تتسلل في أعماق المحيطات سمكة غريبة بعيون خضراء أشبه بعيون "المخلوقات الفضائية" بحسب المصادر العلمية، بجسمها العجيني الغريب ولونها الأغرب الشبيه بالأشباح مع صفوف من الأسنان المدببة، لتنفذ هذه السمكة سلسلة "عضات خاطفة دائرية" في أعماق الحيط تاركة ضحاياها بندوب لا تفرقهم مدى الحياة.
وتشتهر أسماك القرش هذه والتي يطلق عليها العلماء اسم "Cookiecutter" بالتسلل والقيام بنزع قطع صغيرة على شكل دائرة من أسماك القرش والحيتان الأكبر منها بكثير.
وبحسب البحث الجديد المنشور في مجلة "Live Science" العلمية، فإن هذا القاتل المتسلل الذي يبلغ طوله حوالي 50 سنتمترا فقط، لا يشكل رعبا على الحيتان وأسماك القرش فقط، بل على جميع المخلوقات البحرية الأخرى من جميع الأحجام.
الملاحظات الأولى السابقة التي سجلها العلماء لهذه السمكة، كانت عبارة عن علامة دائرية من اللحم انتشلتها من الحيتان والقروش الكبيرة، لكن اتضح من خلال الدراسات أن أسماك القرش هذه تتغذى أيضا على الحيوانات الموجودة في قاع السلسلة الغذائية، الأمر الذي يمنحها دورا فريدا وهاما في النظام البيئي للمحيطات.
قالت الأستاذ المساعد في كلية العلوم البحرية في جامعة ديلاوير الأمريكية، والمؤلفة الرئيسية للدراسة الجديدة، آرون كارلايل، إن هذه الأسماك "تتغذى على كل شيء بدءا من أضخم وأخطر الحيوانات المفترسة، مثل أسماك القرش البيضاء، وكل ما يمكنك تخيله، وصولاً إلى أصغر المخلوقات الصغيرة"، مشيرة إلى عدم وجود مخلوق يستطيع فعل شيء مماثل لما يفعله هذا القرش.
وتعيش أسماك "قَالَب الكُعَيكَة" أو ما يطلق عليه بالقرش "السِيجَاريّ" أو Isistius brasiliensis" (Cookiecutter shark)" في المياه الاستوائية وشبه الاستوائية ويمكن أن تعيش في أعماق تزيد عن 4920 قدمًا (1500 مترا)، وفقًا للدراسة.
قاتل سبب ألما للكبار والصغار في المحيطات
ويشاهد الناس عادة هذه الأسماك ليلا قريبة من سطح الماء عند القيام بصيد الأسماك الكبيرة في أعماق المحيط.
وقام الفريق بفحص الحمض النووي البيئي (eDNA) لهذه الأسماك، ودراسة نظامها الغذائي من الأسماك، ووصلوا لنتائج مدهشة.
قال كارلايل: "الحمض النووي البيئي أداة شائعة وقوية بشكل متزايد تعمل في إطار فكرة أنه إذا سبح حيوان ما في المحيط، فسيؤدي ذلك إلى التخلص من الحمض النووي في الماء. لذا إذا أخذت عينة من الماء وقمت بتصفيتها، يمكنك استخراج الحمض النووي لكل شيء كان موجودا في تلك الكتلة المائية وتحديد الأنواع الموجودة هناك. لذلك جربنا ذلك على محتويات المعدة".
وبحسب نتائج الدراسة المنشورة في مجلة "nature" العلمية، وجد الباحثون أن أسماك القرش هذه تتغذى في الغالب على الأنواع الأصغر في الأعماق السفلية من المحيطات، بما في ذلك القشريات والحبار والأسماك الصغيرة، وقد تكون بعض هذه الفرائس صغيرة بما يكفي لابتلاعها كاملة.
وبينت الدراسة أن أسماك القرش الضخمة والحيتان الكبيرة في أعالي المحيط تشكل أقل من 10% من النظام الغذائي لأسماك القرش هذه.