ولكن السؤال الذي طرحته مجلة "فوربس" الأمريكية، كيف سيكون شكل الاقتصاديات العالمية لو قادتها النساء؟
وطرحت المجلة الأمريكية إجابات نموذجية على لسان نيلا ريتشاردسون، كبيرة الاقتصاديين في مؤسسة "أيه دبي بي"، التي قالت إن النساء حققن انتصارات مفاجئة في هذا المجال، على الرغم من الانتكاسات القاسية للمساواة بين الجنسين في القوى العاملة.
وقالت ريتشاردون، إنه في الوقت الذي خسرت فيه الكثير من النساء وظائفهن أو انسحبن من القوى العاملة، كانت المكاسب المفاجئة خلال تلك الجائحة، هو تقليل فجوة الأجور بين الجنسين بنسبة 2% تقريبا.
ووفقا لأحدث التحليلات، كان أحد المكاسب الحقيقية التي حققها وجود المرأة في الاقتصاديات العالمية، هو أن النساء ذوات الأجور الأعلى، تمسكن في الغالب بوظائفهن، أو تمسك أصحاب الأعمال بهن، وهو ما يعد دليلا على قدراتهن الكبيرة في إدارة الأعمال في أوقات الأزمات.
ولفتت إلى أن أقل من ربع النساء في المناصب القيادية العليا والتنفيذية، كان أداؤهن أفضل في الاحتفاظ بتلك الوظائف العليا من الرجال، الذين عانوا من خسارة 3.7% في الوظائف.
وحققت النساء تقدما مفاجئا أيضا في قطاع البناء، خلال عام 2021، حيث ازدادت عمالة الإناث في هذا القطاع بنسبة 28% على مدار العام.
النساء عن بعد
وأشارت إلى أن النساء اكتسبن قوة كبيرة في أنظمة العمل الجديدة عن بعد، والذي مكنهن من خيارات متعددة تجعلهن تجمعن بين المنزل والعمل، ويعد خيار العمل المرن هذا فوزا محتملا بالنسبة للنساء، وهو ما جعله أفضل تقنية موثوقة للأمهات العاملات جليسات الأطفال.
ووفقا لأحدث الاستطلاعات، استفادت 52% من النساء من ترتيبات العمل المرنة، مقابل 58% من الرجال، وهو ما يظهر أيضا أن النساء كانت أقل احتمالا للقول إن بإمكانهن العثور على وظيفة أخرى بنفس مستوى المرونة مثل الرجال.
وتعتقد ريتشاردسون أن الشركات التي تقودها النساء واجهت انتعاشا اقتصاديا ملحوظا كاملا، وهو ما يعيد التصور في التطوير الهيكلي المتبع في تلك المؤسسات والشركات، التي كانت تمارس تحيزا عنصريا بالغا ضد المرأة طوال السنوات الماضية.
وتابعت بقولها "دعوا المرأة تتقدم خاصة عندما يتعلق الأمر، بتصميم ثقافة وسياسات التوزان بين العمل والحياة، أعتقد أن النساء نجحت في أن تجعل مكان العمل أكثر ملاءمة للجميع".