نشرت شبكة "بي بي سي" على موقعها الإلكتروني مقالا يستعرض ما وصفته بفتور العلاقة بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، فحتى لغة الجسد بلورت الخلاف الراهن، في قمة الناتو في مايو 2017، عندما أحكم الرئيس الفرنسي قبضته أثناء مصافحته للرئيس ترامب، وهو يحدق في وجهه، وصرح ماكرون لاحقًا: "لم يكن الأمر بريئًا" و"في حواراتي الثنائية، لن أترك أي شيء يمر".
ووفقا للتقرير، تسببت أحداث أفغانستان الأخيرة في توتر حلاوة شهر العسل مع جو بايدن، ليست حقيقة الانسحاب بحد ذاتها هي التي أثارت غضب الولايات المتحدة، لكن افتقار الولايات المتحدة للتنسيق مع الحلفاء، لا سيما منذ أن مهمة الناتو كانت وقت الانسحاب تتألف من قوات من 36 دولة، فثلاثة أرباعها تتكون من غير الأمريكيين، مما أدى إلى تدافع دولي للإخلاء.
ويعتبر انتشار الجيش الألماني في أفغانستان أول مهمة قتالية رئيسية له منذ الحرب العالمية الثانية، لذا فإن الإحباط من كيفية انتهائه يتعمق، حيث وصف أرمين لاشيت، مرشح ألمانيا المحافظ لمنصب المستشار قبل الانتخابات التي ستجرى في وقت لاحق من هذا الشهر، انسحاب الولايات المتحدة بأنه "أكبر كارثة شهدها الناتو منذ تأسيسه".
ووصف الرئيس التشيكي ميلوس زيمان الانسحاب بأنه "جبان"، مضيفًا أن الأمريكيين فقدوا هيبتهم "كزعيم عالمي"، على حد تعبيره.
وصرح كارل بيلدت، رئيس الوزراء السويدي السابق، لـ"بي بي سي": "كانت التوقعات عالية للغاية عندما جاء جو بايدن، ربما كانت مرتفعة للغاية، وغير واقعية"، وأضاف: "مر وقت كانت الولايات المتحدة تتحدث فيه عن دعم النظام العالمي"، وأردف: "ولكن ليست هذه هي اللغة الصادرة الآن من البيت الأبيض، لقد تضاءلت التوقعات بإحياء العلاقات عبر الأطلسي. واستسلم المرء لأمريكا التي تفعل ذلك بطريقتها الخاصة".
تقول ناتالي توتشي، مستشارة منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي: "كان الخلاف الرئيسي تحت حكم ترامب لا يتعلق بقرارات معينة بالسياسة الخارجية، بل بدرجة أكبر من ذلك أننا اكتشفنا أننا لم نكن نتشارك القيم نفسها".
يذكر أن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان خلّف تداعيات كارثية، من سيطرة طالبان إلى موجات الهجرة الجماعية للأفغان وصولا إلى تضارب المواقف سواء بين الدول الأعضاء في تحالف الناتو أو بين الناتو وبقية دول العالم.