وأكد العلماء في وكالة الفضاء الأوروبية أن الاكتشاف الجديد الذي عثر عليه ضمن مجموعة كواكب يطلق عليها اسم "كوكبة الذئبة" (الذئبة هي كوكبة منتصف السماء الجنوبية).
وعندما يعبر جسم سماوي مشع أمام جسم آخر في الفضاء، يمنح الباحثين فرصة لدراسة الغلاف الجوي للكوكب ومداره وحجمه وبيئته.
كوكب لا يوجد له "مكافئ معروف"
وأشار العلماء في التقرير الذي نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، تحت عنوان "وكالة الفضاء الأوروبية تكشف عن كوكب فريد ليس لديه مكافئ معروف"، أن الكوكب المكتشف سيكون هدفًا ذهبيًا للدراسة المستقبلية لأنه لا يوجد له "مكافئ معروف".
وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها رصد كوكب خارج المجموعة الشمسية، حيث مر بجانب نجم ساطع بما يكفي ليكون مرئيًا بالعين المجردة.
مجموعة شمسية مشابهة لمجموعتنا
ويدور الكوكب الغامض حول نجم شبيه بالشمس يطلق عليه الرمز Nu2 Lupi، وهو واحد من ثلاثة نجوم ترى بالعين المجردة معروفة باستضافتها للعديد من الكواكب العابرة.
واكتشف حول النجم عدة كواكب أطلق عليها الرموز 'b' و 'c' و 'd'، والتي تتراوح أحجامها بين حجم الكرة الأرضية وحجم نبتون وتدور حل شمسها بمدارات محددة.
قالت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) إن الكوكب "d" سيكون هدفًا جذابًا بشكل خاص لكل من تلسكوب هابل الفضائي وتلسكوب جيمس ويب الفضائي، الذي سيتم يتم إطلاقه في نهاية هذا العام.
وجاء في بيان الوكالة: "إن دوران الكوكب إلى جانب نجمه الأم الساطع، وفترة المدار الطويلة له، ومدى ملاءمته لتوصيف المتابعة، يجعل هذا الكوكب مثيرا للغاية، إنه استثنائي ليس له مثيل معروف، ومن المؤكد أنه هدف ذهبي للدراسة المستقبلية".
وبحسب الدراسة التي شارك فيها ديفيد إهرنريتش، من جامعة جنيف في سويسرا، والمنشورة في مجلة "ناتشير" العلمية، فإن مدار الكوكب d يضعه في موقع مشابه للموقع بين عطارد والزهرة في نظامنا الشمسي، بينما سيكون b و c داخل مدار عطارد، والذي يستغرق 88 يومًا للدوران حول الشمس.
يقول الباحثون إن الكوكب b صخري بشكل أساسي، لكن بقية الكواكب تحتوي على كمية ماء أكثر بكثير من الأرض - ربع كتلة كل كوكب يتكون من الماء، مقارنة بأقل من 0.1% للأرض.
لكن هذه المياه ليست سائلة حيث تأخذ شكل جليد عالي الضغط أو بخار عالي الحرارة.
قمر "كيوبس" الصناعي رصد الكوكب
يعد اكتشاف الكوكب d، الذي تبلغ كتلته 8.8 أضعاف كتلة الأرض، أحد نتائج قمر صناعي جديد (كيوبس) أطلقته وكالة الفضاء الأوروبية.
وقالت كيت إسحاق، العالمة في مشروع القمر الصناعي "كيوبس": "على الرغم من أن هذه الكواكب غير صالحة للسكن، إلا أن تنوعها يجعل منها النظام الأكثر إثارة وإمكانية مستقبلية عظيمة لاختبار كيفية تشكل هذه الأجسام وتغيرها بمرور الوقت".