أظهرت تجربة جديدة طبقت على عينة أولية صغيرة تعتبر الأولى من نوعها في العالم، أن قطرات الأنف التي تحتوي على بكتيريا "صديقة" ومعدلة وراثيًا تحمي من أحد أكثر أشكال التهاب السحايا شيوعًا وخطورة.
وأثبتت الدراسة أن جميع المشاركين في التجربة ما زالوا يحملون البكتيريا المعدلة دون وجود أعراض في أنفهم أو أجسامهم لمدة 28 يومًا على الأقل، حيث أنتجت هذه البكتيريا المعدلة وراثيا استجابة مناعية قوية.
وبحسب مجلة "sciencealert" العلمية التي نشرت مقالا حول الموضوع، فإن تطبيق هذه الطريقة السريعة والمريحة لتوفير الحماية ضد العدوى يمكن أن يحجب الأنواع الأخرى من البكتيريا والأمراض، وهو أمر مطلوب بشدة في وقتنا الحالي مع زيادة مقاومة مضادات الميكروبات للأدوية الموجودة.
ويقول أستاذ الأمراض المعدية في جامعة "ساوثهامبتون" البريطانية، روبرت ريد، لقد "أظهر هذا العمل أنه من الممكن حماية الناس من الأمراض الشديدة باستخدام قطرات الأنف التي تحتوي على بكتيريا صديقة معدلة وراثيًا".
واضاف الباحث: "نعتقد أن هذا سيكون وسيلة ناجحة وشائعة للغاية لحماية الناس من مجموعة واسعة من الأمراض في المستقبل".
لكن لسوء الحظ، في بعض الحالات يمكن أن تغزو هذه البكتيريا مجرى الدم، ما يؤدي إلى حالات مهددة للحياة مثل التهاب السحايا القاتل.
وتم إدخال تعديلات جينية على هذه البكتيريا أطلق عليها (البكتيريا المعدلة) الباحثون اسم (GM-Nlac) وتم تقديمها كمستضد لجهاز المناعة لدى الأشخاص في التجربة.
المستضدات هي عبارة عن مواد مختلفة يمكن أن تستخدمها في أجهزتنا المناعية لتوليد أجسام مضادة ضد مسببات الأمراض المرتبطة بها.
وكتب الباحثون في ورقتهم المنشورة: "يمكن نشر (GM-Nlac) (البكتيريا المعدلة) في جسم الإنسان بأمان، وإبقائها على قيد الحياة في مكانها البيولوجي، ويمكن القضاء عليها بشكل فعال حسب الضرورة دون انتقال عدواها إلى البالغين الآخرين الذين يعيشون بالقرب من المشاركين في الدراسة".