في البداية يؤكد محمد الصبان، المستشار الاقتصادي والنفطي الدولي، على استمرار ارتفاع أسعار الغاز خلال الفترة القادمة، ويرجع ذلك إلى أن هناك هجمة كبيرة على الوقود الإحفوري بحجة تغير المناخ.
الارتفاع مستمر
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "وقد سمعنا مطالبات وكالة الطاقة الدولية للشركات والدول بعدم الاستثمار في النفط والغاز، ولا أعتقد أن هذا الأمر سوف يؤدي إلى تقليل نسب غازات الاحتباس الحراري، وبأن هذا الأمر سوف يؤدي الى ارتفاعات متتالية في أسعار النفط والغاز الطبيعي، وهذا سيؤدي بدوره الى أزمة كبيرة في الطاقة، لم يتم احتساب أبعادها بعد".
وأشار المستشار النفطي، إلى أن الدعوة بعدم الاستثمار من قبل وكالة الطاقة الدولية لا معنى لها، وهى دعوة خيالية من أجل التحول أو الوصول إلى المستوى الصفري في الانبعاثات بحلول عام 2050، لأن العالم لايزال يحتاج إلى الطاقة الأحفورية من غاز ونفط وفحم، بالإضافة إلى الطاقة المتجددة وكل مصادر الطاقة، لأن هناك نمو في السكان والصناعة والاقتصاد بشكل عام.
وأوضح الصبان أن الغاز الطبيعي سوف يمر بمرحلة وموجة مستمرة من الارتفاع في الأسعار طالما استمرت دعوة عدم الاستثمار من قبل وكالة الطاقة الدولية بحجة مواجهة تغير المناخ المحتمل،الذي لايزال الخلاف العلمي حوله مستمرا.
الأكثر استهلاكا
ولفت إلى أن أكثر المناطق في العالم التي ستكون أسعارها مرتفعة، هي المناطق الأكثر استهلاكا للغاز، ومن بينها الولايات المتحدة الأمريكية التي تضررت من عملية ارتفاع الأسعار، رغم أن هذا المصدر هو مصدر رئيسي تقوم بتصديره، ونتيجة لارتفاع الأسعار عالميا سيتجهون للتصدير للعالم الخارجي، وهذا سيكون بالقطع على حساب الاستهلاك المحلي في الولايات المتحدة، وسيؤدي إلى ارتفاع الأسعار سواء في الداخل الأمريكي أو في الخارج.
من جانبه، قال خبير البترول المصري، رمضان أبو العلا: "دائما ما تكون أسعار البترول والغاز في تذبذب صعودا وهبوطا طبقا للعديد من العناصر، جميع هذه العناصر التي تؤثر في النفط تؤثر أيضا في الغاز، وجميعنا يتذكر فترة الركود التي أصابت قطاع النفط، حتى أن البعض كان يدفع لبعض الشركات مقابل نقل حمولات على أن يكون النفط بلا مقابل من أجل استمرار عمليات الإنتاج وكان هذا أسوأ هبوط حدث في التاريخ".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، إن العديد من الاستثمارات توقفت نتيجة تدني الأسعار في تلك الفترة المعروفة لدى الجميع، حيث انخفض العائد الاقتصادي من وراء هذا القطاع، وانحسرت قطاعات أخرى كثيرة، لأن البترول صناعة تقوم عليها صناعات كثيرة.
القارة الأوروبية
وتابع خبير البترول: "في الفترة الأخيرة بدأت الأسعار في الارتفاع يعود لعدة أسباب منها، أن مجموعة المنتجين المتمثلة في "أوبكوأوبكبلس" ومجموعة المستهلكين ومجموعة شركات البترول العالمية التي تتبع في الغالب للمستهلكين، يكون هناك شد وجذب بين ارتفاع الأسعار والمصالح المشتركة لكل الأطراف، لكن مع بداية فصل الشتاء هناك مناطق تحتاج الى كميات كبيرة للغاز تقوم بتخزينها،كما يحدث في القارة الأوروبية، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار في هذا التوقيت".
وسجل سعر الغاز الطبيعي في أوروبا رقما قياسيا جديدا بعد تجاوزه 585 دولار لكل ألف متر مكعب.
وبدأت أسعار الغاز في الارتفاع بعد قرار شركة "غازبروم" الروسية في حجز 4% فقط من سعة النقل الإضافية عبر أوكرانيا لشهر سبتمبر/أيلول.
ووفقا للعقد الموجود، يجب أن تنقل الشركة الروسية عبر نظام ترانزيت الغاز الأوكراني 40 مليار متر مكعب سنويا، كما من الممكن استخدام القدرات الإضافية لهذا النظام في حالة طارئة لكن سعرها أكبر بكثير.
طلبات والتزامات
غير أن الشركة رفضت بالفعل زيادة نقل الغاز بالرغم من الطلب العالي عليه في أوروبا. وأوضحت يلينابور ميستروفا، رئيسة "غاز بروم اكسبورت" ونائبة رئيس شركة "غاز بروم"، أن التزامات العقد مع أوكرانيا يتم تنفيذها بالكامل، مضيفة أن حجز سعة النقل الإضافية يتم وفق طلبات المستهلكين من شهر أبريل/نيسان الماضي. وأكدت أن نقل الغاز يتم حاليا وفق الخطط الموجودة.
وإضافة إلى ذلك يجب على "غاز بروم" ملء مرافق التخزين الروسية، بسبب اقتراب فصل الشتاء.
ولا يستبعد الخبراء في الوقت ذاته أن الأمر ينحصر في الظروف التجارية لحجز سعة النقل الإضافية. ولم تكشف الشركة الروسية مدى توقف عقودها على السعر الفوري عندما يتم شراء الغاز بشرط التوريد الفوري.