قال الأدميرال المتقاعد جيمس ستافريديس، الذي شارك في حرب أفغانستان لنحو عقد من الزمان، إن الشعب الأمريكي أراد تلك الحرب المرهقة أن تنتهي وطالب بذلك خلال حكم العديد من الرؤساء الأمريكيين.
كيف سقطت كابول؟
تحدث الضابط الأمريكي الكبير عن رحلته إلى أفغانستان، التي بدأت في الـ 11 من سبتمبر/ أيلول عام 2001، عندما رأي طائرة "بوينغ 757" التي اصطدمت بالمبنى، الذي كان يعمل به.
وبعد ذلك بدأت رحلته مع الحرب على الإرهاب بفرقة خاصة من العسكريين الذين كانت مهمتهم تندرج ضمن تلك الحرب العالمية، مشيرا إلى أنه عمل في العديد من المهام بعدها حتى أصبح مسؤولا عن مهام استراتيجية بشأن أفغانستان، عندما كان يتولى منصب القيادة العليا لحلف "الناتو".
الحروب الأبدية
يقول الضابط الأمريكي إنه بدأ رحلته عام 2001 مع ما أصبح يطلق عليها لاحقا "الحروب الأبدية"، التي بدأت في أفغانستان ووصلت إلى العراق، حتى تقاعد عام 2013.
وتابع: "أحدثت تلك الحروب تغييرا كبيرا في الجيش الأمريكي"، مضيفا: "أشاهد الآن الإنسحاب الفوضوي للقوات الأمريكية من أفغانستان وسقوط كابول بحزن شديد".
ما هي حصيلة حرب أفغانستان؟
يقول الأدميرال المتقاعد جيمس ستافريديس، إن تلك الحرب راح ضحيتها أكثر من 3 آلاف جندي من القوات الأمريكية وقوات الحلفاء، وتسببت في إصابات كبيرة لعشرت الآلاف من الجنود، بينما وصلت نفقاتها إلى آلاف المليارات من الدولارات.
وتابع: "مئات الآلاف من الأفغان راحوا ضحايا لتلك الحرب ما بين قتيل وجريح".
هل تستحق حرب أفغانستان هذا الثمن؟
يقول القائد السابق بـ "الناتو": "كل حرب ينتج عنها إهدار للوقت والمال والدماء"، مضيفا: "لكني أعتقد أننا ذهبنا إلى أفغانستان ردا على هجمات الـ 11 من سبتمبر ودافعنا عن أمريكا عندما وقفنا على الجانب الآخر من العالم لمنع تكرار تلك الهجمات".
لماذا عادت طالبان؟
قال قائد القيادة العليا لحلف "الناتو" السابق، إن سقوط كابل في قبضة "طالبان" له عدة أسباب أبرزها عناد مقاتليها وأساليبهم المبتكرة ومرونتهم، إضافة إلى إصرارهم على مواصلة القتال دون هوادة.
ومثلها مثل أي حرب... يمكنك أن تتحدث عن مزايا العدو.
يقول جيمس ستافريديس: استخدمت طالبان كل الأساليب الناجحة التي يستخدمها المتمردون:
- إرهاب السكان المدنيين.
- مهاجمة المنشآت الحيوية.
- تقويض الاقتصاد.
- تنفيذ هجمات على قوات نظامية.
- اختراق وحدات الجيش الأفغاني.
- اتباع سياسة النفس الطويل لانهاك العدو.
لماذا لم نتعلم من التاريخ؟
يقول الضابط الأمريكي الكبير: "لماذا لم تتعلم الولايات المتحدة الأمريكية من التاريخ... ما حدث في أفغانستان تكرار لما حدث في فيتنام.
ويقول الضابط الأمريكي المتقاعد إن جميع الجهاديين حول العالم سيحتفلون بما وصفه بـ "انتصارين عظيمين" يفصل بينهما 20 عاما.
وتابع: "الأول هو سقوط برجي التجارة العالمية والثاني هو سقوط كابول".
متى سقطت كابول؟
أعلنت حركة "طالبان" (المحظورة في روسيا) أمس الأحد، 15 أغسطس/ آب 2021، سيطرتها على العاصمة الأفغانية كابول، حيث لم يتمكن الجيش الأفغاني من صدها، في الوقت الذي غادر فيه الرئيس أشرف غني البلاد.
وجاء ذلك عقب سحب أمريكا قواتها من البلاد بعد تدخل عسكري دام نحو عقدين من الزمان بدأتها عام 2001، عقب تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول.