وأعلنت "منصة روح السعودية" عودة مواسم السعودية في نسختها الجديدة بزخم مضاعف "عن سنتين"، وفعاليات أكبر حجما وأطول مدة، وأكثر تنوعا وإثارة وبهجة تلبي جميع تطلعات الأفراد والعوائل من مختلف شرائح المجتمع.
وقال مراقبون إن عودة الفعاليات الثقافية والترفيهية في المملكة يزيد من الاستثمارات، وكذلك من الجذب السياحي، ما يعود على الناتج الإجمالي المحلي، ودعم الاقتصاد.
عودة الفعاليات
وبحسب العربية، تأتي انطلاقة مواسم السعودية الجديدة متوائمة مع رؤية المملكة 2030، وفي إطار الحرص على إثراء حياة المواطنين، ورفع مستوى جودة الحياة لسكان المملكة، والترويج للوجهات وإبراز الكنوز السياحية والثقافية والترفيهية والرياضية، للإسهام في صناعة وجهات سياحية متميزة تضع المملكة على خارطة السياحة العالمية.
كما تسهم مواسم السعودية في تنويع الاقتصاد الوطني وتوفير الفرص الاستثمارية الجاذبة، لدفع عجلة النمو في قطاعات عديدة ومتنوعة، وذلك من خلال إشراك القطاع الخاص وتمكينه للقيام بدوره في تنفيذ المواسم والفعاليات التي توفر بدورها العديد من الوظائف الموسمية لأبناء وبنات المملكة.
وتحاول هذه الفعاليات استعادة النشاط الفني للقطاع الثقافي في المملكة لاسيما مع تزامن هذه المعارض الفنية والثقافية، مع إطلاق استراتيجية المكتبات التي أعلن عنها مؤخرا بهدف إيجاد 153 مكتبة عامة في المملكة في 10 أعوام.
زيادة الدخول الاقتصادية
اعتبر ماجد بن أحمد الصويغ، المستشار المالي والاقتصادي السعودي، أن
عودة الفعاليات الاقتصادية سيكون لها أثر إيجابي على الدول، وخاصة المملكة العربية السعودية التي تبوأت مركزا سياسيا وجغرافيا واقتصاديا جاذبا لجميع الاستثمارات، وأن تكون محط أنظار العالم للزيارات، كما أنها باتت نموذجا يحتذى به في التعامل مع أزمة كورونا، وما حدث من تطور صحي وإدارة الأزمات.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، هذا يجعل جميع دول العالم تتجه لمعرفة الثقافة السعودية، وما تحقق من نتائج إيجابية، وكيفية إدارة الأزمات الاقتصادية التي مر بها العالم، بسبب جائحة كورونا، وكذلك السياسات التي انتهجتها المملكة من أجل توحيد الصف باتجاه رؤية 2030.
ويرى أن "كل ذلك له عامل جاذب لمعرفة الثقافة والتحدي والإصرار وعدم الخوف من خوض التجارب والمغامرة، وهذا سيتم دعمه عن طريق وزارة السياحة السعودية والثقافة لتعزيز حضور دول العالم للمملكة، مما سيعود بالنفع الاقتصادي على دخل السعودية، كما حدث من جذب سياحي لمدن العلا ونيوم".
وأكد أن "إعادة الفعاليات الثقافية والترفيهية سيكون إضافة تتراوح ما بين 4 إلى 5% من الناتج المحلي العام لصالح الدولة، ما سيعزز البنية التحتية والمصروفات التشغيلية من أجل توفير المناخ المناسب لزوار المملكة السعودية. مضيفا أن "الترفيه له دور هام وعامل جذب ومساعد في هذا التوجه".
فوائد متعددة
بدوره اعتبر الدكتور فواز كاسب العنزي، المحلل السعودي، أن المملكة تعيش منذ فترة ما يطلق عليه بالتنمية السياسية، وهي الفترة التي تكون لدى الدولة وضع سياسات داخلية وخارجية، ومجموعة الخطط والبرامج والأهداف.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، "هناك متغيرات حدثت على مستوى العالم والإقليم المحلي، المملكة العربية السعودية أصبح لديها استراتيجية في التغيير الداخلي، ويأتي موضوع الفعاليات الثقافية في سياق رؤية المملكة لعام 2030، والتي وضعت المملكة لها مجموعة من الأهداف".
ويرى العتزي أن "المهرجانات الثقافية في المملكة تعكس الجانب الحيوي للمجتمع، وتعكس مشاركة أبناء المملكة، والاعتزاز بثقافة الوطن وبالهوية الوطنية. مشيرا إلى أن هذه البرامج الغرض منها تحقيق جانب اقتصادي، وتعزيز جذب السياحة، حيث تستهدف المملكة زيادة الإيرادات الاقتصادية عبر صناعة السياحة، والتي تعد من ضمن أهداف رؤية المملكة.
وأشار إلى أن "بحانب المصلحة الاقتصادية وتعزيز ثقافة السياحة للمواطنين التي تحققها هذه الفاعليات الثقافية، هي تدخل أيضا ضمن الجانب الترفيهي، وتحقيق إحدى برامج الرؤية المتمثلة في جودة الحياة للمواطنين والمقيمين".
وكانت مواسم السعودية قد انطلقت لأول مرة في عام 2019م، وأسهمت في دفع عجلة النمو الاجتماعي والاقتصادي عبر حزمة من الفعاليات والأنشطة المتنوِّعة حول المملكة، محققة العديد من المكتسبات والأرقام والمؤشرات المتميزة، إذ قدم في المجمل أكثر من 390 فعالية نوعية جذبت أكثر من 50 مليون زائر، وأسهمت في توليد العديد من فرص الأعمال بالإضافة لما يزيد عن 100 ألف وظيفة دائمة وموسمية.