وزاد من حدة المشكلة دخول وسائل التواصل الاجتماعي وأجهزة الهاتف المحمول حياة الإنسان اليومية، حيث ارتبطت تفاصيل العمل والحياة الشخصية بهذه الأدوات، وابتعد الإنسان بشكل كبير عن الأسرة والعائلة والأصدقاء، وهي نافذته نحو الاستقرار العاطفي والنفسي.
ويشير مصطلح "ضباب الدماغ" إلى مجموعة من الأعراض الخطيرة التي تصيب الإنسان نتيجة جميع التراكمات السابقة التي تؤثر في النهاية على مركز حواس الإنسان أو مركز تحليل المعطيات لديه، وهو الدماغ، وتتمثل هذه الأعراض بتلاشي الذاكرة وعدم القدرة على التركيز، وصعوبة معالجة المعلومات والتعب وتشتت الأفكار الكبير.
وعلى الرغم من أن مصطلح ضباب الدماغ جديد بالشكل العام ولم يكن في السابق مدرجا في التصنيفات الطبية، إلا أن هذه المشكلة طفت على السطح في الفترة الأخيرة بسبب ارتفاع مستوياتها بشكل ملحوظ، وبحسب الأبحاث الطبية، قد ترتبط هذه المشكلة أيضا ببعض الظروف الصحية مثل التهاب الغدة الدرقية ومتلازمة التعب المزمن والاكتئاب واضطراب التوحد والاضطرابات العصبية والنفسية قد تتطلب رعاية طبية مناسبة.
وبحسب موقع "healthline" يعد ضباب الدماغ أحد الأعراض الرئيسية أيضا لمرضى "كوفيد 19"، حيث أشارت العديد من الأبحاث إلى أن المصابين بفيروس كورونا المستجد يعانون من ضباب الدماغ حتى بعد التعافي.
وبحسب المصادر فإن من أهم الطرق التي يمكن من خلالها معالجة هذه المشكلة والتغلب عليها هي تناول المكملات الغذائية، وعددت المصادر مثل الموقع الطبي السابق وموقع "timesofindia" عددا من مكملات يمكن أن تساعد الإنسان في حل مشكلة ضباب الدماغ وإبعادها وتخفيفها إلى أدنى مستوياتها، وهي:
يحتاج جسم الإنسان إلى "فيتامين د" لتقوية العظام وتقوية المناعة وتحسين صحة الدماغ. ويرتبط نقص "فيتامين د" بالاكتئاب وتقلبات المزاج.
وأكدت العديد من الأبحاث أن الحصول على كمية كافية من "فيتامين د" يمكن أن يقلل من التهاب الدماغ ويزيد من كفاءته. وتخفف إلى حد كبير من مشكلة ضباب الدماغ وتبعد الأفكار السلبية أيضا.
وتؤكد الأبحاث أن أفضل مصدر لفيتامين د هو أشعة الشمس، كما تتواجد هذه الفيتامين في الأطعمة بكميات محدودة مثل المنتجات الغذائية الحيوانية (اللحوم) ومنتجات الألبان والفطر والبامية.
يدعم تناول الدهون الصحية مثل أحماض "أوميغا 3" الدهنية صحة الإنسان بطرق مختلفة، ويساهم في زيادة تركيز الإنسان ويعزز قوة الذاكرة.
ويعتبر "أوميغا 3" مكملا فعالا أيضا لمن يعانون من القلق والتوتر المزمن، حيث تعمل الدهون الصحية على تحسين صحة خلايا الدماغ والتواصل بين الجسم وخلايا الدماغ، ما يجعل الإنسان يفكر بشكل أفضل ويتخذ قرارات واعية وصحية.
ويمكن الحصول على "أوميغا 3" طبيعيا من بعض الأطعمة مثل المكسرات والبذور والأسماك والسمن. ولكن يمكن الحصول عليها من خلال بعض المكملات المتوفرة في حال انخفاضه في الوجبات اليومية.
تعد ثمار الليمون أكبر مصدر لـ"فيتامين سي"، وهو عنصر غذائي معروف بتعزيز المناعة وحماية ذاكرة الإنسان من التلاشي مع تقدم العمر.
وبحسب دراسة صغيرة، يمكن أن يساعد تناول "فيتامين سي" بكميات كافية في تحسين التركيز ووقت سرعة رد الفعل والتركيز وتقليل نوبات تقلب المزاج. كما يرتبط نقص هذا الفيتامين بالاكتئاب وضعف الإدراك.
وتوافر "فيتامين سي" بكثرة في الليمون والبرتقال والطماطم ويعتبر هذا الفيتامين الأكثر شيوعا من حيث المكملات الغذائية في الأسواق.
يتطلب جسم الإنسان كميات قليلة من معدن "المغنيسيوم" ومع ذلك، فإن لهذا المعدن عدة أدوار مهمة في الحفاظ على صحة الإنسان الذهنية والبدنية.
ويلعب المغنيسيوم دورا جوهريا من خلال تنشيط العديد من الإنزيمات المسؤولة عن إنتاج الطاقة من الطعام الذي نتناوله الإنسان والحفاظ على الأعصاب وتنظيم مستوى ضغط الدم. وقد يسبب نقص هذا المعدن مشاكل مثل ضباب الدماغ وضعف مستويات التركيز.
ويتواجد المغنيسيوم بكثرة في المكسرات الخضراء والبذور والفاصوليا الجافة والحبوب الكاملة وحبوب القمح ونخالة الشوفان.
5- "فيتامين هـ"... مقلل الإجهاد التأكسدي
تشير الدراسات إلى أن تناول كمية كافية من "فيتامين هـ"، يمكن أن يساعد في صحة الدماغ عن طريق تقليل الإجهاد التأكسدي. وتعمل أنواع معينة من "فيتامين هـ".
وتساعد هذه الفيتامينات على تقليل أضرار الجذور الحرة ومكافحة الالتهاب. وأثبتت العديد من الدراسات أن الإجهاد التأكسدي قد يؤثر على صحة الدماغ على المدى القصير والطويل.
ويمكن الحصول على كمية كافية من "فيتامين هـ" من خلال المكسرات والبذور والقمح والزيوت النباتية.
وتشير بعض الدراسات الأخرى إلى أهمية "فيتامين ب المركب" في علاج هذه المشكلة مع مركبات "الثيانين" حيث تعمل جميع هذه المركبات على تحسين صحة دماغ الإنسان بشكل عام.
ملحوظة مهمة حول المعلومات الطبية
© Sputnik