تفتخر مملكة الحيوان بأعمار بعض مخلوقاتها الطويلة جدا، التي تتجاوز عمر الإنسان بمراحل، حيث قد يكون للإنسان "حد مطلق" للعمر قد يصل إلى 150 عاما، إلا أن هذا الرقم هو مرحلة صغيرة في حياة هذه الحيوانات، والتي تقدر أعمارها بالقرون وبعضها بآلاف السنين، بحسب المصادر.
الحوت مقوس الرأس... 200 عام
الحوت مقوس الرأس (Balaena mysticetus) هي أطول الثدييات عمرا، والذي يعرف أيضا باسم حوت غرينلاند الصائب وحوت الأرقتيق هو حيوان ثديي مائي، ينتمي إلى الحيتانيات، ويعيش في المحيط المتجمد الشمالي، حيث تصل أعمارها إلى 200 عام تقريبا بسبب وجود طفرة جينية تسمى (ERCC1) قادرة على إصلاح الحمض النووي التالف.
أسماك الروغي الصخرية... 205 أعوام
تعتبر أسماك الروغي الصخرية أو (Sebastes aleutianus) واحدة من أطول الأسماك عمرًا ويبلغ الحد الأقصى لعمرها حوالي 205 سنوات على الأقل.
وتعيش هذه الأسماك الوردية أو البنية في المحيط الهادئ من كاليفورنيا وصولا إلى اليابان. ويصل طولها إلى 38 بوصة (97 سم) وتتغذى على حيوانات أخرى مثل الروبيان والأسماك الصغيرة، وهي مهددة بالانقراض.
بلح لؤلؤة المياه العذبة... 280 عاما
يقوم بلح لؤلؤ المياه العذبة أو (Margaritifera margaritifera) بفتح أصدافه للقيام بعملية ترشح جزيئات الطعام من الماء. وتعيش بشكل أساسي في الأنهار والجداول ويمكن العثور عليها في أوروبا وأمريكا الشمالية.
وتشير الدراسات إلى أن أقدم بلح عثر عليه في المياه العذبة يبلغ من العمر 280 عامًا، وفقًا للصندوق العالمي للحياة البرية (WWF). حيث تتمتع هذه اللافقاريات بعمر طويل بفضل عملية التمثيل الغذائي المنخفضة لديها.
قرش غرينلاند... 272 عاما
تعيش أسماك قرش غرينلاند أو (Somniosus microcephalus) في أعماق المحيط المتجمد الشمالي والمحيط الأطلسي الشمالي.
يمكن أن يصل طولها إلى 24 قدمًا (7.3 مترًا) ولديها نظام غذائي يشمل مجموعة متنوعة من الحيوانات البحرية، بما في ذلك الأسماك والثدييات البحرية مثل الفقمة.
قدرت دراسة أجريت عام 2016 على أنسجة مستخلصة من عين قرش غرينلاند، ونشرت في مجلة "Science" العلمية، أن أسماك القرش هذه يمكن أن يكون لها عمر أقصى لا يقل عن 272 عامًا. قدرت الدراسة أن أكبر سمكة قرش رصدت وصل عمرها إلى حوالي 392 عامًا، واقترح الباحثون أن أسماك القرش هذه قد وصلت لأعمار 512 عامًا.
الديدان الأنبوبية... 300 عام
الديدان الأنبوبية هي لافقاريات تتمتع بعمر طويل وتعيش في البيئة الباردة وتتخذ من أعماق البحار مكانا لها. وجدت دراسة نشرت عام 2017 في مجلة "The Science of Nature" العلمية أن هذه الديدان تعيش بانتظام لمدة تصل إلى 200 عام، وبعض العينات عاشت لأكثر من 300 عام. تتمتع هذه الديدان بمعدل وفيات منخفض بسبب ندرة الحيوانات المفترسة في بيئتها.
محار البطلينوس المحيطي... 507 أعوام
يعيش محار البطلينوس المحيطي (Arctica islandica) في المياه المالحة شمالي المحيط الأطلسي لفترة أطول بكثير من الأنواع الأخرى ذات الصدفتين والتي تندرج في هذه القائمة.
وعثر في عام 2006 على واحدة منها قبالة سواحل أيسلندا، قدر عمرها بحوالي507 عامًا، وفقًا لمتحف ويلز الوطني البريطاني، أطلق على البطلينوس القديم اسم "مينغ" لأنه ولد في عام 1499 عندما حكمت أسرة مينج الصين (من 1368 إلى 1644).
الشعاب المرجانية... 4 آلاف عام
تبدو الشعاب المرجانية بشكل مشابه لأشكال الصخور والنباتات الملونة داخل المساه، لكنها في الواقع تتكون من هياكل خارجية للافقاريات تسمى "البوليبات".
تتكاثر هذه اللافقاريات باستمرار بشكل مشابه للأورام الحميدة وتستبدل نفسها عن طريق إنشاء نسخة متطابقة لنفسها وراثيًا، مما يؤدي بمرور الوقت إلى نمو هيكل الهيكل الخارجي للشعاب المرجانية بشكل أكبر وأكبر. لذلك يشكل عمر المرجان "جهدا جماعيا لمجموعة من أصل واحد".
ويمكن أن تعيش الشعاب المرجانية لمئات السنين أو أكثر، لكن الشعاب المرجانية السوداء الموجودة في المياه العميقة (Leiopathes sp) هي من بين الشعاب المرجانية الأطول عمرا في العالم، حيث قدرت أعمار عينات المرجان الأسود التي تم العثور عليها قبالة سواحل هاواي بحوالي 4265 عامًا.
مستعمرات الإسفنج الزجاجي... 11 ألف عام
يشبه الإسفنج في تكوينه الشعبا المرجانية، حيث يعيش في تجمعات على شكل مستعمرات، وتصل دورة حياتها لآلاف السنين.
ويعتبر الإسفنج الزجاجي من بين أطول أنواع الإسفنج عمرا على وجه الأرض، وتنتشر في أعماق المحيط، ولها أشكال عظمية تشبه الزجاج.
وقدرت دراسة نشرت عام 2012 في مجلة "Chemical Geology" أن الإسفنج الزجاجي الذي ينتمي إلى النوع "Monorhaphis chuni" كان عمره حوالي 11000 عام. وقد تكون أنواع الإسفنج الأخرى قادرة على العيش لفترة أطول.
قنديل البحر الخالد... معلومات من عالم الخيال
يُطلق العلماء على قديل البحر من نوع "Turritopsis dohrnii" اسم (قنديل البحر الخالد) لأنه من المحتمل أن يعيش إلى الأبد، حبحسب المصدر.
ويبدأ قنديل البحر هذا حياته على شكل يرقات، قبل يفرد أجزائه في قاع البحر على شكل سلاسل، تنتشر بشكل مشابه للسرطان الحميد، حيث تتحول هذه الأورام الصغيرة على أطرافها بالتالي إلى قناديل بحر جديدة.
ويعود أصل قنديل البحر هذا للبحر الأبيض المتوسط، وتكرر دورة حياتها هذه عدة مرات، وبالتالي لا تموت هذه المخلوقات أبدا في ظل الظروف المناسبة، بحسب بعض العلماء.
ويبلغ حجم قناديل البحر صغيرة منها أقل من 0.2 بوصة (4.5 ملم)، حيث يتم التهام الكثير منها من الحيوانات الأخرى كالأسماك وغيرها، وبالتالي تمنعها من تحقيق الخلود فعليًا.
الهيدرا... الجوفمعويات "خالدة"
الهيدرا هي مجموعة من اللافقاريات الصغيرة ذات الأجسام الناعمة التي تشبه إلى حد ما قنديل البحر، وتعتبر الهيدرا أو "العُدار" من أكثر الجوفمعويات شيوعاً وتكثر في مياه البرك العذبة، ويمثل حيوان الهيدرا نموذجاً بسيطاً لتركيب الحيوان الجوفمعوي أسطواني الجسم.
وبحسب "Live Science" لا يظهر على هذا المخلوق علامات التقدم العمر. تتكون هذه اللافقاريات بشكل كبير من الخلايا الجذعية، والتي تتجدد باستمرار من خلال عملية الازدواجية أو الاستنساخ.
ولا تعيش الهيدرا إلى الأبد في ظل الظروف الطبيعية، حيث تعاني من وجود التهديدات المختلفة كالحيوانات المفترسة والأمراض، ولكن بدون هذه التهديدات الخارجية، يمكن أن تكون "خالدة" بحسب المصدر.