اتخذت صحراء كريمي، مخرجة الأفلام الأفغانية، قرار الهروب من بلادها في وقت عصيب من تاريخ أفغانستان، ورغم علمها بحالة الفوضى التي تسود مطار كابول، ودوي انفجارات في بعض أجزاء من البلاد، لكنها اتخذت القرار الصائب، على حد قولها.
قصَّت صحراء كريمي لوكالة "رويترز" قصة هروبها من أفغانستان، بصحبة أخوتها وأبنائهم، والتي أوضحت إنها تمت بمساعدة من الحكومتين، التركية والأوكرانية، وذلك بعدما تركت منزلها وسيارتها ونقودها وكل ما تملك.
صحراء كريمي، وهي أول امرأة ترأس منظمة الفيلم الرسمية في بلادها، المخرجة البالغة من العمر 36 عاما، سبق أن دقت ناقوس الخطر من قبل، حيال عودة حركة "طالبان" (المحظورة في روسيا) للحكم في بلادها، متوقعة أن ذلك الأمر سيخنق بدوره صناعة السينما وحقوق النساء.
وأفادت كريمي بأن عناصر طالبان "لا يساندون الفن ولا يقدرون الثقافة، ولن يدعموا أبدا مثل تلك الأمور... كما أنهم يخشون من الفتيات المتعلمات اللائي يتمتعن بشخصة مستقلة" مشيرة إلى أن الحركة الأفغانية تريد للنساء أن يكن "مخفيات وغير مرئيات".
تحكي صحراء كيف تركت رحلتها مع البنك، دون جدوى، حيث فشلت في الحصول على أموالها، وهو ما دفعها إلى الركض في الشوارع، بعدما فشلت، أيضا، في العثور على سيارة أجرة في شوارع العاصمة الأفغانية، وهو ما بثته على صفحتها الرسمية على "انستغرام" لتحظى بعدها بأكثر من 1.3 مليون مشاهدة.
وتروي كريمي بحسرة كيف غادرت رحلة طيران أوكرانية مطار كابول، قبل أن تصعد إليها برفقة أخوتها وأبنائهم، حيث كان مقررا مغادرتها على متن رحلة مخصصة لإجلاء الأوكرانيين، إلا أن تدفق آلاف الأفغان على المطار أملا في الهرب، حال دون سفرها، آنذاك.
ورغم مغادرة تلك الرحلة، التي اعتقدت صحراء كريمي أن حياتها انتهت معها، والتي اعتبرتها أحلك لحظة في حياتها، خاصة مع تصورها أنها لن نستطيع الخروج من أفغانستان بعد، لرغبتها في حياة كريمة لبنات أخوتها، بدعوى منحهن الحرية والتعليم الكافيين لهن في الحياة المستقبلية، وهي الحياة التي لن تكون تحت حكم طالبان.
وهو ما دفعها إلى استمرار التواصل مع المسؤولين الأوكرانيين بهدف مساعدتها، ليبلغوها الانتظار في مطار كابول لفترة زمنية، شريطة الابتعاد عن الحشود الموجودة في المطار، وبالفعل نجحت صحراء كريمي في الابتعاد عن أفغانستان والوصول إلى أوكرانيا عبر رحلة تركية.