أعلن وزير المياه الأردني محمد النجار، في شهر يونيو/ حزيران الماضي، أن مشروع "ناقل البحرين" الذي يربط بين البحرين الأحمر والميت "أصبح الآن في خبر كان بسبب عدم وجود اتفاق بين أطراف المشروع.
مشروع وطني
ويعمل مشروع الناقل الوطني، الذي تعكف وزارة المياه والري على تأهيل أفضل 5 ائتلافات من بين 13 ائتلافا، تقدمت لتنفيذه من العقبة للمحافظات كافة، بحسب "الغد".
ويعتبر المشروع هو الخيار الاستراتيجي المائي المتاح للأردنيين، لسد جزء من العجز المائي المتزايد، لاسيما عقب خروج مشروع ناقل البحرين الإقليمي (الأحمر- الميت) من سلم أولويات البنك الدولي مؤخرا.
يذكر أن مجموعة البنك الدولي قد أكدت في إطار الشراكة القطرية لمجموعة البنك الدولي للأردن للسنوات المالية 2017-2022، أن "مشروع المياه الإقليمي "مشروع البحر الأحمر - البحر الميت" الذي تم وضعه في بداية فترة إطار الشراكة القطرية لم يعد من ضمن المشاريع المنوي تنفيذها، والسبب في ذلك هو عدم وجود اتفاق حكومي على معالم المشروع".
تحلية المياه هو الحل
اعتبر الدكتور إلياس سلامة، خبير المياه الجوفية الأردني، أن "الأردن كان يعول كثيرا على مشروع ربط البحر الأحمر بالبحر الميت، لإنقاذ البحر الميت وتزويد السكان بمياه عذبة للشرب، إلا أن تلكؤ إسرائيل في المشروع أدى إلى فشل تنفيذه في الوقت الحالي".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، فإن "الأردن لم يبدأ في تحضير البدائل لهذا المشروع في الوقت المناسب، ما أدى إلى الوصول للمرحلة الحالية، وهو وضع الشح المائي الكبير في الأردن".
وأكد الخبير المائي أن "هناك توجها في الأردن حاليا على تحلية مياه العقبة، وتزويد السكان الأردنيين بالمياه الصالحة للشرب، ورغم احتياج هذا المشروع لسنوات طويلة من أجل التنفيذ، إلا أن مجرد الانطلاق ستبدأ الأمور المائية في الوصول لوضع مريح داخل الأردن".
ويرى سلامة أن
"مشروع البحر الأحمر – البحر الميت" أكثر كلفة من الناحية الفنية والاقتصادية من مشاريع أخرى يمكن القيام بها لإنقاذ البحر الميت، خاصة أن إسرائيل ضمن شركاء المشروع ومن حقها غض الطرف عنه".
وأشار إلى أن "مشروع ناقل البحرين فشل في الوقت الحالي، نظرا لعدم تمكن دولة واحدة من تنفيذه، نظرا لأن البحر الميت تشترك فيه الدول الثلاث الأردن وفلسطين وإسرائيل".
ويعتقد خبير المياه الأردني، أن "الحل الوحيد الآن تنفيذ تحلية مياه البحر من خلال مشاريع تحت السيادة الأردنية لإنقاذ البلاد من خطر الشح المائي".
أزمة مائية
بدوره أكد الدكتور نضال الطعاني، المحلل الأردني وعضو مجلس النواب السابق، أن "مشروع ناقل البحرين من المشاريع المائية التي تسد جزءا من العجز المائي لدى الأردن وتزود الجانب الآخر بكمية مياه أكثر من الأردن".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، "كان من ضمن أهمية مشروع ناقل البحرين إنعاش المناطق المجاورة لهذه القناة بالإضافة لحماية البحر الميت من الانحصار السنوي في منسوبه، وهذا تهديد ليس للأردن فقط لذلك ستكون قناة البحرين متطلب لجميع الأطراف بعد عدة سنوات".
ويرى الطعاني أن
"موضوع نقص المياه في الأردن مشكلة شائكة وتحدي كبير وكل المواطنين والمسؤولين يتحملون المسؤولية وتحدياتها في معالجة نقص المياه، ولاسيما بعد موافقة إسرائيل بزيادة المياه إلى الأردن عن الحصة المتفق عليها وبأسعار توافقية ما بين وزارة المياة الأردنية وإسرائيل".
والشهر الماضي، وافقت إسرائيل على إمداد الأردن بـ50 مليون متر مكعب إضافية من المياه المشتراة، بحسب بيان لوزارة الخارجية الأردنية.
وتعاني الأردن من أزمة نقص المياه، إذ تواجه البلاد عجزا مائيا يبلغ نحو 15 مليون متر مكعب، حسبما كشفت وزارة المياه والري الأردنية.
يشار إلى أن موافقة إسرائيل على زيادة الصادرات الأردنية إلى الضفة يأتي ضمن بروتوكول باريس الذي تم توقيعه في العاصمة الفرنسية، في الـ 29 من نيسان/ أبريل 1994، ليمثل الشق الاقتصادي لاتفاقية أوسلو التي مهدّت فيما بعد لقيام السلطة الفلسطينية على أجزاء من الضفة الغربية وقطاع غزة.