وشهدت الفعالية التي انطلقت في العاصمة السعودية الرياض، اليوم الأربعاء، إطلاق عدد من المبادرات الجديدة بمشاركة 10 شركات من عمالقة التكنولوجيا بالعالم، وفقًا للعربية.
وقال مراقبون إن المبادرات التي تستعد السعودية لإطلاقها في مجال التقنية وتعزيز الاقتصاد الرقمي، تهدف لتعزيز الإيرادات غير النفطية، وزيادة الناتج المحلي، مؤكدين أن المملكة تسعى لتكون مركزًا تقنيًا دوليًا.
مبادرات تقنية
وأعلن عبد الله بن عامر السواحة، وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي عن تصنيع أول رقائق ذكية داخل المملكة بأيدي سعودية.
وقال في كلمة خلال فعاليات الإطلاق، إن المملكة ستدشن برامج تنفيذية مختصة في الاقتصاد الرقمي والفضاء والابتكار، بحسب العربية.
وكشف أن الفعالية ستشهد تتوقيع عدة اتفاقيات عالمية مع عمالقة التكنولوجيا، منوهًا إلى المساعي التي أعلنها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الخاصة بالاقتصاد الرقمي والفضاء والابتكار.
وأعلن الوزير إطلاق 3 برامج في قطاع التقنية والذكاء الصناعي؛ برنامج "همة" أكبر برنامج تقني بحزمة 2.5 مليار ريال لدعم سوق التقنية بأكثر من 20 منتجا ودعم الرياديين المبتدئين والمتقدمين، وبرنامج "قمة" وبرنامج "طويق"، حيث سيكون أول مشاريعه أكاديمية "سادايا"، وهي مشروع ضخم لتدريب الجيل الجديد لاستغلال الطاقات وبناء القدرات في مجال الذكاء الصناعي.
كما شهدت الفعالية إطلاق العديد من الشراكات بمشاركة وزارية رفيعة، بمشاركة 10 شركات من عمالقة التكنولوجيا في العالم، الذين أعلنوا عن إنشاء مقرات إقليمية لهم في الرياض.
رؤية تقنية
واعتبر ماجد بن أحمد الصويغ، المستشار المالي والمصرفي والاقتصادي السعودي، أن المبادرات التي تستعد المملكة العربية السعودية لإطلاقها من قبل هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، تأتي ضمن النجاحات التي تحققها في إطار تطبيق رؤية 2030.
وبحسب حديث الصويغ لـ "سبوتنيك"، تجتمع الأهداف والرغبات من الجهات الحكومية والهيئات والقطاع الحكومي والخاص والشركات المحلية والدولية، لإحداث نقلة نوعية وفكرية ورقمية في الاقتصاد العالمي الرقمي، من المملكة العربية السعودية، لتغطي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتكون رافدًا معلوماتيًا محليا وللعالم في هذا المجال.
ويرى الصويغ، أن المملكة تضع يدها بيد العالم من أجل إحداث نقلة نوعية وفكرية رقمية، لتعزيز صناعة التقنية والتدريب والتطوير بمختلف المجالات التقنية حول العالم، وكذلك لتأهيل الطاقات البشرية وتمكين مجتمع تقني، ودعم منظومة العمالة الرقمية في العالم، ما يوفر العديد من الفرص الوظيفية لشباب وشبات الوطن.
وأكد الاقتصادي السعودي أن هذه المبادرات تعزز دور المملكة كمركز تقني إقليمي، وهو ما يعزز الاستدامة المجتمعية التقنية، ما يقود الوطن نحو الابتكار، من أجل تسريع عملية التحول الرقمي الذي تعيشه المملكة ضمن رؤية 2030.
وأوضح الصويغ أن هذه المبادرات ستعود بأرباح كبيرة على المملكة لدعم الناتج المحلي، وتعزيز المشروعات غير النفطية التي ستساهم في دعم موازنة المملكة، لتعزيز البنى التحتية في مجال تقنية المعلومات وغيرها من المجالات، مشيرًا إلى أن تقنية الجيل الخامس أثرت في عملية التحول الرقمي على جميع الأصعدة وفي كافة القطاعات.
دعم الإيرادات غير النفطية
بدوره اعتبر الدكتور فواز كاسب العنزي، المحلل السعودي، أن المبادرات التي تعلن عنها المملكة العربية السعودية في المجال التقني تأتي ضمن ما تعيشه في رؤية 2030، والتي وضعت القيادة مجموعة من الأهداف الرئيسية والفرعية لتحقيقها.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، من أكبر الأهداف التي تسعى المملكة العربية السعودية لتحقيقها خلال الأعوام الـ 10 القادمة، وقف الاعتماد الكلي على الإيرادات النفطية والتي تعتبر المصدر الوحيد لدخل المملكة، عن طريق الاستثمار السياحي والتجاري والصناعي.
ويرى أن إطلاق هذه المبادرات يعكس الفكر والتخطيط الاستراتيجي التي تسعى المملكة لتحقيقه، لخلق فرص استثمارية تزيد من الإيرادات غير النفطية للدولة، حتى لا تكون المملكة من ضمن الدول أحادية الدخل، والتي تعتمد فقط على البترول.
وأكد أن هذه المبادرات سوف تعطي الجوانب الصناعية بجميع أنواعها التقنية والعسكرية، وكذلك صناعة السياحة، وصولًا إلى المشاريع الاقتصادية، وشراء الأسهم في الشركات الدولية.
وأشار إلى أن هذه المبادرات سوف تنعكس على اقتصاد المملكة بالإيجاب، وتزيد من الدخول غير النفطية، وترفع السعودية إلى مصاف الدول المتقدمة الكبرى.
يذكر أن رؤية 2030 التي أعلنت عنها السعودية عام 2016، تهدف إلى خفض الاعتماد على النفط كمصدر رئيس للدخل، وتنويع الإيرادات المالية.