لأول مرة في تاريخ العراق... خطر مضاعف يستهدف الإعلاميين

خطر جديد يلاحق الإعلاميين والصحفيين في العراق، إضافة إلى الاغتيالات بالكواتم والمضايقات والانتهاكات، إثر أزمة اقتصادية خانقة أصابت المؤسسات الإعلامية من توقف الإعلانات وتفشي جائحة فيروس كورونا المستجد.
Sputnik

ويعاني أكثر من ألفي صحفي وإعلامي من كلا الجنسين البطالة بعدما فقدوا وظائفهم في المؤسسات الإعلامية، التي منها من قلصت أعداد العاملين فيها إلى أكثر من النصف في حدث تاريخي يشهده الإعلام العراقي لأول مرة في تاريخه.

محكمة عراقية تقضي بإعدام 9 مدانين بالاشتراك في تنفيذ مجزرة "سبايكر"
وكشف رئيس الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين، إبراهيم السراجي، في تصريح لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، اليوم، "أن أكثر من ألفي صحفي بلا عمل مع توقف المؤسسات الإعلامية المستقلة التي تعتمد على الإعلانات إذ لا توجد شفافية في منح الإعلانات للمؤسسات التي تعتمد على هذه الإعلانات كممول رئيسي لها وبالتالي توقفها أثر سلبا على واقع الصحفي، وهذه مشكلة كبيرة وربما تستطيع الحكومة حل البطالة الكثيرة بين الصحفيين".

وأضاف السراجي، أن الكثير من المؤسسات الإعلامية قلصت أعداد الصحفيين فيها إلى أكثر من 60% وهذه النسبة كبيرة جدا لم تحصل بتاريخ العراق.

وأعرب عن اعتقاده، أنه بإمكان الحكومة العراقية أن تسعى إلى منح هؤلاء الإعلاميين والصحفيين الذين باتوا بلا عمل، رواتب على الأقل 50% من الراتب الإسمي حتى تتعافى المؤسسات الإعلامية ويعودوا إلى أماكن عملهم مستقبلاً.

وأكمل السراجي، يفترض من الحكومة أن تقدم منحا مالية أو قروضا ميسرة للمؤسسات الإعلامية خاصة وأنها مستقلة وتعتبر تاريخا عراقيا وجزءا من تاريخ الإعلام للبلاد والصحافة بل إنها تراث العراقي، كما فعلت عدة دول عندما منحت قروض ومبالغ ومنح غير مشروطة للمؤسسات الإعلامية.

وتابع، الانتهاكات التي تطول الإعلاميين والصحفيين مستمرة للأسف الشديد، على حد تعبيره.

ويؤكد السراجي، لا يوجد وضع حد أو فتح تحقيق حول تلك المضايقات التي يتعرض لها العاملون في الإعلام، كل ما سمعناه هو وعود حكومية ولكن لم تنفذ.

واختتم رئيس الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين، بأن الاعتداءات مستمرة بحق الإعلاميين والصحفيين، والجانب الآخر "الحكومة" تتنصل من وعودوها بحماية الصحفيين وتوفير بيئة آمنة للعمل الصحفي في العراق.

وكشف رئيس الجمعية في تصريح سابق لـ"سبوتنيك" منتصف العام الماضي، بعد شهور قليلة من تفشي جائحة فيروس كورونا لمستجد – كوفيد 19 في العراق، أن ما يقارب الألف إعلامي فقدوا عملهم إثر الأزمة الاقتصادية التي تسببت الجائحة بها.

ووثقت الجمعية العراقية، للدفاع عن حقوق الصحفيين، تعرض أكثر من 100 صحفي للاعتداء والضرب، مع تحجيم ومهاجمة المؤسسات الإعلامية، أثناء تغطية التظاهرات التي انطلقت في العاصمة بغداد، ومحافظات الوسط، والجنوب منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول  2019، وحتى مارس/آذار العام الماضي.

مناقشة