طلبت إسرائيل مؤخرا، بحسب المصادر، من الولايات المتحدة تأجيل عملية إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس حتى لا تتسبب في صعوبات سياسية للحكومة الجديدة في الوقت الحاضر.
نقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، في خبر نشرته اليوم بعنوان (لمنع إحراج الحكومة: طلبت إسرائيل من الولايات المتحدة تأجيل افتتاح بعثتها الدبلوماسية في القدس)، عن صحيفة "ولا"، أن من أسباب هذا الطلب هو أن زعيم المعارضة الحالية، رئيس الوزراء السابق، بنيامين نتنياهو، قد استخدم قضية القنصلية لأغراضه السياسية بالإضافة إلى مهاجمة الحكومة الجديدة لعدم قدرتها على مواجهة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وطالب نتنياهو خلال لقائه بلينكن في شهر مايو/ أيار الماضي، عندما كان في منصب رئاسة الحكومة، إعادة فتح القنصلية الأمريكية في مدينة رام الله بالضفة الغربية أو بلدة أبو ديس ضواحي القدس. ورفض بلينكن طلب نتنياهو وأوضح أن الإدارة تريد أن تكون القنصلية في القدس.
بايدن وعد بإعادة القنصلية إلى القدس
وكانت القنصلية الأمريكية في القدس، المخصصة للفلسطينيين، قد أوقفت منذ عام 2019 من قبل الرئيس السابق، دونالد ترامب، على خلفية إعلانه نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل، حيث دمجت القنصلية مع السفارة.
ووعد الرئيس بايدن خلال حملته الانتخابية بإعادة فتح القنصلية، في إجراء معاكس لمنافسه في ذلك الوقت دونالد ترامب.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، قد أعلن، خلال زيارته لإسرائيل في مايو/ أيار الماضي، أي قبل أسابيع قليلة من تنصيب الحكومة الإسرائيلية الجديدة، أن الولايات المتحدة تنوي القيام بذلك في وقت قريب.
وبحسب المصادر الإسرائيلية، فقد تواصل مسؤولون من وزارة الخارجية الإسرائيلية، في الأسابيع الأخيرة، مع وزارة الخارجية في واشنطن، مطالبين إدارة بايدن بتأجيل عملية إعادة فتح القنصلية على الأقل حتى نهاية الصيف. ونوهت المصادر أن هذا الطلب جاء بهدف السماح للحكومة الإسرائيلية الجديدة بتوفير الاستقرار السياسي.
واشنطن تستجيب للطلب
وأشارت المصادر نقلا عن مسؤولين في إدارة بايدن، أن واشنطن تفهمت طلب الحكومة الإسرائيلية، وأن الإدارة الأمريكية لن تضغط لفتح القنصلية في هذا الوقت، لكن التقديرات تشير إلى أنه سيتم طرح هذه القضية مرة أخرى للمداولة في سبتمبر/ أيلول المقبل.
تأتي تحركات بايدن بالتزامن مع رسالة وجهها 73 نائبا في الكونغرس الأمريكي ينتمون إلى الحزب الديمقراطي، نهاية الشهر الماضي، إلى الرئيس جو بايدن يطالبونه فيها بالتراجع عن سياسات ترامب المؤيدة لإسرائيل.
وحثت الرسالة الرئيس بايدن على اتخاذ عدد من التحركات لعكس ما يسمونه "تخلي إدارة ترامب عن سياسة الولايات المتحدة طويلة الأمد والحزبية" بشأن العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية.
وطالب الموقعون الرئيس الأمريكي بأن يعتبر المستوطنات الإسرائيلية غير شرعية والضفة الغربية محتلة، وهما أمران تعهدت إدارة ترامب بعدم فعلهما مطلقا.
وجاء في الرسالة: "أوضح أن الولايات المتحدة تعتبر المستوطنات غير متوافقة مع القانون الدولي من خلال إعادة إصدار توجيهات وزارة الخارجية والجمارك الأمريكية ذات الصلة بهذا المعنى".
كما دعت الرسالة بايدن إلى التخلي عن خطة ترامب للسلام، المعروفة بـ"صفقة القرن"، مشددة على ضرورة الضغط على إسرائيل لوقف الإخلاء المخطط للعائلات الفلسطينية من القدس الشرقية.