كم عاما ستظل الحرب مشتعلة بعد مجيء المبعوث الأممي الرابع إلى اليمن؟

عاد الحديث مجددا حول المبعوث الأممي الرابع إلى اليمن، الذي يخلف البريطاني مارتن غريفيث، وسط حالة من التشاؤم حول إمكانية تحقيق أي تقدم، ما لم تكن هناك إرادة حقيقية لدى كل الأطراف، ترمي لإنهاء معاناة اليمنيين.
Sputnik

فما الذي يحمله السويدي جراند بيرغ إلى اليمن؟

بداية يقول رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية، عبد الكريم سالم الساعدي، إلى هذه اللحظة لم نطالع أي تصريحات للمبعوث الأممي الجديد "الرابع" إلى اليمن، ولم نطالع خططا أو أفكارا نستطيع أن نقول عنها، أنها تخالف ما اتبعه سلفه من المبعوثين الأمميين.

أوضاع معقدة

جروندبرج مبعوثا للأمم المتحدة إلى اليمن خلفا لغريفيث
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، أكد أن ما يظهره الواقع المحلي يشير إلى أنه لا جديد على الأرض قد يساعد المبعوث الرابع لكي يقوم بالبناء عليه لتحقيق ما عجز عنه اسلافه.

وتابع رئيس تجمع القوى المدنية، أما على المستوى الإقليمي والدولي، فنرى أن الصراع يتشعب في هذا الاتجاه، تماشيا مع صعود وهبوط مستوى التلاقي والاختلاف حول ملفات إقليمية ودولية، تمثل فيها بعض القوى الإقليمية والدولية أطرافا فاعلة في الشأن والملف اليمني، وماحالة تأخير الصين في إعلان موافقتها على تعيين المبعوث الرابع، إلا نموذج يُنبىء عن رغبة صينية في الدخول على مسار الأزمة اليمنية، وهذا سوف سيزيد من تعقد الأمور، فاليمن لاتنقصه الأطراف التي تتنازع النفوذ فيه، في ظل الظروف التي يمر بها والتي تقريبا قضت على كل مقدراته.

مشرفين على الأزمة

وقال الساعدي، أما ما يخص تعدد المبعوثين في اليمن، فإننا ننظر إليه كمؤشر على عجز المنظمة الدولية عن القيام بمهامها، أربعة مبعوثين خلال سبع سنوات حرب يُعد رقم قياسي، واعتقد أن سبب الفشل يعود إلى عجز المنظمة ومبعوثيها عن تبني خطط وأفكار متنوعة، تحاكي طبيعة الصراع في اليمن، وتراعي الظروف الاجتماعية والاقتصادية، بل كان اعتمادها الكلي على مراعاة الأطراف المتصارعة محليا "الأدوات" ومغازلة داعميها الإقليميين، وهو الأمر الذي جعل من المبعوثين مجرد مشرفين على إدارة الأزمة في اليمن، ولا يمتلكون القدرة على صناعة الحلول وفرضها.

إصرار وتعنت

من جانبه يقول، العميد ثابت حسين، الخبير الإستراتيجي الجنوبي، إن المبعوث الأممي الرابع إلى اليمن يأتي بعد 7 سنوات من الحرب، ويتساءل المراقبون عما في جعبة المبعوث السويدي، لم تحمله جيوب من سبقوه، من بن عمر، وإسماعيل ولد الشيخ ومارتن غريفيث، و الذين ارتطمت جهودهم جميعا، بإصرار "أنصار الله" (الحوثيين) على استمرار الحرب بكلفتها الباهظة على اليمنيين.

لماذا فشل المبعوث الأممي إلى اليمن "مارتن غريفيث".. وما الذي ينتظر المبعوث القادم؟
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أتذكر أن محمد علي الحوثي غرّد على حسابه في "تويتر" قائلا: "لن يأتي أي مبعوث جديد بجديد ولا يمكنه كسر الجليد"، وهذا يعني أن الحوثيين يضعون دائما شروطهم المتعنتة أمام أي جهود لوقف الحرب وإحلال السلام العادل والشامل.

وتابع الخبير الاستراتيجي، المبعوث الجديد في الواقع ليس جديدا على الملف اليمني، فهو سفير الاتحاد الأوروبي في البلاد حتى وقت تعيينه، وقد عبر في مايو/أيار الماضي عن رؤيته للحل، في مقال أكد فيه أنه يمكن للحرب في اليمن أن تنتهي ويمكن إعادة بناء اليمن ليسودها السلام والازدهار.

موقف أوروبي

وأوضح حسين، لكن هذا التفاؤل السابق الذي صرح به في المقال الذي ذكرناه، ربطه المبعوث الأممي بمدى جدية وشجاعة الأطراف اليمنية، وما يميز هذا المبعوث أنه يتسلح لموقف الاتحاد الأوروبي الجدي لإنهاء حرب اليمن، ومن وجهة نظري الشخصية مفتاح الحل بيد الأطراف الفاعلة على الأرض، وهم الحوثيون في الشمال والمجلس الانتقالي في الجنوب، إضافة إلى السعودية وإيران ومن خلفهم الولايات المتحدة.

وتقود السعودية، منذ مارس/ آذار 2015، تحالفا عسكريا من دول عربية وإسلامية، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال وغرب اليمن، سيطرت عليها الجماعة أواخر 2014.

وبالمقابل تنفذ جماعة "أنصار الله" هجمات بطائرات بدون طيار، وصواريخ باليستية، وقوارب مفخخة؛ تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن، وداخل أراضي المملكة.

وقد اجتمعت أطراف النزاع في اليمن في ديسمبر/كانون الأول 2018، لأول مرة منذ عدة سنوات، على طاولة المفاوضات، التي نظمت تحت رعاية الأمم المتحدة في ستوكهولم. وتمكنوا من التوصل إلى عدد من الاتفاقيات المهمة، لا سيما بشأن تبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار في مدينة الحديدة الاستراتيجية ووضعها تحت سيطرة الأمم المتحدة. 

مناقشة