ويعمل المصنع الذي يتألف من وحدة تركيز ومجففين ووحدة تحميل سككية موزونة مرتبطة مع مرفأ طرطوس، بطاقة إنتاجية 5 آلاف طن يوميا.
وقال المدير العام للمؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية، المهندس سمير أسد، لـ "سبوتنيك" إن الإقلاع التجريبي تم بعد انتهاء مرحلة إعادة التأهيل للمعمل في مناجم (خنيفيس) التي تم تدميرها بشكل ممنهج وكامل.
وأضاف أسد أن "عمليات إعادة بناء المعمل تم بجهود كبيرة وبخبرات وطنية"، مشيرا إلى أن "المعمل ينتج الفوسفات المجفف والمركز بطاقة إنتاجية 650 ألف طن سنويا، ويتم العمل لتطوير هذا الإنتاج ليصل الى كميات أكبر تصل حتى 850 ألف طن سنويا".
وبيّن المدير العام للمؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية أن الاحتياطي الجيولوجي للفوسفات في منطقة مناجم الشرقية يبلغ نحو 1.8 مليار طن ويحتاج إلى مئات السنين للاستثمار، لذلك عمدت وزارة النفط والثروة المعدنية الى طرح مشاريع استثمارية على شركات الدول الصديقة لإنتاج الفوسفات، لافتا إلى أن العمل حاليا في مساحة نحو 50% من المساحة التي يوجد فيها الاحتياطي بما يقدر بـ 500 مليون تحت تصرف المؤسسة.
وكشف المدير العام عن أن الاحتياطي المذكور يجعل الشركة العامة للفوسفات في حالة عمل مستمر لنحو 400 سنة قادمة.
وأوضح أسد أن الشركة تسعى للتعاون مع الدول الصديقة إلى تطوير الإنتاج ليصل إلى 10 مليون طن سنويا خلال المرحلة القادمة وما يتطلبه من بنية تحتية ومعامل تركيز ومعامل غسيل وسكة الحديد الى تطوير المرفأ.
ونوه مدير عام مؤسسة الجيولوجيا السورية بالجهود الكبيرة التي قام بها العمال والفنيين، وإصرارهم رغم ظروف الحصار، على إعادة البناء في جميع المعامل خصوصا التي دمرها الإرهاب.
وأوضح المهندس أسد أن نسبة الدمار كانت كبيرة حيث أعيد بناء المعمل من جديد بتكاليف كبيرة جدا، مشيرا إلى وجود منجمين رئيسيين يقعان إلى الجنوب الغربي من مدينة تدمر، الأول منجم الشرقية حيث تم تأهيل معمل الغسيل بقسم التجفيف هناك في مرحلة سابقة، فيما تم حاليا الانتهاء من تأهيل (معمل خنيفيس) وإعادة إقلاعه.
وأوضح أن كلا المنجمين ينتجان ثلاثة أنواع من الفوسفات (الرطب والمشغل والمكسور)، كاشفا عن أن الطاقة الإنتاجية لهذه المعامل هي 3.5 مليون طن سنويا قابلة للتصدير، وأن الكمية الأعظم من الإنتاج تأتي من منجم (الشرقية).
وقال المهندس أسد أن قسما صغير من الانتاج الوطني يستعمل داخليا في صناعة الأسمدة الفوسفاتية ضمن (معمل الأسمدة في حمص)، فيما يصدر القسم الأكبر إلى عدة دول عبر مرفأ طرطوس الذي تصله الصادرات الفوسفاتية شبكة السكك الحديدية والشاحنات تصب حمولاتها في 22 صومعة إنتاجية لتجميع الفوسفات وتخزينه، تنقل بعدها بالبواخر إلى الدول التي تستجر المادة.
وتقبع مناجم فوسفات خنيفيس عند النهاية الجنوبية الغربية لجبل الأبتر (60 كم جنوب غرب مدينة تدمر)، وتتألف التوضعات من طبقات فوسفاتية صخرية متناوبة مع فوسفات رملية هشة.
يذكر صادق مجلس الشعب السوري في آذار 2017 على العقد الموقع بين المؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية وستروي ترانس غاز الروسية لاستثمار واستخراج الفوسفات من مناجم الشرقية لمدة 50 عاماً بإنتاج 2.2 مليون طن سنوياً من بلوك يبلغ احتياطه الجيولوجي 105 ملايين طن.