وبحسب الدراسات الجديدة التي تناولت هذه الجمجمة الغريبة، فإن هذا الاكتشاف قد "يعيد تشكيل" فهمنا للتطور البشري من خلال تحديد الإنسان القديم الجديد الذي قد يحل محل إنسان "نياندرتال".
وتوصل مجموعة خبراء وعلماء بقيادة جامعة "هيبي جيو" الصينية إلى هذا الاستنتاج بعد إعادة تحليل ما يسمى بجمجمة "هاربين" أو "رجل التنين" كما يطلق عليها البعض، والتي اكتُشفت في ثلاثينيات القرن الماضي.
وبحسب التقرير المنشور في مجلة "ديلي ميل" البريطانية، الذي تناول دراسة أجريت على جمجمة "رجل التنين"، فقد عثر على الجمجمة الأكبر من نوعها لدى جميع أنواع الجماجم البشرية، في نهر سونغهوا، بالقرب من هاربين، في مقاطعة هيلونغجيانغ الصينية، وتم حفظها في متحف علوم الأرض في جامعة "هبي جيو" الصينية.
وبحسب المصادر، فقد أخفيت الجمجمة لعقود، ولم تسلم للباحثين والخبراء بهدف الدراسة إلا في عام 2017.
تجاويف عيون مربعة وأسنان كبيرة
أشارت الأبحاث التي طبقت على الجمجمة إلى أن الإنسان الذي عاش في تلك الحقبة امتلك دماغا بنفس حجم الدماغ الحالي للإنسان، لكنه كان يمتلك تجاويف كبيرة مربعة الشكل تقريبًا للعينين، وحواف جبين سميكة وفم عريض وأسنان أكبر.
واحتفظت هذه الحفرية بالعديد من التفاصيل المورفولوجية التي تعتبر حاسمة لفهم تطور جنس الإنسان وأصل الإنسان العاقل.
ويعتقد الباحثون أن جمجمة هاربين تنتمي إلى فرد قوي جدا من الذكور مات في حوالي سن الخمسين. من المحتمل أنه كان جزءًا من مجتمع صغير عاش في بيئة الغابات والسهول.
وبدوره، قال مؤلف الورقة البحثية المنشورة في مجلة "cell" العلمية، الباحث، ني جيون، إن هؤلاء البشر "كانوا مثل الإنسان العاقل يصطادون الثدييات والطيور، ويجمعون الفواكه والخضروات وربما يصطادون الأسماك".
وبينت عملية تأريخ الجمجمة من خلال التحليل الجيوكيميائي أنها تعود إلى حوالي 146000 عام، أي أنه هؤلاء البشر عاشوا خلال العصر البليستوسيني الأوسط، وهو عصر شهد هجرات بشرية كبيرة.