ويتزامن المؤتمر، الذي سيعقد في باريس، مع الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت، وكانت فرنسا والأمم المتحدة قررت تنظيم المؤتمر لدعم لبنان إثر اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري عن تشكيل حكومة لبنانية منتصف شهر يوليو/ تموز الماضي.
دعم وغضب
اعتبر مصطفى الطوسة، المحلل السياسي المقيم في فرنسا، أن باريس تريد أن تنظم هذا المؤتمر الدولي لتقديم المساعدة إلى لبنان في الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت، واحتفالا بتكوين حكومة لبنانية تفعل الإجراءات الإصلاحية للاقتصاد اللبناني.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فإن هناك خيبة أمل فرنسية وأوروبية من أن هذه الحكومة لن ترى النور في هذه المناسبة، وأن هناك بوادر توتر وتشنج ظهرت بين رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي والرئيس ميشال عون، وأن الإشكاليات التي كانت مطروحة مع سعد الحريري والتي أجلت حكومة لمدة 9 أشهر لا تزال تمثل نفس الإشكاليات التي تعرقل ولادة هذه الحكومة، ومن ثم خيبة أمل المجتمع الدولي وعلى رأسهم فرنسا المدافع دوليا عن مصالح الشعب اللبناني.
ويرى الطوسة أن هذا المؤتمر سينعقد لإحياء الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت لكن أيضا مع خيبة أمل دولية من وجود تناقضات بالطبقة السياسية وعدم وعيها وانخراطها في المسلسل الإنقاذي اللبناني.
وتابع: "لا شك أن وتيرة التصعيد الدولي تجاه الطبقة السياسية مع تفعيل الإطار الأوروبي لفرض عقوبات على هذه الطبقة السياسية سيبقى الحل الوحيد الذي تملكه المجموعة الدولية للضغط على لبنان".
وأوضح أن إيصال المساعدات للشعب اللبناني عبر المنظمات غير الحكومية سيكون عنوان المرحلة المقبلة، مع تنامي الغضب وخيبة الأمل والامتعاض الفرنسي والأوروبي من الطبقة السياسية اللبنانية التي أظهرت عجزها وعدم قدرتها على تشكيل هذه الحكومة التي ينتظرها الكل من أجل تنفيذ الإجراءات الإصلاحية، وإعطاء الضوء الأخضر للدعم الدولي الحقيقي للبنان والاقتصاد اللبناني.
دعاية إعلامية
اعتبر ميخائيل عوض، المحلل السياسي اللبناني، أن حديث المؤتمرات والإسناد لدعم لبنان مجرد أحاديث إعلامية لتغطية نهب المنظومة والطبقة السياسية لأموال البلاد، حيث نهبت ما يزيد عن 380 مليار دولار، هي واردات الدولة وودائع اللبنانيين، مؤكدا أن مؤتمرات باريس 1 و2 وباريس 3، وسيدر وغيرها من المؤتمرات لم تف أي منها بوعودها.
ويرى المحلل اللبناني أن المؤتمر الجديد مجرد حملة دعاية إعلامية للقول بإن فرنسا لا تزال تهتم بلبنان، في حين أنها لم توف يوما بالتزاماتها، وكذلك فعلت مؤتمرات ووعود القمم العربية التي أطلقتها النظم العربية وتبينت أن جميعها كاذبة، مؤتمرات الدعم لم تكن إلا ذر الرماد في العيون.
- ويصنف البنك الدولي الانهيار الاقتصادي في لبنان بأنه من بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850.
وقبل أسبوعين، قال وزير الخارجية الفرنسي، جان إي لودريان، إن دول الاتحاد الأوروبي توافقت على وضع قانون عقوبات للضغط على السلطات في لبنان لتشكيل حكومة، في وقت يستمر فيه تعطل مساعي تشكل حكومة.
وقال لودريان، في تصريحات صحفية نقلها موقع المجلس الأوروبي: "لبنان يدمر نفسه منذ عدة أشهر، والشعب يعيش وضعا كارثيا، وقد كررنا للسلطات اللبنانية منذ عدة أشهر الدعوة لتشكيل حكومة وللقيام بالإصلاحات اللازمة".
وكشف أنه "هناك إجماع سياسي داخل الاتحاد الأوروبي توصلنا إليه منذ لحظات لوضع إطار قانون لفرض عقوبات قبل نهاية الشهر الجاري، أي قبل الذكرى السنوية لانفجار مرفأ بيروت، لكي نضغط على السلطات حتى تشكل الحكومة وتقوم بالإصلاحات اللازمة والضرورية".