أفادت مجموعة علماء في بحث جديد أن التلألؤ البيولوجي الذي تنتجه بعض أنواع البكتيريا في المحيطات يمكن أن يحدث على نطاقات واسعة جدا وكثيفة لدرجة أن الأقمار الصناعية التي تدور على ارتفاع خمسمائة ميل يمكن أن ترصده وتصوره بشكل واضح.
وقال المؤلف الرئيسي للبحث الجديد والمتخصص في دراسة التلألؤ البيولوجي من خلال رصد الأقمار الصناعية في جامعة ولاية كولورادو ستيفن دي ميللر: "إنه عندما تظهر إحدى عجائب الطبيعة الخفية بهذا الشكل، فإنها تأسر خيالك".
وأشار العلماء إلى أن الفحص الدقيق للصور التي تم جمعها بين عامي 2012 و2021 من قمرين صناعيين سمحت لهم برصد عشرات البقع الهائلة من الأضواء حدث لمرة واحد كل 8 أشهر تقريبا، كان أصغرها أكبر بنحو 100 مرة من مدينة مانهاتن، بحسب "نيويورك تاميز".
ونوه العلماء إلى أن هذه الصور تفتح نافذة جديدة على محيطات العالم الغامض والهائل، وتساعد في دراسة عالم البحار المتوهج وتتبع أصولها بشكل جيد.
ويطلق العلماء على هذه الظاهرة أحيانا بـ"البحار الحليبية"، وهي إحدى أكبر ظواهر التلألؤ البيولوجي المعروفة، وتتميز بانتشارها الواسع جدا وحدوثها في مناطق نائية الأمر الذي يجعل دراستها بشكل دقيق ومعرفة أسبابها شبه مستحيل.
ويتوقع العلماء أن هذه الظاهرة تحدث بسبب نوع من البكتيريا البحرية الحيوية الضيائية (بكتيريا الضمة) أو (Vibrio harveyi)، التي تتسبب بعض الأمراض لدى العديد من المخلوقات البحرية، لكن الباحثين لم يؤكدوا بعد صحة استنتاجاتهم بسبب صعوبة دراسة هذه الظاهرة.