هذه الفعالية، تحدث لـ "سبوتنيك" عن الإمكانات التي ميزت هذا العرض عن سواه، كونه يجري في الهواء الطلق وهو مختلف نوعاً ما عن العروض المسرحية التي تجري في أماكن مغلقة ما يتيح لعدد كبير من الجمهور أن يكون حاضراً في هذا المكان، حيث يتواجد نحو 2500 شخص ليحضروا المسرحية يومياً.
"شعب حي ويحب الحياة"، هكذا يصف نظام السوريين، مؤكداً أن الشعب السوري برغم ما تعرض له من حروب وإرهاب إلا أنه ما زال صامداً متمسكاً بأرضه وما زال محباً للحياة وللفن والتاريخ والثقافة.
وأوضح نظام أن هذا العرض يروي قصة سوريا، وعن تاريخ هذه المنطقة منذ بدء الخليقة حتى يومنا هذا، ويقسم هذا العرض إلى قسمين: الأول هو المرحلة التي تتحدث عن تاريخ الأنبياء وأصحاب الرسالات السماوية وما واجهوه من مصاعب لنشر رسالتهم كل حسب زمانه، والثاني يتحدث عن تحديات العصر الحديث والتي كان أبرزها معركة ميسلون بقيادة يوسف العظمة، حرب تشرين ضد العدو الإسرائيلي بقيادة حافظ الأسد، والحرب التي انتصر فيها السوريون بقيادة بشار الأسد.
منذ بدء الخليقة، لطالما كان هناك ضغينة متوقدة على هذه الأرض التي عاث فيها الشر خرابا، إلا أن الخير كان دائماً يقف مرة أخرى، يرفع يده لينهي المسرحية، فتتهاوى ببطء إلى جانبه لينتصر الحق من جديد على "أرض الشمس".