تصريح البيت الأبيض والتصريحات المشابهة التي خرجت عن الإدارة الأمريكية في الأيام الماضية، توحي بأن ضوءًا أخضر من أمريكا مُنح لإسرائيل من أجل شن عملية عسكرية ضد إيران.
وفي الوقت الذي أكد المراقبون فيه عدم قدرة إسرائيل على القيام بعملية عسكرية واسعة ضد إيران، أكد البعض إمكانية أن تكون هناك عملية محدودة ضد مصالح طهران في عدد من ساحات الصراع السورية أو اللبنانية أو العراقية.
ضوء أخضر أمريكي
قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، إن الخطوات الإيرانية تشكل تحديًا وتهديدًا في ظل برنامج نووي غير مقيد، مؤكدة أن إسرائيل لديها حرية اتخاذ القرارات التي تراها مناسبة بشأن إيران.
وكان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أعلن قبل يومين، أن بلاده تقوم حاليا بالتنسيق الوثيق مع المملكة المتحدة وإسرائيل ورومانيا، للرد الجماعي بشأن هجوم إيران على السفينة التجارية "ميرسر ستريت".
وألقت الولايات المتحدة باللوم على إيران في هجوم طائرات بدون طيار على سفينة تجارية في بحر العرب، وراح ضحية الهجوم شخصان.
عمليات محدودة
اعتبر محمد محسن أبوالنور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية (أفايب)، أن التصريحات الأمريكية التي تقول لإسرائيل إن عليها التصرف فيما يتعلق بأمنها مع إيران، تشير بأن هناك دعمًا لوجستيا وسياسيا وإعلاميا واستخباراتيا وعسكريا أمريكيا لإسرائيل في القيام بعمليات ردع محدودة ضد إيران.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، هناك 3 ساحات صراع تم التحضير لها من قبل إسرائيل للرد على إيران بعد عملية الناقلة البحرية، أولها الساحة البحرية الواقعة في منطقة جنوب مضيق هرمز، حيث بدأت إسرائيل مؤخرًا الانخراط فيها من خلال التحرك العسكري بعد توقيع اتفاقيات السلام وتطبيع العلاقات مع بعض الدول الخليجية.
وتابع: "وكذلك منطقة شرقي المتوسط قبالة السواحل اللبنانية والسورية، تملك إسرائيل فيها إسطولًا عسكريًا، ونفوذًا بحريًا، وقادرة على القيام بعمليات نوعية ضد المصالح الإيرانية الموجودة في هذه المنطقة.
عمليات نوعية
الساحة الثانية بحسب أبوالنور، تقع في الحدود الشمالية لإسرائيل، حيث يمكنها القيام ببعض العمليات ضد المصالح الإيرانية في سوريا ولبنان، أما الساحة الثالثة للصراع فتقع في المنطقة العراقية، وقد تتمكن إسرائيل نوعًا ما من الرد هناك.
ويرى أبو النور، أن الأمر الرادع في هذا السياق أن إسرائيل لديها القدرة على القيام بعمليات نوعية في قلب إيران، خاصة أنها تمكنت من سرقة الأرشيف النووي الإيراني بالكامل، بحسب اعتراف الرئيس روحاني، وكذلك اغتالت العالم النووي محسن فخري زادة، والقيادي الجهادي أبو محمد المصري، فكل هذه الأمور تشي بأن إسرائيل بالفعل لديها القدرة على القيام بعمليات نوعية ضد إيران.
ويعتقد رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، أن أمريكا لن تسمح بعملية موسعة ضد إيران، لكنها أعطت الضوء الأخضر لعمليات محدودة تقلم أظافر إيران إقليميًا، وتخفض من تموضعها المحتمل على طاولة المفاوضات، في جولتها الجديدة المرتقبة خلال الشهر الجاري.
ضغوط أمريكية
بدوره اعتبر عماد ابشناس، المحلل السياسي الإيراني أن إسرائيل لديها حرية قرار في التعامل مع كامل الملفات التي تخصها، حيث لا يتمكن أحد من محاسبتها على الجرائم التي ارتكبتها ضد البشرية في الكثير من الساحات.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، إسرائيل لا يمكنها القيام بأي عملية عسكرية ضد إيران، ولو كانت تملك هذه القدرة على مواجهة طهران، لما كانت انتظرت حتى هذه اللحظة.
ويرى أن كل التصريحات الأمريكية والإسرائيلية في هذا الخصوص ما هي إلا ممارسات سياسية للضغط على الحكومة الإيرانية الجديدة، والرئيس الجديد بعد تسلم الدولة.
تصريحات إسرائيلية
وتعرضت سفينة "ميرسر ستريت" التابعة شركة الشحن "زودياك" التي تديرها عائلة عوفر الإسرائيلية، يوم الخميس الماضي، لهجوم في خليج عمان، أسفر عن مقتل اثنين من أفراد الطاقم، بريطاني وروماني.
واتهمت إسرائيل إيران صراحة بالوقوف خلف الهجوم، وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، أن بلاده تعرف كيف "ترد بمفردها" على إيران، مضيفًا: "بخصوص السفينة والملف الإيراني بشكل عام فنحن نعمل على حشد العالم ولكن في موازاة ذلك،نعلم أيضا كيف نعمل بمفردنا".
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة قد وصف اتهامات وزيري الخارجية البريطاني والأمريكي لبلاده بأنها تقف وراء الهجوم الذي استهدف ناقلة النفط بـ"التصريحات الفارغة"، مؤكدا أن بلاده "سترد على الفور بقوة وحزم على أي مغامرة محتملة".