اكتشف رجال الضابط الفرنسي، بيير فرانسوا بوشار، لوحا حجريا مصريا قديما، بتاريخ 19 يوليو/ تموز في عام 1799، أثناء قيامهم بتنفيذ تحصينات ضد القوات العثمانية، بعد احتلالهم حصنا مهدما في منطقة رشيد بمصر، لكنهم لم يعلموا أنهم اكتشفوا حجرا "قد يغير العالم" وفق "ناشيونال جيوغرافيك".
وعلى الرغم من أن النص غير مكتمل على الصخرة المكتشفة التي أطلق عليها اسم "حجر رشيد"، لأنها جزء من شاهدة مكسورة، إلا أنها لا تقدر بثمن وتعتبر من أهم اكتشافات العالم.
حجر رشيد سبب هزيمة كبيرة لنابليون
بحسب المقال، "عندما قاد نابليون حملته لاحتلال مصر، ضد الإمبراطورية الهثمانية، كان العلماء والمؤرخون جزءًا من القوة الغازية"، وتدفقوا إلى البلاد (مصر) لتوثيق ما وجدوه هناك من آثار نفيسة، وجمع علماء المصريات عددا كبيرا من القطع الأثرية القديمة التي أرادوا إرسالها إلى فرنسا، بما في ذلك حجر رشيد.
لكن البريطانيين من جهة أخرى، أرادوا دخول مصر أيضا، وفي عام 1801 انتصروا على القوات الفرنسية. وسُمح للقوات الفرنسية بإخلاء مواقعها "لكن البريطانيين طالبوا بتسليم مجموعة الآثار قبل المغادرة".
وبذلك غادر حجر رشيد بلاده مصر في عام 1802، إلى لندن، حيث تم عرضه في المتحف البريطاني فور وصوله تقريبًا.
واعتبرت المجلة أن "هذا هو السبب الوحيد الذي جعل من هزيمة نابليون العسكرية في مصر انتصارا تاريخيا لبريطانيا"، على حد وصفها.
أكدت المجلة أن الحجر كان له رمزية سرية أكثر من الجمالية، و"لطالما حير العلماء حول معنى العلامات الشبيهة بالصور، والمعروفة باسم الهيروغليفية، المصنوعة على الألواح المصرية القديمة".
ونظرا لاحتوائه على ثلاث لغات متطابقة "اعتقد العلماء أن حجر رشيد قد يكون قادرًا على المساعدة في حل اللغز التاريخي لمصر القديمة".
وتسابق العلماء في جميع أنحاء العالم لمحاولة ترجمة رموز الحجر، حيث اعتبر العالم البريطاني الشهير، توماس يونغ، أن لغز حجر رشيد هو "معادلة رياضية"، حيث ترجم نصوصه إلى اليونانية القديمة، وقام بتدوين ملاحظات مستفيضة عن الهيروغليفية وحاول بشكل منهجي مطابقة كل صورة بترجمتها. وقارن الصور الرمزية بتلك الموجودة على التماثيل الأخرى.
لماذا أغمي على العالم الشهير شامبليون؟
العالم الفرنسي الشهير المعروف باسم مؤسس علم المصريات، جان فرانسوا شامبليون، هو الذي حل في النهاية الشفرة في عام 1822. حيث كان شامبليون يجيد اللغة القبطية ولديه معرفة واسعة بمصر.
واكتشف شامبليون أن الخط الديموطيقي (الكتابة الديموطيقية إحدى الخطوط المصرية القديمة التي كانت تستخدم في تدوين النصوص الدينية)، وهو نظام الكتابة الثالث المنقوش على الشاهدة، ينقل المقاطع وأن الحروف الهيروغليفية تمثل الأصوات القبطية.
وعندما حل شامبليون هذا اللغز "ركض منتشيا إلى مكتب شقيقه وهو يصرخ: علاقة غرامية مبهجة! (أي عرف العلاقة بين النصوص)". ثم أغمي عليه ولم يتعاف مدة خمسة أيام.
المجلة تتساءل: هل حجر الرشيد مسروق من مصر؟
اعتبرت المجلة أن ترجمه حجر رشيد بمثابة "العمود الفقري" لعلم المصريات، ووجهت تساؤلا: "لكن الحجر نفسه مثير للجدل باعتباره غنيمة للحرب والتوسع الاستعماري. هل تم نقل حجر رشيد إلى إنجلترا أم سرقه البريطانيون؟ هذا يعتمد على من يطرح السؤال!"، بحسب المصدر.
نوه المقال إلى وجود الكثير من الدعوات المتكررة لإعادة الحجر الثمين إلى مصر، لكنه لا يزال قابعا في المتحف البريطاني، حيث يستقبل أكثر من ستة ملايين زائر سنويا.