القمة الروسية
أعربت عبد الدايم عن سعادتها بإطلاق فعاليات عام التبادل الإنساني المصري الروسي، الذي أعلنه الرئيس السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، أثناء القمة الروسية بمدينة سوتشي الروسية، في أكتوبر/تشرين الأول 2018.
ويأتى تأكيدا للروابط الوطيدة التي تجمع بين القاهرة وموسكو، وتكثيفا للتعاون بينهما في مختلف المجالات، مضيفة أن عام التبادل الإنساني بين البلدين يعد أحد أكبر وأهم الأحداث في الدولتين، وإضافة ثرية لمجالات التعاون المتعددة بينهما، مشيرة إلى أنه يبرز من خلال الفعاليات التبادلية أهمية دور القوى الناعمة في مد جسور التواصل بين الشعوب رغم اختلاف اللغات، مؤكدة أن الدوائر المشتركة التي تجمع البلدين تعكس التنسيق المتبادل على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية.
تعاون ثقافي مشترك
وذكرت وزيرة الثقافة المصرية أن هذا النشاط المتميز يعد إضافة لرصيد كبير وضخم من التعاون الثقافي بين البلدين، حيث تضم الفعاليات ألوانا من الإبداع المصري التي تعد امتدادا لعبقرية أقدم حضارات الأرض، كما تظهر عناصر الثقافة والفنون الروسية باعتبارها مصدرا للإلهامات على مدار أجيال متعاقبة، موضحة أن الاحتفال بهذا العام يستعيد رصيدا ضخما من الإبداع الروسي الذي ألهم الكثير من المبدعين المصريين.
وأعدت الثقافة المصرية بالتعاون مع وزارة الخارجية والجانب الروسي أجندة تضم 23 فعالية ثقافية وفنية، تشارك فيها جميع قطاعات وهيئات وزارة الثقافة على مدار عام كامل، تبدأ اليوم من مصر، وتختتم في مايو/آيار المقبل، بالعاصمة الروسية موسكو، بالإضافة إلى اختيار روسيا ضيف شرف مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام الوثائقية والقصيرة والذي افتتح بالأمس القريب.
وتتواصل الفعاليات من خلال الندوات ومعارض الكتاب والفنون التشكيلية والحرف التراثية وتأثيرات الأدب الروسي على الأدب المصري، مع تبادل للفرق الفنية بين الجانبين، بجانب إصدار مجموعة من المترجمات من الروسية إلى العربية والعكس.
الفنون الشعبية
من جانبها، نقلت أولجا ياريلوفا، نائب وزير الثقافة الروسية بصفتها ممثلة لحكومة روسيا الاتحادية، تحيات حكومة بلدها للحضور فى افتتاح عام التبادل الإنساني المصري الروسي، وأضافت أنه في عام 2018 ، اتخذ الرئيسان المصري والروسي قرارا بتخصيص عام للتعاون الثقافي والإنساني بين البلدين. وأشارت إلى أن هذا الاتفاق مهم بالنسبة لروسيا حرصا على تزكية التعاون مع مصر في العديد من المجالات، موضحة أن هذا العام سيكون داعما للعلاقات المتبادلة بين البلدين، وذلك من خلال برنامج ضخم أعدته وزارتا الثقافة في البلدين، مؤكدة أن إطلاق الفعاليات يشهد أحد أهم فرق الفنون الشعبية فى روسيا والتى لها شهرة عالمية.
وألقى السفير محمود طلعت، كلمة بالإنابة عن سامح شكري، وزير الخارجية المصري، رحب فيها بضيوف مصر، وفي مقدمتها السيدة أولجا ياريلوفا والوفد المرافقة لها، مضيفا أن عام التبادل الإنساني يعد حدثا مميزا في تاريخ العلاقات المصرية الروسية تضاف إلى أحداث طويلة تؤكد عمق العلاقات بين البلدين.
إشارة البدء
وقال جيورجي بوريسينكو، سفير روسيا في مصر "نحن على موعد لإعطاء إشارة البدء اليوم لعام التبادل الإنساني بين مصر وروسيا، حيث كان من المفترض أن يعقد في ربيع 2020، لكن توقف بسبب جائحة كورونا، ورغم القيود العالمية فإن العلاقات الإنسانية بين البلدين لا تزال تزداد قوة ومتانة".
وأضاف أن المصريين والروس يشعرون تجاه بعضهم بانجذاب واهتمام متبادل، ففي روسيا تتذكر الناس جيدا العلاقات الجيدة في عهد الرئيس جمال عبدالناصر، وفي الستينيات دعم الاتحاد السوفيتي لمصر في إقامة أكثر من 100 منشآة صناعية، كما أن روسيا ساعدت مصر في إنشاء السيرك القومي والكونسرفتوار والفرقة القومية الشعبية، وعدد من المنشآت، موضحا أن هذا التعاون يشهد مرحلة من الصعود والنمو، ويعود الفضل إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي يحرص على دعم العلاقات الوطيدة التي تربطه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
تعاون استراتيجي
وأوضح أن هناك حدثا مهما وهو دخول اتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي الموقعة بين روسيا ومصر في عام 2018، حيز التنفيذ، وعلى الساحة الدولية تتعاون مصر وروسيا بوصفهما شريكان استراتيجيان، ويتطور بشكل ديناميكي وفعال التعاون التجاري بينهما، مشيرا إلى أن المصريين يحملون مشاعر طيبة ودافئة تجاه الروس، والفعاليات المزمع عقدها بين مصر وروسيا تفتح آفاق جديدة للتعرف عن قرب على مفردات الثقافة الروسية، وتساهم في توسيع نطاق التعاون في مختلف المجالات.
وتضمن حفل الافتتاح عرضا لفرقة بريوسكا للرقص الشعبى، التى قدمت مجموعة من التابلوهات الفنية التى تعبر عن الفلكلور الروسى وتجمع بين الأداء الشعبي والرقص الكلاسيكي منها منها برولوجيو، كولوكولتسي، بريوسكا، توبوتوخا، ريشينكا وغيرها.