باسيل لنصر الله: أنت صديق ونأتمنك على الحقوق ونقبل بما تقبل به

وجه النائب جبران باسيل، رئيس "التيار الوطني الحر" في لبنان، رسالة إلى الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله، فيما يخص أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية.
Sputnik

وقال باسيل في كلمة متلفزة نقلتها قناة "الجديد" اللبنانية، إننا نرى نصر الله "صديق" ونأتمنه على الحقوق، ونقبل بما يقبل به.

وأوضح باسيل أن أزمة التشكيل كشفت أزمات أخطر وأعمق، حيث كشفت "أزمة النظام والدستور والممارسة والنوايا، وهذا الأبشع، وكشفت أن معركة الدفاع عن الحقوق التي نقوم بها، ليست من باب المزايدة ولا العرقلة، بل من باب حماية وجودنا الحر".

جبران باسيل ينفي اتهامات تهريب أموال إلى الخارج ويتحدى الإثبات بدليل

وأوضح أن أزمة تشكيل الحكومة أظهرت أن "وجودنا مرتبط بدورنا، ودورنا يجب أن يكون كاملا وليس طائفيا بل وطنيا، وهذا ما يجعل لبنان صاحب رسالة فريدة، تماما كما أراده الآباء المؤسسون، لذلك المعركة مرتبطة بمستوى الوجود. هم يستعملون ضيقة الناس ليكسروننا ويستعينون كالعادة بالخارج، ويخيروننا بين جوع الناس وخسارة وجودنا السياسي، لكن طالما ناسنا صامدون، نحن صامدون".

ولفت باسيل إلى أن أزمة تشكيل الحكومة أظهرت أن "المشكلة ليست بالنصوص الملتبسة للدستور، الذي يفتقد للمهل الزمنية، بل للأسف بالنوايا الدفينة التي تفضح أصحابها بلحظة تأزم أو غضب".

وأكد أنه بهذه اللحظة تسقط كل معاني الشراكة والعيش المشترك ووقف العد، ويحل محلها التذكير بالعدد، وأضاف أنه "واضح أن هناك من لم يبلع استعادتنا للدور الذي سلبونا منه في الفترة بين 1990 و2005، واليوم يعتبرون أن عندهم فرصة جديدة ليستعيدوا زمن السلب والبلطجة".

وأضاف باسيل أن "جوهر الأزمة في الوجود والدور والشراكة في دولة تقوم على الإصلاح"، لافتا إلى أنه "حتى اتفاقية الطائف التي ارتضينا بها ونطالب بتنفيذها وتطويرها، ما دفعنا لتقديم مشروع متكامل بهذا الخصوص، وصار المتمسكون به هم من يسيء إليه، بسوء تطبيقه وعدم احترام نصوصه ورفض تطويره، وبسببهم صار الطائف في خطر".

وأعلن السياسي اللبناني أن رئيس الجمهورية، ميشال سليمان سيوقع، والتيار الوطني الحر لن يأخذ وزراء في تلك الوزارة، مضيفا "أنتم ستأخذون ثقة المجلس من دوننا، ونحن نقبل ولا نمنع الحكومة، لكنكم تقولون غصبا عنكم نريد ثقتكم لنغطسكم ونحملكم مسؤولية وتشتمكم الناس".

وقال: "وصلت بكم أن تقولوا لرئيس الجمهورية، إنه لا يحق لك بأن تسمي أي وزير، ولا كلمة لك بتسمية رئيس الحكومة، ولا يحق لكتلة تفوضك أن تسمي باسمها كما أنت تريد، ولا صوت لك في مجلس الوزراء".

وهاجم أيضا تيار سعد الحريري بقوله: "ترفضون وضع مهلة للوزير لتوقيع المرسوم، بينما رئيس الجمهورية ملزم بتوقيعه خلال 15 يوما، وإلا يعتبر نافذا، أهكذا يكون الحفاظ على الطائف، ويكون النظام فعالا".

وأردف بقوله: "رئيس الحكومة يقوم بمداورة كاملة باستثناء وزارة واحدة هي المال، وكأنها صارت حقا مكتسبا. هذا وحده كاف ليسقط الطائف، ونحن لا نقبل به".

واستمر بقوله: "أي ردة فعل تنتظرون منا، عندما تستشهدون بالبابا والبطريرك، لتكذبوا عليهما بالمناصفة، وتعودون لنا بالمثالثة المقنعة وبصيغة ثلاث ثمانات بالحكومة، المناصفة الفعلية هي 12 بـ12، ييسمونهم بالتوازي والتساوي المسيحيين والمسلمين، وليس 8 يسمونهم المسيحيين و16 مقسمة بين 8 و8، يسمونهم المسلمين، هذه مثالثة ومرفوضة".

وقال باسيل: "لن تأخذوا منا المناصب بالضغط ووجع الناس وأزماتهم وعقوبات العالم كله، ما أخذتموه منا من عام 2005 لليوم، نحن منزعجون من الشراكة، ولا تريدون احترام الصلاحيات، ولا تريدون كذلك إصلاحات. ماذا تريدون غير أن تتخلصوا منا؟ وهذا لن يحدث".

وشدد باسيل على تأليف الحكومة واقع على عاتق رئيس الحكومة المكلف بالاتفاق مع رئيس الجمهورية.

وانتقل بحديثه إلى حسن نصر الله بقوله، إنه استعان برئيس البرلمان، نبيه بري كصديق، ليقوم بمسعى حكومي، وليس بمبادرة، لأن لا عناصر لها أو على الأقل لا نعرفها أو تبلغنا بها، مضيفا "لكن نعتبره مسعى وجهدا مشكورا إذا كان متوازنا وعادلا، أي إذا كان هناك وسيط نزيه، ويصير غير مرغوب به".

واستدرك بقوله: "أما إذا ظهر أنه منحازا ومسيئا لنا، كما ظهر أخيرا، فأود اليوم الاستعانة بصديق هو حسن نصرالله، لا بل أكثر، أريده حكما وأئتمنه على الموضوع".

سعد الحريري يغادر مجلس النواب اللبناني لدى بدء جبران باسيل كلمته

وأردف بقوله: "أنا لا أسلم أمري ومن أمثل إلى السيد حسن نصر الله، بل ائتمنه على الحقوق، وهو يعرف أننا مستهدفون، وكل ما يحصل هو للنيل منا، ويعرف أننا تنازلنا بموضوع الحكومة عن أمور كثيرة".

ووجه كلامه إلى نصر الله بقوله: "يا سيد حسن، أعرف أنك لا تخذل الحق، وأنا جبران باسيل، من دون أن أحملك أي عبء، أقبل بما تقبل به أنت لنفسك. هذا آخر كلام لي بالحكومة".

ويعيش لبنان أزمة سياسية على وقع الخلاف حول تشكيل الحكومة اللبنانية التي تم تسمية رئيس وزرائها سعد الحريري، ما ألقى بظلاله على الواقع الاقتصادي اللبناني ابتداء مما وصفه مراقبون بالانهيار التاريخي لليرة اللبنانية مقابل الدولار، وليس انتهاء بأزمة الدعم التي أثرت على أساسيات في حياة اللبنانيين كالدواء والوقود.

مناقشة