يرى رئيس تحضيرية مؤتمر عدن الجامع، رئيس حزب العمل الديمقراطي النهضوي وعضو الهيئة الدولية لفض النزاعات الدبلوماسية والسياسية، الدكتور إيهاب عبد القادر، أن: "عودة البرلمان التابع للشرعية في اليمن إلى الجنوب، تأتي كرد فعل على ما صدر عن برلمان صنعاء بفصل عدد من النواب خلال الأسابيع الماضية، علاوة على ذلك فإن برلمان هادي (البرلمان الثاني) غير شرعي ويحاول أن يشرعن لنفسه، حيث جاءت الجلسة الأولى التي عقدت قبل عامين ونصف لتتويج البركاني رئيسا للبرلمان الثاني، حيث نعيش فعليا حالة من الانقسام بين الجنوب والشمال، فالشرعية تتمسك بوجود البرلمان في المناطق الجنوبية المحررة، كما يسمونها، من أجل استعادة السلطة التشريعية التي سلبها منها الحوثيون (أنصار الله)".
التواجد الهش
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن: "محاولة الشرعية خلق تواجد لها، لن يكون سوى تواجد هش، لأن الحوثيين فرضوا أنفسهم في الشمال، كما فرض المجلس الانتقالي نفسه في الجنوب".
وأشار إلى أن: "البرلمان سواء كان في الشمال أو الجنوب منتهي الصلاحية، لكن نتيجة لظروف الحرب ما زالوا مستمرين ومشرعنين لأنفسهم، ومعظم الأعضاء من الجنوب والمحافظات الشمالية التابعة للرئيس هادي غير متواجدين على الأرض، إنما يتواجدون في الرياض".
وأكد عبد القادر أن: "برلمان البركاني قد يتمكن من عقد جلساته في سيؤون التي تقع تحت سيطرة الإصلاح والشرعية وهي مكان آمن لعقد اجتماعاتهم، وتعد تلك الجلسة مفروضة من جانب السعودية، وهي آخر الأوراق التي تلعب بها الرياض بعد إخفاقها في الجنوب وفي التحالف الموجه نحو الحوثيين، والآن نسمع عن عودة للقوات الإماراتية من جديد في اليمن".
لقاء عابر
وتابع رئيس تحضيرية مؤتمر عدن: "لا أعتقد أن برلمان سيؤون سوف يتطرق إلى وضع المجلس الانتقالي كقوة ضاربة على الأرض، كما ابتعد عن هذا الأمر في جلسته الأولى التي عقدت قبل حوالي عامين ونصف من الآن، وهذه الجلسة سوف تكون مجرد لقاء عابر في إطار ترتيب البيت الداخلي في المناطق المحررة".
من جانبه، قال رئيس مركز جهود للدراسات باليمن، الدكتور عبد الستار الشميري: "بإمكان مجلس النواب عقد جلسات في حضرموت أو سيؤون وحتى في عدن، فليس الأمر عسيرا، كما يمكن أن يجتمع في تعز وحتى في مأرب، حيث أن هناك رقعة كبيرة تحت سيطرة الشرعية، تمكنها من تأمين عقد مثل تلك الجلسات".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "المشكلة أن هناك تراخي كبير في آداء المجلس، علاوة على بعض الخلافات البينية بين الأعضاء وأيضا بين الكتل البرلمانية، حيث يحاول حزب الإصلاح سحب البرلمان إلى مربعات خارج نطاق عمله، كما أن عدم وجود الحكومة واستقرارها في عدن يلعب دورا كبيرا في تأخر آداء البرلمان وتأمين مقراته".
ملفات عالقة
وتابع رئيس مركز جهود، أن: "هناك جدول أعمال كبير للبرلمان في هذا الاجتماع، وهناك اشتباك مع الحكومة، كما أن الجلسة سوف تجدد للهيئة الرئاسية السابقة، وسوف يبحث البرلمان بعض الإشكاليات مع التحالف، من بينها العمليات العسكرية والتأخر في محافظة البيضاء، هذا بالإضافة إلى بعض الملفات الاقتصادية وعلى رأسها تدهور الريال اليمني والذي وصل إلى أكثر من ألف و100 ريال مقابل الدولار الواحد، في سابقة خطيرة تجعل محصلة الريال اليمني صفرا وتفاقم من الأزمة الاقتصادية ومعدلات الفقر".
وأشار الشميري إلى أن: "هناك إشكاليات كبيرة في المسرح الداخلي لمؤسسات الشرعية، حيث لم يستكمل اتفاق الرياض حتى الآن، والحكومة لا تؤدي واجباتها، كما تدهور الاقتصاد بصورة كبيرة جدا وأكثر مما كان في السابق، علاوة على أن ملف الخدمات يكاد يكون مغلقا، والملف الأمني متردي، كما تجزأت مكونات الشرعية والهوية اليمنية، والمخاوف الأكثر هو كيفية التوافق على رئيس جديد إذا ما حالت الظروف الصحية للرئيس هادي دون قيامه بمهام عمله".
ووصل رئيس مجلس النواب سلطان البركاني ونائباه عبدالعزيز جباري ومحمد الشدادي، الثلاثاء الماضي إلى مدينة سيئون وكان في استقبالهم نائب رئيس البرلمان محسن باصرة وقيادات السلطة المحلية والأمنية والعسكرية ووزير الداخلية، بجانب قيادة مؤتمر حضرموت الجامع ومرجعيات الوادي والصحراء.
وتعد هذه هى المرة الأولى التي يزور فيها رئيس البرلمان ونوابه مدينة سيئون واليمن، منذ عقد البرلمان الجلسة الأولى في المدينة ذاتها في إبريل/نيسان 2019، حيث تم خلالها انتخاب أعضاء هيئة الرئاسة الحالية و أقروا الموازنة المالية للحكومة اليمنية المعترف بها.
وتقود السعودية، منذ مارس/ آذار 2015، تحالفا عسكريا من دول عربية وإسلامية، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال وغرب اليمن، سيطرت عليها الجماعة أواخر 2014.
وبالمقابل تنفذ جماعة "أنصار الله" هجمات بطائرات بدون طيار، وصواريخ باليستية، وقوارب مفخخة؛ تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن، وداخل أراضي المملكة.
وقد اجتمعت أطراف النزاع في اليمن في ديسمبر/كانون الأول 2018، لأول مرة منذ عدة سنوات، على طاولة المفاوضات، التي نظمت تحت رعاية الأمم المتحدة في ستوكهولم. وتمكنوا من التوصل إلى عدد من الاتفاقيات المهمة، لا سيما بشأن تبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار في مدينة الحديدة الاستراتيجية ووضعها تحت سيطرة الأمم المتحدة.