من هو مايكل جاكسون؟
هو مغني وكاتب أغاني أمريكي وراقص، حقق شهرة مدوية في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي بسبب أسلوبه المميز في الرقص والغناء، كما أنه من أكثر الفنانين مبيعا على مر التاريخ، مع مبيعات تصل إلى 350 مليون تسجيل في كافة أنحاء العالم.
وترك جاكسون الحائز على جائزة "غرامي" الموسيقية العريقة 15 مرة في مسيرته الفنية بصماته الفريدة في عالم الغناء، وهو أحد أهم الشخصيات الثقافية والفنية في القرن الـ20.
طفولة قاسية
كان مايكل جاكسون هو الطفل الثامن لعائلة جاكسون، وظهر لأول مرة في عام 1964 كعضو في فرقة "جاكسون 5" مع إخوته الأكبر سنا: جاكي وتيتو وجيرماين ومارلون، ولسوء الحظ، شهدت نلك الفترة أياما مظلمة بالنسبة لمايكل، وذلك لأن والده أساء إليه جسديا وعاطفيا أثناء أدائه البروفات الصوتية، حتى أن هناك مزاعم بأنه أجبر مايكل على الخضوع للعلاج الهرموني عندما كان طفلا، وذلك لكي يمنع تغيير صوته.
ما أهم أعماله وأغانيه؟
بدأت مسيرة مايكل جاكسون الفردية في عام 1971، وأصبح نجما بألبومه "Off the Wall" من إنتاج عام 1979، بينما كان ألبومه "Thriller" الذي طرح في عام 1982 يُنسب إليه الفضل في كسر التمييز العرقي، وذلك بفضل أغانيه المصورة التي لا تُنسى من الألبوم: "Beat It" و"Billie Jean" و"Thriller"، وأصبح ألبوم "Thriller" هو الأكثر مبيعا على الإطلاق، وفي عام 1987 طرح مايكل جاكسون ألبومه التالي "Bad".
جاكسون يبرئ نفسه في "Thriller"
تعرض مايكل جاكسون لهجوم وانتقادات وقت عرض فيلم الرعب الشهير، "Thriller"، من إنتاج عام 1983، بعدما اتهمه أعضاء الكنيسة التابع لها وقتها "أتباع ياهوه" بأن الأغنية تروج لعلم الشياطين، وذلك لأنها تتناول في مضمونها الأموات الأحياء "الزومبي".
وخشية من أن تقوم الكنيسة بطرده، توسل جاكسون إلى مخرج الفيلم، جون لانديس، لتدمير العمل الفني، لكن بدلا من ذلك اقتنع جاكسون بتضمين "إخلاء مسؤولية" من جانبه تم وضعه في بداية الفيلم.
وكتب جاكسون في بداية الفيلم عبارة تقول:
"نظرا لقناعاتي الشخصية القوية، أود أن أؤكد أن هذا الفيلم لا يؤيد بأي حال من الأحوال الاعتقاد في السحر والتنجيم".
وفي النهاية، تمت إضافة عبارة "إخلاء المسؤولية للتو إلى الضجيج حول الفيديو وأصبح ضربة عرضية للعبقرية التسويقية ، على الرغم من أنه تم إنشاؤه فقط لتهدئة جاكسون نفسه.
ما أشهر فيديوهاته وأكثرها مشاهدة؟
يحفل مشوار مايكل جاكسون الغنائي بالعديد من الأغاني المصورة الناجحة، بسبب تنفيذها المبهر وكذلك لرقصه المميز فيها.
ومن أشهر أغاني جاكسون المصورة "Thriller" و"Billie Jean" و"Bad" و"Black & White" و"Who is it" و"Moonwalker".
وأعلنت مجلة "بيلبورد" الموسيقية رسميا أن أغنية "Billie Jean" حصدت مليار مشاهدة على موقع "يوتيوب" للفيديوهات خلال يونيو/ حزيران 2021، لتسجل بذلك أول دخول لـ"ملك البوب" الراحل في نادي "المليار مشاهدة"، وتصبح الأكير مشاهدة.
وتعتبر أغنية "Billie Jean" هي ثالث أغنية مصورة من ثمانينيات القرن الماضي تحقق هذا من بعد أغنية "Sweet Child O" Mine" لفرقة "غانز أند روزز" و"Take on Me" لفرقة "آ-ها".
ما المشاكل والقضايا التي واجهته؟
في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، كان الناس مرتبكين لكنهم مفتونين بمظهر مايكل جاكسون الذي غير لون بشرته من الأسود للأبيض، وسلوكه ونمط حياته، وفي عام 1993 اتهم بالاعتداء الجنسي على طفل صديق للأسرة، وتمت تسوية القضية خارج المحكمة المدنية بسبب نقص الأدلة، ومنذ ذلك الحين، امتلأت حياة مايكل جاكسون بالجدل والمزيد من الادعاءات والمشاكل الصحية.
ثم في في عام 1988، اشترى جاكسون عقارا يحمل اسم "نيفرلاند"، وهو المستوحى عن اسم موطن الشخصية الخيالية "بيتر بان"، وهو صبي لا يكبر أبدا، وانتقل جاكسون إليه في عام 1992، وحوله إلى منزل للبالغين يرضي خيال طفولته، ومجهز بمنتزه ترفيهي خاص وفيلة، ورفات الرجل البريطاني المشوه جسديا، جوزيف ميريك، الشهير باسم "الرجل الفيل".
زيجاته وحياته الخاصة
تزوج مايكل جاكسون مرتان، الأولى في عام 1994 من ليزا ماري بريسلي، وتطلقا في عام 1996، ثم تزوج من ديبي رو في ذلك العام، وأنجبت طفلهما الأول مايكل جوزيف المعروف باسم "برنس" في فبراير/ شباط 1997، وقام جاكسون بتربية "برنس" بمساعدة العديد من المربيات والممرضات.
ثم في عام 1998 أنجبت ديبي رو طفلته الثانية باريس جاكسون، وتطلقا في عام 1999.
خلال تلك الفترة، تصدر مايكل جاكسون عناوين الصحف ووسائل الإعلام بسبب سلوكياته الغريبة، مثل تعليق طفله "برنس" على شرفة فندق بغطاء فوق رأسه في عام 2002، ليتبعها أزمة أخرى عاشها في عام 2005 والخاصة باتهامه بالاعتداء الجنسي على عدد من الأطفال الذين زاروا منتجعه "نيفرلاند"، وكان مهددا بسببها بعقوبة سجن تصل إلى عامين، لكن تمت تبرئته من جميع التهم في 13 يونيو/ حزيران وانتقل للإقامة بعدها في مملكة البحرين الخليجية.
وعاش مايكل جاكسون 11 شهرا في البحرين بعد تبرئته من تهم إساءة معاملة الأطفال في الولايات المتحدة.
في العام التالي وفي 15 نوفمبر/ تشرين الثاني 2006، قدم جاكسون أغنية "We Are the World" في حفل توزيع جوائز الموسيقى العالمية في العاصمة البريطانية لندن، ووافق على تكريمه بالحصول على الجائزة الماسية عن بيع أكثر من 100 مليون تسجيل، وكان هذا هو الأداء الأخير في حياته.
في عام 2007، كان مايكل جاكسون يعمل على ألبومه التالي الذي لم ير النور قط.
آخر حفلاته
بحلول عام 2008، كان مايكل جاكسون يدرك جيدا حجم موارده المالية وديونه الضخمة، وللتخفيف عنه قام بنقل لقب منتجع "نيفرلاند" إلى مزرعة وادي الجميز مقابل حصوله على 35 مليون دولار، وفي عام 2009 ووسط تكهنات بوجود مشاكل بشأن صحته وموارده المالية، أعلن "ملك البوب" عن "This Is It"، وهي سلسلة من الحفلات الموسيقية التي عاد لإحيائها في ساحات 02، وهي الأولى منذ جولته الغنائية العالمية "History" في عام 1997.
وقوبلت حفلات "This is it" بإقبال ضخم فور الإعلان عنها، إذ تم بيع أكثر من مليون تذكرة في لندن بأقل من ساعتين، ليتم إضافة 50 حفلا جديدا، وانتقل مايكل جاكسون إلى مدينة لوس أنجلوس الأمريكية من أجل التدريب والبروفات مع مخرج الحفلات كيني أورتيغا.
كيف توفي؟
قبل أقل من ثلاثة أسابيع من بدء العرض الذي نفد بالكامل في لندن، توفي مايكل جاكسون في 25 يونيو عام 2009 بسبب سكتة قلبية، وكان طبيبه الخاص، كونراد موراي، أعطاه مجموعة متنوعة من الأدوية لمساعدته على النوم، وكان سبب وفاته هو جرعة زائدة من دواء البروبوفول.
في 28 أكتوبر/ تشرين الأول 2009، طُرح فيلما وثائقيا بعنوان "Michael Jackson's This is it" من إخراج كيني أورتيغا، والذي يتضمن لقطات من وراء الكواليس من التدريبات للحفلات الأخيرة، كما أنه كان يلقي نظرة على فكر مايكل جاكسون ورؤيته البسيطة والمحبة للحياة.
ولم توافق عائلة مايكل جاكسون على الفيلم، لكن رغم ذلك فقد حطمت مبيعاته في شباك تذاكره الأرقام القياسية الدولية قبل شهر من إطلاقه.
وحقق الفيلم الوثائقي 261 مليون دولار في جميع أنحاء العالم، مما يجعله الفيلم الوثائقي / الحفل الغنائي الأكثر ربحا على الإطلاق.
في عام 2011، أُدين الطبيب كونراد موراي بالقتل غير العمد وحُكم عليه بالسجن لمدة 4 سنوات.